بين ( الغرب ) و ( الشرق )

1▪︎ الشرق الروسي والصيني يساعدك في الدفاع عن نفسك وفي تنمية اقتصادك ، ولا يتدخل في قرارك السياسي ، ولا ينهب ثرواتك ، و تكون الفائدة الاقتصادية متبادلة ، بل وتكون فائدة شعوب البلدان النامية كبيرة ومتصاعدة في العلاقات الاقتصادية مع الشرق الصيني والروسي .
2▪︎ وأما الغرب الأمريكي والأوربي ، فلا يكتفي بنهب ثرواتك الاقتصادية ومصادرة قرارك السياسي ..
و يعمل على منعك من التحول إلى دولة منتجة ، و على إبقائك دولة مستهلكة وريعية ..
ولا يكتفي بذلك ، بل يربد أن يجعلك تابعا ل ” إسرائيل ” وخادما لها ومنفذا لأطماعها ورغباتها .
3▪︎ والشرق الروسي والصيني يقيم علاقاته وفقا للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية ووفق المصالح المشتركة المشروعة ، ويعمل على نشر السلام الحقيقي بين الشعوب والدول ..
4▪︎ وأما الغرب الأمريكي والأوربي ، فيضرب بالمواثيق الدولية وبمصالح الآخرين عرض الحائط . والقانون المعتمد لديه هو قانون النهب والسطو و الهيمنة والتسلط والإستتباع والتبعية ، مع تغليف ذلك ب ” سولوفان ” يخفي جوهره وحقيقته .. لا بل بات ذلك في عهد طرامب ، بدون ” سولوفان ” .
5▪︎ وقد يتساءل سائل : ما الفرق ، طالما أن الجميع يتبعون النهج الرأسمالي ، بعد أن سقطت المنظومة الشيوعية منذ ثلاثة عقود ؟
والجواب هو أن الرأسمالية الاقتصادية ، الروسية والصينية ، الجديدة ، لا زالت رأسمالية وطنية في طور الصعود .. ولم تدخل – حتى الآن – مرحلة ” الإمبريالية ” التي هي أعلى مرحل الاستعمار ، كما قال ( لينين ) ..
وأن الصين وروسيا ، لم تقوما ، في الماضي ، باستعمار بلداننا العربية ، ولا بتقسيم بلداننا ، ولا بنهب ثروات ومقدرات بلداننا ، كما فعل الاستعمار العثماني البغيض ، عبر 400 عام ، وكما فعل الاستعمار البريطاني والفرنسي القديم ..
ولم تقوما بغزو وتدمير بلداننا ، كما فعل ولا زال يفعل الاستعمار الأمريكي الجديد في كل من العراق وسورية .
6▪︎ ورغم أن الصين وروسيا أصدقاء لعدو العرب الوجودي ” إسرائيل ” .. بحكم اعتبارات كثيرة تقليدية ومستجدة ، بنكية واقتصادية وثقافية وإعلامية .. وبحكم التأثير الكبير للوبيات اليهودية في أمريكا وأوربا وحتى في روسيا نفسها.
ورغم ذلك ، فإن لعلاقة الصداقة هذه بين الصين وروسيا من جهة ، و ” إسرائيل ” من جهة ثانية ، سقفا لا تستطيع تجاوزه .
فما هو هذا السقف ؟
7▪︎ هذا السقف مرتبط بالعداء المصيري بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ، والصين وروسيا من جهة ثانية ..
والعداء لم يأت من جهة الصين وروسيا ، بل من جهة واشنطن التي تخاصم وتعادي كل من لا ينضوي تحت جناحها ، وكل من لا يتناغم مع أطماعها ونزوعها المزمن نحو الهيمنة .
وهي تعادي روسيا ، لأنها قوية عسكريا .. وتعادي الصين ، لأنها باتت قوية اقتصاديا ، ولأنها باتت تسير بسرعة الصاروخ صوب التربع على قمة العالم خلال العقدين القادمين على أبعد تقدير .
8▪︎ وبما أن ” إسرائيل” هي الحليف الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية و ذراع أمريكا الأول في العالم ، وبما أن ” إسرائيل ” هي ” أمريكا الصغرى ” و ” أمريكا ” هي ” إسرائيل الكبرى ” ..
وبما أن أمريكا هي ” الأم ” الأكبر ل ” إسرائيل ” .. و ” إسرائيل ” هي الطفل المدلل للولايات المتحدة الأمريكية .
فإن علاقة الصداقة بين ” إسرائيل ” وكل من الصين وروسيا ، لا بد لها أن تخضع لمستلزمات الصراع بين ” الولايات المتحدة الأمريكية ” من جهة ، و ” روسيا والصين ” من جهة ثانية .
وأقرب مثال هو الطلب الأمريكي ، مؤخرا ، من ” إسرائيل ” أن تخفف من اندفاعتها الاقتصادية مع الصين .
9▪︎ ولأن روسيا والصين ، رغم صداقتهما مع ” إسرائيل ” ، تعرفان جيدا ، بأن ” إسرائيل ” لن تكون ولا تستطيع أن تكون في النهاية ، إلا مخلب قط في إطار تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية العليا ..
ولأنهما تعرفان يقينا بأنه عندما يجد الجد ويتفاقم الصراع بينهما وبين واشنطن مستقبلا ، فإن ” إسرائيل ” لن تكون ولا تستطيع أن تكون إلا في الخندق الأميركي .
10▪︎ ورغم أن مصلحة العرب ، من المحيط إلى الخليج ، هي مع روسيا والصين ، اللتين تعملان وفق المصالح المشتركة المشروعة والبناءة والمفيدة لشعوب الأمة العربية ..
رغم ذلك ، فإن النظام العربي الرسمي وضع بيضه في السلة الأميركية .. الأمر الذي سيودي به – أي بالنظام العربي الرسمي – وسيؤدي به إلى الانهيار ..
وسيبزغ فجر نظام عربي جيد ، ونظام إقليمي جديد ، ونظام عالمي جديد .. تكون سورية الأسد فيه هي قطب الرحى عربيا ، والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي قطب الرحى إقليميا ، والصين وروسيا هما قطبا الرحى عالميا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى