اجتماع القيادات الفلسطينية في رام الله…. نجاح أم خيبة أمل جديدة؟

بقلم : د. كاظم ناصر

عقدت القيادات الفلسطينية اجتماعا هاما يوم الثلاثاء 18/ 8/ 2020 شاركت فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالإضافة لفصائل منظمة التحرير والأحزاب السياسية، وممثلين عن الشخصيات الوطنية المستقلة، ومفتي القدس وقادة الأجهزة الأمنية لمناقشة اعتراف الامارات العربية المتحدة بالكيان الصهيوني، والوضع الفلسطيني في الداخل والشتات، وآخر التطورات العربية والدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وأصدر المجتمعون بيانا أكدوا فيه ان فلسطين حكومة وشعبا ترفض التطبيع الإماراتي المجاني مع دولة الاحتلال والهرولة العربية لتل أبيب، و ” صفقة القرن “، وأكدوا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي وحدها المتحدث باسمه، وأعلنوا عن قناعتهم بوجوب تعزيز الإجماع الوطني، وانهاء الانقسام، ودعم المقاومة، وتفعيل شراكة سياسية حقيقية من خلال المؤسسات الديموقراطية.
الأحداث السيئة الجارية حاليا في الوطن العربي، ومن أهمها الاعتراف الإماراتي بالكيان الصهيوني ورغبة بعض الدول العربية السير على خطاها، أثبتت غياب موقف عربي موحد، وإن قرار الإمارات الذي تدعمه معظم الدول العربية اتخذ بالتشاور المسبق مع تلك الدول! فهل يعقل ان الامارات اتخذت هذا القرار، ونفذت هذه الخيانة بدون تنسيق، أو تشاور مع السعودية وعمان والبحرين ومصر والأردن وغيرها من الدول العربية؟ المراقبون لأوضاع المنطقة يستبعدون ذلك! والفلسطينيون يعتقدون أن هذه الهجمة الأمريكية الصهيونية المدعومة عربيا لتصفية قضيتهم تتطلب موقفا فلسطينيا موحدا يتمسك بالثوابت الوطنية في التعامل مع الدول العربية ودولة الاحتلال ودول العالم، ويتصدى للحكام العرب الذين يتاجرون بفلسطين، ويتحالفون مع أعداء الأمة ضد الفلسطينيين ومحور المقاومة.
الشعب الفلسطيني من أكثر شعوب العالم علما وثقافة وتجربة سياسية، ولن تخدعه التصريحات والبيانات الدعائية المنمقة التي سأمها ومل من سماعها وتكرارها من … السلطة والفصائل الفلسطينية … والدول العربية! ولم يفاجأ باستسلام حكام الإمارات، ويتوقع استسلام آخرين قريبا كما صرح بذلك نتنياهو وترامب؛ لكنه ما زال يأمل بأن قياداته التي اجتمعت مؤخرا في رام الله … لن تخذله كما فعلت في اجتماعاتها واتفاقاتها السابقة…، وستنجح في التخلي عن خلافاتها وصراعاتها الأيديولوجية، وتنهي الانقسام، وتتفق على استراتيجية سياسية ومقاومة شعبية موحدة للاحتلال، وتتخذ إجراءات عملية ضد خيانة حكام الإمارات وأي حاكم عربي يفكر بالتطبيع مع الدولة الصهيونية، وليس ضد شعب الإمارات أو أي شعب عربي آخر؛ الشعوب العربية المحبطة المقيدة الأصيلة تعتبر قضية فلسطين قضيتها الأولى، ولن تنسى القدس والمسجد الأقصى، وترفض الاستسلام للعدو والتطبيع معه، وسيأتي اليوم الذي تنقض فيه على حكام الخيانة، وتشارك في بناء وطن عربي ديموقراطي حرّ قادر على تغيير مجرى التاريخ في منطقتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى