في حضرة الكذب وتكذيبه !!
بقلم : عبد اللطيف مهنا

يصرِّح متحدِّث الخارجية السودانية: “نتطلَّع لاتفاق سلام مع إسرائيل وهناك اتصالات ما بيننا”، ويطنب في ذكر محاسن وعوائد وبركات هذا السلام، وصولاً للتغني بالمرتكزات والعلائق التاريخية والحضارية الموجبة له، والتي يعود بها إلى ما قال إنه ميلاد النبي موسى في بلاد النوبة!
ثاني يوم ينكر وزير الخارجية السوداني “وجود أي اتصالات بين السودان وإسرائيل”!
وفي اليوم الثالث يكذّبه وزير خارجية الكيان الصهيوني قائلاً “على عكس تصريحات وزير الخارجية السوداني، هناك اتصالات بين السودان وإسرائيل”، واتفاق على “أجنده العمل”، ومنه، “إعادة المتسللين (السودانيين) من إسرائيل إلى السودان”!
.. قبل السودانيين كذَّب الصهاينة الإماراتيين قبل أن يرتد لكل منهما طرفه.. درج الصهاينة متعمدين على أن يكونوا أول من يفضح متصهيني العرب، ومثلهم مثل راعيهم الأميركي ويزيدون عليه، عندما يتعاملون بفوقية واستعلاء يتناسب مع حقارة ودونية عملائهم..
اليوم خمر وغد أمر، لن تقوم لهذه الأمة المجزأة والمستباحة قائمة إلا بعد لملمة اشلائها ورتق مزقها المقطَّعة وكنس من سيَّدهم عدوها عليها.. إلا بالخلاص من مثل هاته النماذج الرخيصة التي تعشش في كراسي أنظمة قطريات تجزئتها التابعة، والتي وجودها بحد ذاته يشكل مهانةً وحائلاً دون وحدتها وانعتاقها وقيامتها..
.. وحتى حينه، انتظروا الكثير من تهافت الكذب ومسارعة تكذيبه!