نبيل شعث يفضح دور دحلان في اتفاق الامارات – اسرائيل.. ومظاهرة في رام الله تحرق صوره مع ولي امره ابن زايد/ فيديو
صرح القطب الفتحاوي الدكتور نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، الذي يعمل حالياً مستشاراً لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، كان له دور مهم في الاتفاق الثلاثي بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات والولايات المتحدة.
وقال “شعث”، في تصريح خاص لموقع “الخليج أونلاين”: “دحلان له أدوار سابقة ضد مصالح شعبه ووطنه، وكان له دور في الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي أفضى إلى التطبيع الكامل، وهو عار عليه”.
وحول إمكانية ملاحقة السلطة الفلسطينية لدحلان عبر الشرطة الدولية “الإنتربول”، أوضح شعث أنه أصبح له موقع رسمي في الإمارات، وهو مستشار ولي العهد، وهو ما يعني صعوبة ملاحقته.
ووصف شعث الخطوة الإماراتية في التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بـ”الخيانة للقضية الفلسطينية، وضربة في الظهر”.
وأضاف: “كنا نتوقع لآخر لحظة، خاصة مع قرب ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، موقفاً آخر، ولكن ما حدث هو طعن للفلسطينيين من قبل أبنائه”.
وأوضح أن الإمارات حاولت تبرير أن الاتفاق سيمنع “إسرائيل” من الضم، ولكن رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي خرج وأكد أن التطبيع مع الإمارات لن يمنعه من القيام بما يريد، وخاصة الضم.
وأردف بالقول: “نحن في الموقف الصلب الذي أخذناه لمحاولة ثني دول أخرى عن أن تفعل الشيء ذاته، ولو مر الاتفاق من دون موقف قوي فلسطيني لكان شجع دولاً أخرى على التطبيع مع الاحتلال”، موضحاً أن “أمتنا العربية لا يُمكن أن تقع في خطأ ارتكبته دولة عربية”.
وبيّن أن مبادرة السلام العربية تمنع التطبيع مع “إسرائيل” إلا بعد انسحابها الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أن ما يحدث ضد الشرعية الدولية، وقرارات الأمم الـمتحدة”.
ومن جانبه، تطرّق المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة المنتهية ولايته داني دنون، لانعكاسات اتفاق السلام الإسرائيلي-الإماراتي، على السلطة الفلسطينية.
ودعا دنون الفلسطينيين إلى “محاسبة الذات، بعد أن تخلت عنهم الدول التي دعمتهم في السابق لسنوات”.
وألمح، في مقابلة مع الإذاعة العبرية، إلى وجود دور للقيادي الفلسطيني محمد دحلان، في اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات، فقال: “محمد دحلان موجود في أبوظبي، وهو مقرب من صنّاع القرار، ولا يريد أن يرى القضية الفلسطينية تتقدم، تحت قيادة أبو مازن”، مشيرا إلى أن دحلان، “سيرغب في العودة إلى الملعب، عندما يترك أبو مازن المباراة”.
وتحدّث الدبلوماسي، في المقابلة، عن زيارته للإمارات والمعاملة التي تلقاها هناك. ومضى يقول: “لقد رأيت أشخاصًا يبحثون عن العلاقة بإسرائيل، لكنهم يخشون اتخاذ الخطوة علنًا.. لقد أدركت خشيتهم من إيران. انهم يرون في اتفاق السلام مع إسرائيل، تقاربا مع الولايات المتحدة”.
وفي الوقت الذي تحرص فيه الإمارات على تقديم الاتفاق على أنه يحقق مُكتسبات للفلسطينيين، خصوصا بما يتعلق بوقف نوايا الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية، يرى دنون أن المصلحة الفلسطينية غير موجودة في سلم أولويات الإماراتيين إطلاقا. وكشف قائلا، “لقد اجتمعت مع الإماراتيين، ولم يرغبوا في الحديث عن القضية الفلسطينية بتاتا”.
وفي رام الله أحرق متظاهرون فلسطينيون، مساء امس السبت، صور محمد بن زايد، ومحمد بن دحلان، خلال مسيرة نظمتها في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، القوى والفعاليات الوطنية والشعبية، تنديداً بـ”صفقة العار الإماراتية، والطعنة الغادرة الموجهة للشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة، ولكل محاولات التطبيع مع دولة الاحتلال” الإسرائيلي.
وقد بدأت الفعاليات الاحتجاجية بإحراق صور بن زايد، والقيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والدوس عليها، فيما هتف المشاركون ضد اتفاق إشهار التحالف بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.
وسار المئات من المشاركين في مسيرة جابت شوارع رام الله حاملين الأعلام الفلسطينية واللافتات التي اعتبرت اتفاق الإمارات مع الاحتلال والولايات المتحدة مكافأة لدولة الاحتلال والاستيطان، وطعناً في ظهر القدس وفلسطين، فيما اعتبرت لافتات أخرى أن المقاومة هي التي تستطيع إسقاط الاتفاق.
وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات مثل: “دوس يا شعبنا دوس على الخاين الجاسوس”، و”فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية”، و”ليش وطيت العقال يا أبو الهامة المحنية”، و”يا ابن زايد يا غدار رضيت الذل رضيت العار”، و”يا للذل ويا للعار باعوا الأقصى بالدولار”، و”يا عرب ليش التطبيع، فلسطين مش للبيع”.
والخميس الماشي، أعلن الرئيس ترامب توصل الإمارات و”إسرائيل” إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ”التاريخي”.
وجاء إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، “خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.
وقد خالف تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح، التابع لدحلان، حالة الإجماع الفلسطيني رسمياً وفصائلياً وشعبياً، معلناً دعمه لاتفاقية التطبيع بين أبوظبي و”تل أبيب”.