بارود الصعيد.. موسيقار الأجيال يختبئ من الرصاص فى غرفة العريس

كثيرا ما يتعرض نجوم الفن والطرب ل مواقف صعبة أو طريفة أثناء قيامهم بإحياء حفلات أو أفراح، أو قيامهم بالغناء فى إحدى المناسبات، وتظل هذه المواقف عالقة بأذهانهم طوال حياتهم، وغالبا ما ويتحدثون عنها دائما حين يروون ذكرياتهم.

وقد تعرض نجوم الزمن الجميل للعديد من هذه المواقف، ومنها ما نشرته مجلة الكواكب المصرية فى عدد نادر صدر عام 1954 وتناولت فيه المجلة بعض المواقف التى تعرض لها نجوم الطرب فى بداياتهم الفنية أثناء قيامهم بإحياء أفراح فى الصعيد، ونشر الموضوع تحت عنوان “غناء على رصاص الصعيد”.

وكان من بين النجوم الذين تحدثوا عن احد المواقف الصعبة التى واجهتهم فى حفلات الزفاف التى أحيوها فى الصعيد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذى أشار إلى أنه ذهب لإحياء حفل زفاف أحد أعيان أسيوط، وجلس بين أفراد التخت الخاص به وبدأت الفرقة تعزف المقدمة الموسيقية، وإذ به يسمع صوت طلقات الرصاص يأتى من بعيد، فسأل عبدالوهاب: إيه الحكاية؟، فهمس أحد العازفين فى أذنه: مفيش ده الصوت جاى من بلد بعيدة.”

واطمأن عبدالوهاب إلى أن الرصاص لن يصل إلى سرادق الحفل الذى يغنى فيه واستمر فى الغناء، ولكن بدأ الصوت يقترب حتى بات يدوى داخل السرادق، ثم وقف المدعوون يردون تحية الزوار القادمين من البلاد المجاورة للتهنئة بنفس طريقتهم، وهي إطلاق الرصاص كعلامة من علامات التحية والابتهاج، مما أصاب موسيقار بالرعب وسقط مغشياً عليه.

وقد نقل أفراد التخت عبدالوهاب إلى مكان بعيد عن اطلاق النار حتى يفيق، واستدعى صاحب الفرح طبيباً لإسعافه، وبعد أن أفاق اشترط على صاحب الفرح أن يمنع المدعوين من إطلاق الرصاص حتى يعود للغناء، ووافق صاحب الفرح.

وعندما عاد عبدالوهاب لسرادق الفرح طلب منه أحد المدعوين أن يغنى أغنية “حب الوطن فرض عليا”، وبالفعل غناها موسيقار الأجيال، فاشتعلت الحماسة الوطنية لدى أحد المدعوين ليقوم باطلاق الرصاص من بندقيته، وهو ما دفع باقى المدعوين لرد التحية بنفس الطريقة، وهنا فر عبدالوهاب من داخل السرادق ليختبئ فى غرفة العريس ويغلق عليه الباب من الداخل، وحين حاول صاحب الفرح أن يقنعه بفتح الباب، أقسم عبد الوهاب ألا يفتح الباب إلا بعد أن يحصل على وعد من صاحب الفرح أن يوصله فورا إلى محطة القطار، فوعده صاحب الفرح حتى يخرج من غرفة العريس، وبالفعل خرج عبدالوهاب مسرعاً واتجه مباشرة إلى محطة السكة الحديد، وهو لا يكاد يصدق أنه خرج سليماً من ذلك العرس المدجج بالرصاص.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى