روسيا تعتبر حزب الله صمام امان لبناني، وتدعو كل الوطنيين الاحرار للوقوف الى جانبه

لطالما وصفت العلاقة بين روسيا و”حزب الله” اللبناني بأنها جدلية نظراً للتغيرات التاريخية التي طرأت على هذه العلاقة منذ أيام الاتحاد السوفييتي وحتى يومنا هذا، ولاشك بأنها لم تكن جيدة في العقود السابقة، إلا أن روسيا بدأت تنظر إلى “حزب الله” نظرة مختلفة بعد حرب تموز “2006” التي سطر فيها الحزب أروع ملاحم البطولة وحمى لبنان وشعب لبنان من الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة، وما ساهم في تمتين العلاقة بين الروس و “حزب الله” الحرب السورية، حيث كان جنود الحزب والجنود الروس يقاتلون في نفس الخندق، ومن هنا نشأت علاقة قوية مع الحزب ورويداً رويداً أدرك الروس مدى أهمية “حزب الله” في الحفاظ على سيادة لبنان في الداخل والخارج ودوره وثقله السياسي الذي لا يمكن تجاوزه أو اغفاله في أي معادلة سياسية.
عن هذا الموضوع تحدث السفير الروسي السابق في لبنان ألكسندر زاسبيكين، وقال إن حل الأزمة السياسية في لبنان يتطلب اتفاقاً بين الأطراف النافذة وتقديم تنازلات، مضيفاً أنه من غير المقبول طرح مسألة نزع سلاح حزب الله مقابل مساعدات دولية جديدة.
الجميع يعلم ان مسألة نزع سلاح حزب الله هي ذريعة يتشدق بها معارضو الحزب والصهاينة والأمريكيون وحتى الأوروبيون لاضعاف الحزب ومنعه من حماية لبنان ليصبح مسرحاً للغزاة والطامعين ولمعرفة دور الحزب ما عليكم سوى مشاهدة كيف اسقط “حزب الله” قبل أمس طيار مسيرة كانت تحلق فوق أجواء الجنوب اللبناني، حيث اثبت “حزب الله” للاسرائيليين والجميع انه قادر على حماية حدود بلاده حتى في احلك الظروف وهي رسالة قوية سيتوقف عندها العدو الاسرائيلي كثيراً.
السفير زاسبيكن أكد خلال زيارة وداعية قام بها وفد من شبكة الميادين بعد انتهاء مهام السفير الدبلوماسية في لبنان، أكد زاسبكين أن محاولة إزالة هذا المكون اللبناني (حزب الله) ستؤدي إلى “تدمير لبنان”، موضحاً أن على الأطراف المحلية والدولية، بما في ذلك أمريكا، ألّا تتجاوز “الخطوط الحمر”، كي لا تنتهي الأمور بدمار البلد.
وشكك الدبلوماسي الروسي بالنوايا الأمريكية تجاه لبنان، لكن ذلك لن يحول، وفق قوله، دون تأييد روسيا للمبادرات الداعية للإصلاح الاقتصادي وتشكيل حكومة تشمل أكبر عدد من الأطراف السياسية اللبنانية.
وأشار زاسبكين أن الأمن والاستقرار “مستحيل” في لبنان إن استثنينا دور حزب الله، مبيناً أن قتال الحزب إلى جانب الجيش السوري والقوات الروسية ساهم بشكل فعّال في تبديل النظرة الروسية تجاه حزب الله، وفتح مجالات أكبر للحوار والتعاون السياسي.
ولفت إلى أن وجود روسيا وحزب الله في “خندق واحد” في سوريا، متنّ علاقة الطرفين، وذلك بالإضافة إلى الحوار السياسي الذي “اقتنعت بموجبه أن لحزب الله دور إقليمي، وأن تقييمه لما يحدث في المنطقة ولبنان مهم جداً”.
وأثنى السفير الروسي السابق على مواقف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، قائلاً إنه ينتظر خطاباته ليطّلع على مواقفه من المستجدات السياسية، إذ “لا يعوّض غيره أهمية هذه الآراء”، مضيفاً أن “كلامه بالنسبة لي أهمّ من كل شيء آخر”، نظراً لمواقفه “المدروسة” وقدرته على الإقناع “دون ازدواجية أو مناورة”.
وتساءل سفير روسيا في لبنان: اليوم السؤال المطروح هو: في ظل الظروف الحالية هل سيفتح مجال المساعدات، أم إن موقف هذه الدول سيبقى على حاله؟، متابعا: لا يوجد لدينا تصور دقيق عن الحكومة وشكلها ومن سيكون فيها ولكن، البديل هو الفراغ الذي سيؤدي إلى الفوضى وانهيار البلاد في نهاية المطاف.
ما قاله السفير الروسي جاء نتيجة خبرة تراكمية شكلها خلال وجوده في لبنان، خاصة وانه كان في قلب الاحداث ويعلم جيدا ما يجري داخل لبنان وبين الاحزاب السياسية، ووصل الى قناعة تامة بأنه لايمكن الاستغناء عن “حزب الله” أو ابعاده من اي معادلة سياسية لأنه يشكل “صمام الأمان” للبنانيين ويدعم الاستقرار والأمن والتعايش بين الأديان والحوار الوطني.
في الختام؛ ان جميع المحاولات الأمريكية والاسرائيلية وحتى الأوروبية لابعاد “حزب الله” عن الساحة السياسية واللبنانية واتهامه بأنه يشكل تهديدا للبنانيين وأنه يجب نزع سلاحه كشرط لايصل المساعدات سيبوء بالفشل، لأن الشرق الأوسط أصبح خبيرا بالنوايا الأمريكية والأوروبية، ويكفي أن نشاهد البوارج الحربية الأوروبية قرابة شواطئ بيروت لنعلم ما يخطط له الغرب.
ما يريدونه هو اضعاف لبنان ليسهل التحكم به ويتم نزع السيادة منه رويدا رويدا والأهم اضعاف محور المقاومة لكي تحقق “اسرائيل” ما تصبوا اليه من ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية واحتلالها وانهاء القضة الفلسطينية وبعد ذلك التوجه نحو لبنان والتدخل بشؤونه الداخلية ولا نستبعد ان تستهدفه بالنار والدمار فتاريخها حافل بمثل هذا الاجرام، ولذلك من حق جميع الوطنيين الأحرار الدفاع عن “حزب الله” وحمايته ومنع اي شخص من مد يده على سلاح المقاومة الذي يعد السبيل الوحيد لحماية لبنان من اي عدوان خارجي قد يستهدف لبنان وأمنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى