الطيار سيف الله جميل اعظم … لقد اوجعني رحيلك

العظماء لا ينال منهم الموت انما يخفي اجسادهم، والتاريخ الانساني ماهو الا سيرة لهؤلاء العظماء نعتز بهم في حياتهم ونقتفي اثارهم يوم رحيلهم، وتاريخنا العربي والاسلامي حافل بقصص الشجاعة والبطولة فليس لدينا ندرة فيمن يسطر كل يوم بطولة ضد عدونا الصهيوني المحتل للارض العربية الفلسطينية.

لقد اثبت اصحاب الضمائر الحية من امتنا العربية والاسلامية انهم مستعدون لتلبية نداء الواجب للدفاع عن ارضنا وعرضنا وسمائنا ومياهنا وحدودنا العربية والاسلامية … وها هو الطيار سيف الله جميل اعظم يصطاد الطائرات الصهيونية ويسقط اربع طائرات للعدو في حرب حزيران 1967 في غضون 72 ساعة فقط .

ولد سيف الله اعظم في عام 1941 في مدينة – بابنا – شرق الهند – بنغلاديش حاليا . عاش مع عائلته في كالكتا حتى قرار التقسيم 1947 هاجر مع عائلته الى الى باكستان دولة المسلمين الجديدة انذاك . استكمل تعليمه الاساسي فيها في عام 1958 التحق باكاديمية القوات الجوية الباكستانية كتلميذ مرشح طيار حربي في عام 1963 تلقى دورة تدريبية في ولاية ايزونا الاميركية واحترف الطيران الحربي عين مدربا في للطيران في القواعد الجوية الباكستانية، وفي عام 1965 شارك في الحرب الباكستانية الهندية واسقط طائرة هندية وعاد سالما الى قاعدته في باكستان، وفي عام 1966 انتدب الى الاردن والى سلاح الجوي الاردني لتدريب الطياريين الاردنيين، وفي حرب حزيران عام 1967 تصدى مع الطياريين الاردنيين لاربع طائرات صهيونية شنت غارات على قاعدة المفرق الجوية العسكرية واسقط طائرتين مغيرتين،

غادر الى قاعدة الحبانية مع الطياريين الاردنيين برا ولدى وصولهم شنت القوات الجوية الصهيونية هجمات وغارات على العراق، فانظم هو مع الطياريين الاردنيين والعراقيين واستطاع اسقط طائرتين للعدو الصهيوني فاصبح عدد الطائرات التي اسقطها الطيار سيف الله اربع طائرات حربية في الاجواء الاردنية والعراقية وفي غضون 72 ساعة فقط.

حصل على وسام الشجاعة من سلاح الجو الباكستاني ووسام الاستقلال من سلاح الجو الملكي الاردني ووسام الشجاعة من سلاح الجو العراقي تقديرا لشجاعته ومشاركته في الدفاع عن الاجواء الاردنية والعراقية، وبالرغم من ان عمله وانتدابة كان لغايات التدريب فقط الا ان عقيدته وانتماءه الاصيل الى امته الاسلامية دفعه للتطوع للمشاركة في صد الاعتداءات الصهيونية على الاراضي العربية.

في عام 1971 وعندما انفصلت بنغلاديش عن باكستان عين الطيار سيف الله اعظم مديرا لامن الطيران في سلاح الجو البنغالي، وفي عام 1980 تقاعد من سلاح الجو البنغالي وعين مديرا لهيئة الطيران المدني البنغالي، ولفترتين ما بين عامي 1991-1996 انتخب عضوا في البرلمان البنغالي، وفي عام 2000 تم تضمين اسمه في قائمة افضل 22 طيارا في العالم على قيد الحياة في 13-6-2020، ويوم الاحد الماضي توفى عن عمر يناهز ال 80 عاما في المستشفى العسكري في دكا .

بغيابه تطوى صفحة مشرقة لسيرة رجل عظيم له من اسمه نصيب … كتب سيرته باحرف من نورمن اجل الدفاع عن فلسطين والقدس و اراضي الامة العربية والاسلامية من كيد العاديات، وضرب اروع الامثلة في تعاون الامة الاسلامية ضد غطرسة الصهيونية العالمية ومن يقف الى جانبها، وغياب مثل هذه القامات الوازنة لاشك انه يعكس فراغا كبيرا في ساحات النضال والجهاد ضد المحتل خصوصا في هذا الزمن الذي اصبحت فيه الامة غير ولودة حيث حقنها عصرالهزيمة والتخلف بكل اسباب العقم، ولكن الفجر بازغ لامحال مادام في تاريخنا الحضاري امثال هذه النماذج …

سيف الله اعظم سنفتقدك اليوم وسنذكر الاجيال بك بان طيارا مقاتلا باكستانيا بنغاليا اردنيا عراقيا عربي الهوى والفؤاد قدم روحه فدائا للواجب المقدس … ويا سيف الله اوجعني خبر رحيلك لكن سلم على زملائك ممن سبقوك لنيل الشهادة – لفراس العجلوني وموفق السلطي وغيرهما من كوكبة الشهداء، و قل لهم جميعا بان الشعب العربي الاردني والذي افتديت مازال صامدا قابضا على الثغور لايبيع ولايشتري، وان الارث الذي تركتموه مازال في الصدور يزيد كلما زادت الضلوع وجادت الضروع … نم ايها العزيز قرير العين والفؤاد فقد كفيت ووفيت .

البريد الإلكتروني: [email protected]

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى