آلات ضخمة لفرم الثقافة ومطاحن لعقول البشر.. من اجل اسرائيل

بقلم: نارام سرجون

 

آلات ضخمة لفرم الثقافة .. ومطاحن لعقول البشر .. من اجل اسرائيل – أياكم أن تظنوا أن الاميريكيين يبيعون المكدونالد والكوكاكولا فقط .. وأنهم منشغلون بطباعة كراسات حقوق الانسان لتوزيعها على فقراء العالم .. الاميريكيون تحولوا الى جراثيم خطيرة على الحضارات، وكما أنهم يعدلون كل منتجات العالم الزراعية والحيوانية ويتلاعبون بالجينات ومواصفات الحياة والانواع .. فانهم الآن يقومون بعملية تعديل أكثر خطورة .. ألا وهي عملية تعديل الثقافات والشعوب والأديان .. فتصبح ثقافات الشعوب لا تشبهها وأديانها لا تشبه أديان أجدادها .. وتتم اعادة تشكيل الشعوب وخفق ثقافاتها كما يخفق البيض لصناعة حلوى امريكية .. ويصبح ما كنا نراه في أفلام الخيال العلمي حقيقة من أن الضحايا يؤخذون الى مراكز تعديل الافكار والسلوك وتوضع خوذات على رؤوسهم ويتعرضون لصعقات الكترونية يتم فيها نقل مخزون الذاكرة من راس الى آخر .. فيصبح الفأر كلبا والقط دجاجة .. أما كيف ذلك فانه عبر مراكز أبحاث ضخمة .. تدرس كل ما لدينا في الثقافة من كتب تفسير الاحلام والامثال الشعبية الى أشعار نزار قباني .. ومن حكايا الجدات وقصص عنترة والزير الى أشعار المتنبي ..

كل مانقوله .. وكل ما نتعلمه .. وكل ما قرأناه ونقرأه .. وكل ما لم نقرأ .. يدخل الى تلك الآلات الجهنمية المسماة مراكز أبحاث لتحليل كل المعلومات والوصول الى الشيفرة التي تربط الشعوب بثقافاتها .. وانجاز عملية فرم للثقافة وطحن لكل مكوناتها ورموزها .. ولا يوجد بلد عربي مستثنى.. فهناك من يدرس المجتمع العراقي وهناك من يدرس المجتمع المصري والليبي والخليجي والمغاربي.. لتنتج لنا اليوم شعوبا حائرة هائمة مصابة بالشيزوفرينيا وتسكن اكبر مشفى للشذوذات النفسية في العالم يسمى الوطن العربي .. لالقاء فيروسات بينها تفكك هذه الروابط المتينة التي عمرها آلاف السنين واعادة تشكيل روابط جديدة غير منطقية وثقافات عجيبة مشوهة .. فصارت الشعوب تدافع عن دينها بقتل دينها .. وتبحث عن الحرية بالطائفية .. وتستميت من اجل الديمقراطية بتصنيع العنف والتنظير له .. وتنشر الثقافة والفنون بالبنادق .. فوصلنا الى هذا المنتج الذي سمي الربيع العربي .. والذي أوصلنا الى جمهور بليد أبله مشرد في القارات ومراكب اللجوء .. أو في مشفى الأمراض العقلية المسمى بالخليج العربي الذي يرى التطبيع ولا يفهم خطورته .. يرى خرائط الدم العربي توزع في أرجاء العالم ولكنه لايهمه ان كان ذلك هو دمه .. وكأنه يرى لعبة كومبيوتر وليس آلة تقص لحمه وتفرمه أمام عينيه وهو لايحس بالألم ..

<< ما أريد قوله هو أن على كل واحد فينا أن يتذكر انه لن يكون بأمان طالما ان اسرائيل بجواره .. لأن بقاء هذا الكيان مرتبط بشيء واحد فقط هو زوال العرق العربي ونهاية الشرق كله كطاقة ثقافية وانسانية جبارة مصدرها هو انسان هذا الشرق الذي تتم عملية تفكيكه وتحويله الى خردة انسان .. في مخزن السيد الاوروبي .. والاسرائيلي .. واحيانا الى انسان مريض بلا ذاكرة .. لأن تشوش الذاكرة لايختلف عن فقد الذاكرة .. فكلاهما لايعيش مع الواقع >>

هذه قصاصة صغيرة جدا كتبها هانز خليل مما يتم عمله بهدوء من أجل هذه الغاية .. ومانعلمه من تفاصيل لاشك أنه أخطر بكثير .. ولكن ما نعرفه هو أن كل هذا المشروع لامعنى له اذا سقطت اسرائيل في الشرق .. وعندها لافائدة من كل هذه الابحاث والمراكز فكل معايير نجاحها هو بقاء اسرائيل .. ولهذا السبب الغرب مصاب بالهستيريا والجنون من ان حزب الله وسورية وايران ومحور المقاومة قد يسقطون هذا المشروع اذا لم تترك اسرائيل في حالها وظل هذا المحور يعمل على كنسها من الشرق .. وصارت هناك معادلة واحدة وهي ان بقاء انسان هذا الشرق على طبيعته بكل طاقته الخلاقة والجبارة هي نبوءة بفناء اسرائيل وخرابها .. وأن خراب انسان هذا الشرق هو الذي سيبقي اسرائيل ..

اما نحن واما اسرائيل .. ولك أيها المشرقي الخيار .. الحصار والدولار وزعماء الطوائف هم أدوات هذا المشروع الجهنمي!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى