لا دولة في لبنان – تابع الغرض مرض..

ثبت شرعاً، وبالدليل الحسي المباشر، عبر “حريق الميناء” بعنوان المستودع الذي يختزن المتفجرات، بلا حراسة او ضبط او تفتيش، ومنذ سنوات طويلة، أن ” لا دولة في لبنان”.

وشكراً للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي فعل ما لم يفعله الرئيس اللبناني ميشال عون اذ اندفع مع الجماهير وعبرها إلى الجميزة والمرفأ وانحاء أخرى في شرق بيروت لتفقد الاضرار، ثم جمع اهل السياسة (والدولة؟) في السفارة الفرنسية في لبنان ليحاضر فيهم عن ضرورة التضامن الوطني وتوحيد صفوفهم لتحمل آثار هذه النكبة الوطنية.

وبقدر ما اثبتت الدول العربية، الاغنى والافقر، تعاطفها الاخوي مع شعب لبنان، ومبادرتها إلى ارسال المساعدات متعددة الاصناف عبر المطار او براً، عبر الحدود مع سوريا، فان الشعب اللبناني، بمختلف فئاته واطيافه، قد تجاوز الطائفية والمذهبية واندفع في اتجاه موقع الحريق وامتداداته (من المرفأ إلى الجميزة إلى الاشرفية، وصولاً إلى برج حمود)، في ما يشبه “تظاهرة وطنية” كان للجيل الجديد من شبان وصبايا الدور المؤثر في الانقاذ والاطفاء ورفع الأنقاض.

كذلك فان عدداً من اصحاب المتاجر والمطاعم في جهات أخرى من بيروت بينها شارع الحمراء قد تبرعوا بما عندهم لإطعام وايواء من شردهم الحريق ودمر بيوتهم ، بما فيها، مؤكدين التضامن في شكله الاخوي المصفى.

لقد اثبتت دول العالم حضوراً وتعاطفاً صادقاً، في حين اندفع بعض صغار النفوس او اصحاب الاغراض في لبنان يوجهون الاتهامات كيفما اتفق لعلها تصيب “حزب الله”، كأنما لهذا التنظيم المجاهد قاعدة بحرية وملاحين وسفنا وزوارق حربية على طريقة”..

“مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا، وَظَهرَ البَحـر نملأه سفينا”.

وقديما قيل الغرض مرض.. وحديثا يقال أن هذا المرض خبيث بحيث لا تذهب به النار!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى