وزارة الداخلية بغزة تنفي انباء عن جاسوس مدسوس على الوحدة البحرية بكتائب القسام فر الى اسرائيل

نفت حركة “حماس” تقارير إعلامية زعمت أنها اعتقلت عددا من عناصرها بتهمة “التعامل مع إسرائيل”.

وفندت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، في بيان أصدرته اليوم الأحد، “أخبارا مفبركة منسوبة للوزارة حول اعتقال عدة أشخاص ينتمون للمقاومة بتهمة التعامل مع الاحتلال”، متهمة وسائل الإعلام التي نشرت هذه التقارير بالتضليل وترويج الشائعات والأكاذيب.

من جانبه، وصف المتحدث باسم “حماس” حازم قاسم هذه التقارير بأنها “شائعات تخدم أهداف الاحتلال في زعزعة الجبهة الداخلية بقطاع غزة”.

وزعمت التقارير المذكورة أن وزارة الداخلية في غزة أعلنت عن اعتقال 16 شخصا، يتنمي معظمهم إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ”حماس”، بتهمة التعامل والتخابر مع إسرائيل.

وادعت التقارير أن هذه الاعتقالات نفذت بالتزامن مع هروب قائد قوات “كوماندوس” البحرية التابعة لـ”حماس”، محمد عمر أبوعجوة، إلى إسرائيل مع شقيقه، ولديه وثائق مهمة، بعد الكشف عن تجسسه لصالح تل أبيب عام 2009.

وكان موقع جريدة جيروزليم بوست العبرية قد زعم ان مسؤولا في وحدة الكوماندز البحرية التابعة لكتائب عز الدين القسام قد فر من قطاع غزة على ظهر سفينة إسرائيلية، حاملا معه جهاز حاسوب متنقلا يحتوي على وثائق سرية ومبلغا من المال وأجهزة تنصت.

وأضاف موقع جيروزليم بوست، نقلا عن مصادر زعم انها فلسطينية، ان هذا المسؤول قد فر الى إسرائيل بعد ان أثيرت شبهات حول تعاونه مع جهات استخباراتية إسرائيلية، وبات على وشك الاعتقال.

وتابعت المصادر تقول ان قيادة حماس انتابتها حالة من القلق الشديد في اعقاب هذا الحادث، وانها اطلقت حملة اعتقالات واسعة النطاق تم خلالها توقيف عشرات من المشتبه فيهم كما تم ضبط ، بحسب المصادر ، مبلغ نصف مليون دولار نقدا ومعدات التجسس والتنصت، مشيرة الى ان التحقيقات تجري طي الكتمان التام خشية من ان يكون هناك قادة اخرون في الحركة ضالعين في شبكة التجسس.

ونقل عن موقع “عماد” الاخباري الفلسطيني ان هذا هو ثاني مسؤول في حماس يشتبه فيه بالتعاون مع إسرائيل، وان الاخر كان يدعى “محمود” وانه كان مسؤولا عن شبكة الاتصالات للفصائل الفلسطينية في حي الشجاعية بغزة، وانه قد بدأ بالخابر مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عام 2009 وتم اكتشاف امره عندما القي القبض على شقيقه وبحوزته مبلغ من المال.

يذكر ان صحيفة الاخبار اللبنانية المحسوبة على حزب الله كانت قد أفادت الأسبوع الماضي بان حركة حماس اكتشفت مؤخرا ما وصفته بمؤامرة اسرائيلية خطيرة لتنفيذ هجمات على اهداف للحركة في القطاع.

وكان خبير عسكري إسرائيلي قد اعلن إن “الجيش الإسرائيلي يجري عمليات ملاحقة دائمة لغواصي حماس، وهم في طريقهم لتنفيذ هجمات بحرية، لأن حماس تسعى لشن الكثير من هذه العمليات منذ آذار/ مارس 2010، حين وضعت معلومات استخبارية على مكتب رئيس جهاز الأمن العام-الشاباك يوفال ديسكين عن عودة نشطاء حماس من دورة غوص قتالية في إيران عبر سيناء، ومن هناك عبر الأنفاق لقطاع غزة”.

وأضاف أمير بوخبوط في تحليله العسكري المطول على موقع ويللا الإخباري، ترجمته “عربي21″، أن “المعطيات الأمنية المتوفرة في إسرائيل تشير لزيادة سفر مقاتلي الكوماندوز الفلسطينيين للتدريب البحري في لبنان وإيران، لأنها البذور الأولى لإنشاء قوة بحرية قوية تسمى “النخبة” للجناح العسكري في حماس، يتم تعريفها الآن على أنها أقوى وحدة بشرية تعمل في قطاع غزة، في ظل السرية التي تعمل بها على مستوى عالٍ جدًا”.

وأكد أن “جهاز الشاباك أوصى الجيش بملاحقة هؤلاء النشطاء فور انتقالهم من الأراضي المصرية إلى الفلسطينية، وكانت الرسالة التي بعث بها كبار مسؤولي الجهاز للجيش أنه “إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة الخطيرة على الأرض، فإن البحرية ستواجهها في البحر، وتلك قصة أخرى”، مع أن ظاهرة الضفادع البشرية التابعة لحماس أثارت انتباه هيئة الأركان العامة للجيش في مرحلة مبكرة”.

وأوضح أن “قسم عمليات الأركان خشي من عملية ضد غواصي حماس، مما قد يؤدي لاندلاع حرب معها، لكن المستوى السياسي ذهب باتجاه استقرار المنطقة، وعدم البحث عن أسباب للتصعيد في غزة، أما قائد سلاح البحرية الأسبق إليعازر تشيني ميروم والقيادة البحرية العليا فاعتقدوا أنها خطوة ضرورية لوقف قدرة الغوص الهجومية في البداية، لكنها كانت بحاجة للحصول على موافقة رئيس الأركان الأسبق غابي أشكنازي”.

وأضاف أنه “في أوقات أخرى تلقت قيادة البحرية طلبًا للمساعدة في عملية جوية لمراقبة المحور الساحلي بين خان يونس وغزة، عقب معلومات استخباراتية دقيقة حول فرقة لحماس متخصصة في السباحة استعدادًا لهجوم واسع النطاق، لكن ظروف الهجوم “لم تنضج” في بعض الأحيان، مما كان يدفع سلاح البحرية لتجهيز قدرات الكوماندوز البحري”.

وأكد أنه “ربما يبدو الأمر بسيطًا في عرض البحر، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بالمساحة البحرية لقطاع غزة، التي تُعرَّف بأنها “المدينة الفلسطينية الثانية بعد غزة”، مع الآلاف من قوارب الصيد، بعضها خفيف، وبعضها مظلم، وعلى متنها، صيادون مهرة يعرفون بعضهم البعض، يبلغون حماس بسرعة بأي حركة مشبوهة في الماء باستخدام الصافرات، أو الكشافات، أو اللافتات المتفق عليها”.

وأفاد أن “حماس وسعت جهودها لتحسين جودة أنظمة أسلحتها، وزادت إطلاق صواريخها في البحر لتحسين دقتها ورؤوسها القتالية، كما بدأ محور التهريب البحري في الاستيقاظ مؤخرًا، بطريقة تزيد من القلق، لذلك يبذل جهاز الأمن العام جهداً كبيراً في مراقبة المنطقة، وإفشال نوايا جميع الفصائل فيها، لأن حماس تريد أن تفاجئ إسرائيل”.

وختم بالقول أن “حماس تعتقد أنها ستنجح في مفاجأة إسرائيل عبر الساحة البحرية بشكل رئيسي مع الغواصين أو السباحين المحترفين، أو المعدات المتطورة التي تطورها بالمعلومات والمواد الخام التي يتم تهريبها لغزة كأدوات لتعزيز السرعة في الغوص، فحماس تصوب عاليا، وتريد هز اسرائيل بضرب منشأة حساسة في موقع استراتيجي بالبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى