سياسة تركيا اردوغان العدائية مصيرها الفشل

تقع تركيا جغرافيا بين أوروبا ودول المنطقة العربية مما يجعلها تصل بين هذه الدول والدول الأوروبية ودول أخرى في شرق أسيا ويعتبر جزءا من أراضيها أوروبيا مما جعلها تتجه نحو أوروبا بعيدا عن دول الشرق الأوسط مثلما اختارت سياسات مؤيدة للغرب حيث انضمت إلى حلف شمال الأطلسي عام 1951م. وفتحت أراضيها لقواعد عسكرية أمريكية، كما كانت، ولا تزال، أداة غربية حيث وضعت نفسها في خدمة سياسات هذه الدول ضد مصالح المنطقة بشكل عام وأقطار الوطن العربي بشكل خاص. ومنذ أن واجهت الدولة السورية مؤامرة دولية شكلت، وتشكل، تركيا قاعدتها ومحركها الأساسي. تقوم حكومة تركيا ممثلة باردوغان بدور إجرامي قذر ضد هذا القطر العربي الذي فتح أرضه وتجارته لتركيا وعمل جاهدا على اعتماد سياسة حسن الجوار مع الدولة التركية وتمت مواجهة هذه المواقف بالجحود والتنكر فدعمت الإرهاب والإرهابيين الذين استهدفوا، ويستهدفون، سورية تدريبا وتسليحا وجعلت من أرضها أيضا ممرا لهم، بمعنى أن تركيا عبرت عن أحقادها على الأمة العربية والإسلامية تلك الأحقاد التي يمكن أن نستشهد عليها بالكثير.
وقد اتخذت هذه المواقف وانتهجت هذه السياسات انطلاقا من استجابتها لمصالح حلف الأطلسي والدول الغربية من جهة ومن أطماعها التوسعية ونظرتها الاستعلائية حيث تتطلع حكومة اردوغان وأهمه بأنها ستعود مرة أخرى لاستعمار العرب وإقامة الدولة العثمانية.
ونظرا لهذه السياسات فقد ساءت علاقاتها مع دول الجوار العربية والإسلامية وبخاصة سورية والعراق، سيما وانها حاولت، وتحاول، الاستفادة من موقعها في حلف الأطلسي وخدماتها التي تقدمها لدول هذا الحلف وكذلك تحالفها مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العربية لتقوم بدور الدولة الإقليمية العظمى مما جعل الهوة تتسع وتزداد مع العرب والمسلمين، ووصلت هذه الهوة العدائية بين حكومة اردوغان والأمة العربية بجماهيرها المخلصة للأمة عندما اتبعت سياسة العدوان وانخرطت في المؤامرة الكونية البشعة التي تستهدف سورية العربية وقد أوصلت سياسات حكومة اردوغان المنطقة بأسرها إلى حافة حرب مدمرة أدركت جماهير شعبية في الدولة التركية ابعادها الكارثية مما دفعها إلى مواجهة سياسات اردوغان- المتحالفة مع الغرب والكيان الصهيوني والمعادية للأمة العربية والإسلامية، خاصة بعد أن فشل رهان الحكومة التركية على إسقاط الدولة السورية رغم كل ما قدمته، وما تقدمه، من دعم وإسناد للإرهاب الذي يستهدف سورية متعاونة بذلك مع حثالة تطلق على نفسها “المعارضة السورية”.
وبالطبع لا بد لنا وان نتوقف عند بعض الأسباب التي جعلت الدول الغربية والحركة الصهيونية وحكومة اردوغان ومعها أنظمة عربية تناصب سورية العداء وتعمل على تقويض الدولة السورية والتي يأتي في مقدمتها موقف الدولة السورية ممثلة بقيادتها وشعبها المعادي للمشاريع الأمريكية – الصهيونية التي تستهدف الأمة العربية في وحدة أقطارها وسيادتها وثرواتها مثلما تستهدف تصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
سورية دولة مقاومة، تقاوم وتدعم المقاومين، مما جعل الجهات المعادية للأمة تشن عدواناً إجرامياً بشعاً على شعبها ومؤسساتها وتاريخها الحضاري. لكن سورية قاومت هذا العدوان وصمدت بسبب وحدة شعبها وحكمة وشجاعة قيادتها ودعم الأشقاء المخلصين وإيران وروسيا والصين والعديد من دول العالم الحرة في أمريكا اللاتينية، مثلما تهدف الحكومة التركية عبر انخراطها في العدوان على سورية إلى تحقيق دور قيادي تتحكم من خلاله، أو تكون شريكة، بثروات المنطقة النفطية والغاز.
أن سياسة العداء التي تنتهجها حكومة الإخوان المسلمين الاردوغانية في تركيا ضد سورية المقاومة والأمة من خلالها وتحالفها الوقح مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية قد تسبب بعدم الاستقرار الداخلي وجعل قطاعات واسعة من الشعب التركي تتصدى لهذه السياسات وهذه السياسات أيضا فاقمت من أزمة الحكومة التركية الاقتصادية والأمنية والسياسية وجاءت قضية الفساد الموجعة التي تشهدها حكومة اردوغان لتنهش جسد هذه الحكومة وحزب العدالة والتنمية وظهر هذا الأمر واضحا في الاستقالات من حكومة اردوغان وحزبه.
هذا إضافة الى سياسات إجرامية قذرة حيث قامت إضافة الى التدخل العسكري واحتلال أراض سورية في الشمال وشرق الفرات وفرض سيطرتها بالقوة على ملايين السوريين بقطع المياه عن المدن السورية شرق الفرات، وحرق المحاصيل الزراعية وبخاصة القمح. ثم أسهمت، وتساهم في ضرب العملة السورية مما يعني مشاركة إدارة ترامب في الحصار الظالم الممتد ومنذ عشرات السنين على سورية تم تشديده، فيما يسمى بقانون “قيصر”.
وبالتأكيد فإن نهج حكومة اردوغان ودوافعه السياسية المتمثلة في ابعاد واهداف العدوان المتعدد الاشكال على سرية العربية يشكل دليلا على العداء والحقد الاردوغاني على هذه الدولة العربية المقاومة وتحقيقا لأوهام اردوغانية عبر التوسع في اقطار عربية مجاورة وبعيدا الى الدولة الليبية تمثل في العودة الى استعمار العرب وإقامة الدولة العثمانية.
طبعا لا بد وان نتوقف عند مشاكل اردوغان مع اليونان، وقطاع واسع من الشعب العربي الليبي واطماعه في غاز البحر الأبيض المتوسط. ولنا ان نؤكد على فشل سياسات اردوغان الحاكم المستبد في البقاء محتلا لاراض في سورية العربية. لان سورية مقبلة على تحرير ارضها المحتلة من الاتراك، والامريكان والصهاينة بقدرة شعبها وجيشها وقيادتها.

*الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

14/6/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى