اتفقت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، وذلك بحسب بيان مشترك أصدره رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال مسؤولون بارزون في البيت الأبيض إنه بموجب الاتفاق، وافقت إسرائيل على تعليق بسط سيادتها على مناطق من الضفة الغربية، كانت تدرس ضمّها.
وقال بن زايد إنه تم الاتفاق في اتصال مع ترامب ونتنياهو على خارطة طريق لتعاون مشترك، من أجل إقامة العلاقات الثنائية المتفق عليها.
واعتبرت سفارة الإمارات بواشنطن أن الاتفاق لتطبيع العلاقات بالكامل هو انتصار للدبلوماسية والمنطقة، بينما قال بريان هوك المبعوث الأميركي الخاص للسلام إن الاتفاق “كابوس” لإيران.
وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد قد اتفقا على تطبيع كامل للعلاقات بينهما، فيما قال ولي عهد أبو ظبي إن الاتصال بينه وبين ترامب ونتنياهو أدى إلى تعليق ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وقال ترامب إن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات “اتفاق سلام تاريخي”، مضيفا أن مراسم اتفاق التطبيع ستوقع في البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة.
وتابع أن الاتفاق جاء خلال اتصال هاتفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي وولي عهد أبو ظبي، ودعا ترامب الدول الإسلامية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وذكر الرئيس الأميركي أن الاتفاق بين إسرائيل والإمارات سيعرف بـ”اتفاق أبراهام”، وقال إنه أراد أن يطلق اسمه على الاتفاق، “لكن الصحافة لن تتقبل ذلك”.
وذكر البيت الأبيض أن مسؤولين من الإمارات وإسرائيل سيلتقون في الأسابيع المقبلة لتوقيع الاتفاق، وأضاف أن اتفاق التطبيع سيشمل قضايا أمنية واستثمارات وتبادل سفارات والسياحة والتكنولوجيا وقضايا أخرى.
وقال الرئيس الأميركي إن إسرائيل وافقت على وقف خططها لضم أراض في الضفة الغربية، كما وصف نتنياهو تطبيع العلاقات مع الإمارات باليوم التاريخي.
واضاف يقول، إن من المتوقع أن تتم مراسم توقيع الاتفاق في البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة.
وفيما يلي نص البيان المشؤوم الصادر عن هذا الثلاثي القذر..
اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في اتصال هاتفي جرى اليوم على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
ومن شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة. وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم.
هذا وسوف تجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.
إن بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
ونتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي. وإذ تؤمن كل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانية تحقيق إنجازات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، فإنها ستعمل معا لتحقيق هذا الهدف.
وستقوم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الفور بتعزيز التعاون وتسريعه فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. ومن خلال العمل معاً، وستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم في جميع أنحاء المنطقة.
إن بدء العلاقات الدبلوماسية السلمية سوف يجمع بين اثنين من أقوى شركاء أميركا في المنطقة. وستنضم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إلى الولايات المتحدة لإطلاق أجندة استراتيجية للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني.
وإلى جانب الولايات المتحدة، تتشاطر الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وجهة نظر مماثلة في ما يتعلق بالتهديدات والفرص في المنطقة، فضلاً عن الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار من خلال المشاركة الدبلوماسية، وزيادة التكامل الاقتصادي، والتنسيق الأمني. وسوف يؤدي هذا الاتفاق إلى حياة أفضل لشعوب الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمنطقة.
وقد أثنت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على مشاركة الإمارات العربية المتحدة في حفل الاستقبال الذي أقيم في البيت الأبيض في 28 يناير الماضي، حين قدم الرئيس ترامب خطته للسلام، وأعربا عن تقديرهما للتصريحات الداعمة التي أدلت بها الإمارات العربية المتحدة.
وسيواصل الطرفان جهودهما في هذا الصدد للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبحسب خطة السلام، يجوز لجميع المسلمين أن يأتوا لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وينبغي أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان.
في الختام أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديرهما العميق للرئيس ترامب على تفانيه لإحلال السلام في المنطقة، وعلى النهج العملي الفريد الذي اتخذه لتحقيقه.
ونقلت وسائل الإعلام العبرية، عن مصادر دبلوماسية رفيعة في الحكومة الإسرائيلية، أن الحديث عن “تأجيل لبدء تنفيذ مخطط الضم، وليس إلغاء المخطط”، علما يأن نتنياهو كان قد صرح قبل أيام أنه الضم لن يتم إلا بدعم أميركي، وأن المخطط لم يعد أولوية بالنسبة للرئيس الأميركي، ما يؤكد أن الإشارة إلى “إيقاف الضم” في هذا السياق، يأتي في إطار الترويج للاتفاق الذي قد يشكل رافعة لترامب في استحقاق تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ويخدم نتنياهو في انتخابات إسرائيلية تبدو وشيكة.
وشارك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو تغريدة الرئيس الأميركي على حسابه الرسمي بموقع تويتر: وعلق قائلا: “هذا يوم تاريخي”، فيما أعلن أنه سيكشف عن المزيد من التفاصيل في هذا السياق، في مؤتمر صحافي يعقده الساعة الثامنة من مساء مساء اليوم الخميس.
وفي وقت لاحق من مساء اليوم الخميس، أكد نتنياهو التزامه بضم أجزاء من أرضي الضفة الغربية المحتلة، مشددا على أنه لن يتنازل عن العملية.
واعلن نتنياهو، في كلمته مساء اليوم، بأن قضية الضم ستبقى على الطاولة، وأنها لا تزال على جدول الأعمال، حيث قال: “أنا من وضع قضية الضم على الطاولة، وملتزم بها بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية فقط”.
وأضاف: “الرئيس الأمريكي طلب من إسرائيل أن تنتظر بشكل مؤقت لقضية الضم.. أردنا أن نأتي بالسلام مع الدول العربية ومتأكد ستكون دول أخرى”… هم “شعب يرغب بالسلام ويصلي من أجل السلام”.
وبخصوص الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، قال: “في هذا اليوم التاريخي الذي فيه نبني علاقات شاملة مع الإمارات، أنتم تباركون ذلك.. وأقول لمواطني الإمارات وعلى رأسهم الشيخ زايد، السلام عليكم والسلام علينا”.
وأوضح نتنياهو أن الشرط كان المحافظة على سرية الاتفاق قبل الإعلان، وأنه سيكون هناك طيران مباشر بين تل أبيب وأبوظبي والإمارات، وسيتم توظيف استثمارات كبيرة.
وأشار إلى أنه ستكون هناك اتفاقات كاملة مع دول عربية من دون العودة الى حدود 67، مجددا التاكيد على أن دولا أخرى ستنضم إلى هذا الإعلان.
من جانبه، سارع الرئيس التعيس عبد الفتاح السيسي الى القول، إنه تابع باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الامريكية ودولة الامارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للاراضي الفلسطينية.
وكتب الرئيس السيسي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر: “تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الامريكية ودولة الامارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق علي ايقاف ضم إسرائيل للاراضي الفلسطينية واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط، كما أثمن جهود القائمين على هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقتنا”.
وعلقت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على اتفاق السلام التاريخي الذي عقد بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، يوم الخميس.
وقالت عشراوي عبر حسابها على موقع “تويتر”، إن”إسرائيل تلقت جائزة من الإمارات عبر تطبيع العلاقات معها من خلال مفاوضات سرية”.
وتابعت: “الإمارات خرجت علانية بشأن تعاملاتها السرية التطبيع مع إسرائيل. من فضلكم لا تقدموا لنا معروفا. نحن لسنا ورقة تين لأحد!”.
President @realDonaldTrump delivers a statement from the Oval Office: "After 49 years, Israel and the United Arab Emirates will fully normalize their diplomatic relations." pic.twitter.com/6pRCAXQqCO
— The White House (@WhiteHouse) August 13, 2020