اتفاق فتح وحماس .. دعم وتفاؤل فلسطيني وقلق إسرائيلي

قوبل المؤتمر الصحفي لفتح وحماس الذي عقد يوم الأربعاء 1/ 7/ 2020، وشارك فيه نائب أمين سر اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح عاروري، وتم خلاله الإعلان عن توصل الحركتين إلى تفاهمات على العمل المشترك وتوحيد الصفوف بترحيب في جميع الأوساط الفلسطينية، وبأمل أنهما ستعملان معا، وتترجمان تفاهماتهما إلى فعل نضالي فلسطيني جماهيري ميداني عبر تجاوز خلافاتهما، وتحشيد إمكانيات وجهود الشعب الفلسطيني لأفشال مخططات الضم التوسعية الصهيونية.
التفاهم بين فتح وحماس خطوة هامة في الاتجاه الصحيح تمثل دفعة للأمام في اتجاه مقاومة الاحتلال؛ ولهذا فإن الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948، وفي الضفة العربية وغزة والشتات يبارك هذا التفاهم بين أكبر فصيلين فلسطينيين، ويريده أن يستمر ويشمل الفصائل والأحزاب الأخرى، ويكون انطلاقة حقيقية باتجاه تجميد الخلافات الأيديولوجية الفلسطينية وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، ودعم الجهد الفلسطيني لمواجهة “صفقة القرن” وسرقة الأراضي والتطبيع العربي مع الدولة الصهيونية، وأن يكون أيضا بمثابة رسالة للإسرائيليين والعرب وشعوب العالم مفادها أن الفلسطينيين موحدين، ولن يتنازلوا عن حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وحل مشكلة اللاجئين.
إسرائيل أرغمت على .. تأجيل .. الضم بسبب الموقف الفلسطيني والدولي الرافض له، وتجنبا لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وخوفا من انفجار الشارع العربي المتأزم بسبب التسلط السياسي وتداعيات كورونا الصحية والاقتصادية التي زادت فقر ومعاناة المواطنين في كل قطر عربي، وحفاظا على علاقاتها مع الأنظمة العربية خاصة مع الأردن ومصر والدول الخليجية التي تطبع معها، وتخفيفا للضغط على صديقها الوفي دونالد ترامب الذي تراجعت شعبيته ويواجه المزيد من الانتقادات في الداخل الأمريكي وعلى الصعيد الدولي، مما يعني تراجع فرصه للفوز بولاية ثانية؛ أي إنها لم ولن .. تتخلى ..عن خطط الضم؛ فالبناء مستمر في توسيع المستوطنات وإقامة بؤر استيطانية جديدة، وتطوير المنشآت العسكرية والزراعية والصناعية التي أنشأتها في الأغوار لن يتوقف، ومشاورات نتنياهو مع المسؤولين الأمريكيين والقادة الأمنيين وأعضاء حكومته مستمرة لبدء الضم في أي وقت مناسب قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في شهر نوفمبر القادم.
إسرائيل تطبق سياسة ” فرق تسد ” في التعامل مع الفلسطينيين شعبا وفصائل وسلطة، وبذلت كل جهد ممكن لاستمرار الانقسام، وستبذل المزيد من الجهد لإفشال أي محاولات لإنهائه لأنها تدرك تماما أن قوة الشعب الفلسطيني تكمن في وحدته واتفاقه على استراتيجية موحدة لمقاومة احتلالها وإقناع العالم بعدالة قضيته.
إنها دولة فاشية توسعية عنصرية أقيمت على سرقة الأرض والظلم، ولن يردعها ويوقف اعتداءاتها ونواياها التوسعية إلا القوة والضربات التي توجعها؛ ولهذا لا أمل للفلسطينيين بالحصول على حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة إلا بتوحيد صفوفهم، ومقاومتهم وبذلهم المزيد من التضحيات!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى