مناحات في ثوب الهجائيات!!

استوقفني، والأدق استفزَّني، عنوان لمقالٍ طويل في إحدى النشريات الإلكترونية العربية، يقول: ” لماذا فشلت مشاريع السلام العربية الإسرائيلية؟”. حاولت قراءته غير متعضٍ بالمثل الشعبي القائل “المكتوب يُقرأ من عنوانه”، ولا أكتمكم بأنني لم أقو على استكمال قراءته، ذلك ليس فقط لأنني أؤمن بان صراعنا، صراع الأمة العربية، وليس الشعب الفلسطيني وحده، مع المشروع الاستعماري الصهيوني هو من طبيعة تناحرية، أي لا يحسم إلا بنفي أحد طرفيه، أو ما درجنا على توصيفه بصراع وجود لا حدود، ولا لحقيقة كون عدونا من طبيعة استعمارية استيطانية توسُّعية احلالية، بمعنى استحالة مسالمته، لأن وجوده بذاته هو نقيض للسلام، ولكن لأن صاحب المقال اجتهد مشرّقاً ومغرّباً، وبعيداً عن كل ماله علاقة بمثل هذه البديهيات، ليثبت لنا بأن هذه المشاريع ما كانت لتفشل إلا بسبٍ من سياسات هذا العدو، واغترف من معينها وفير الأمثلة، ومنها على سبيل المثال، اغتيال رابين الذي وصفه ب”صانع السلام”، ماراً بسياسات نتنياهو، منتهياً باستهدافات “صفقة القرن”..

في هذه المرحلة تكثر المقالات المناحات في ثوب الهجائيات من قبل ثكلى المراهنة على مسالمة عدو لا يعني السلام في قاموسه سوى الاستسلام، هم هنا يعيدون اكتشاف المكتشف لكن بعد خراب البصرة.. والأدهى أنهم في مكتشفهم يبكون ضياع فرص مسالمته ولا يدعون لمواجهته..

أفتك أسلحة عدونا اختراق وعينا، تزييفه، وهؤلاء النائحون، بوعي أو لجهالة، هم من عداد هذه الأسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى