ارحل.. جماهير “الربيع الامريكي” تشعل الحرائق في محيط البيت الابيض مطالبة برحيل ترامب الذي اختبأ كالفأر تحت الارض/ فيديو

تجددت مساء امس الأحد احتجاجات حاشدة في عدد كبير من مدن الولايات المتحدة أشعلها مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقي، جورج فلويد، في مدينة مينيابوليس.

وتعم الاحتجاجات فضلا عن مينيابوليس أكبر مدن البلاد مثل نيويورك ولوس أنجلوس وميامي وسياتل وفيلاديلفيا والعاصمة واشنطن.

وقدخرج الاف المحتجين المرددين شعارات مثل “على دونالد ترامب أن يرحل” للمشاركة في مسيرة جديدة باتجاه البيت الأبيض، بينما طلبت إدارته من موظفيه عدم الذهاب للعمل اليوم لمنع تعرضهم للخطر.

كما هتف المتظاهرون أمام البيت الأبيض باسم جورج فلويد، وذلك وسط حضور أمني مكثف من الشرطة والخدمة السرية للفصل بين المحتجين ومنع اقترابهم من المقر الرئاسي.
وفي غضون ذلك، أعلنت عمدة واشنطن، موريل باوسر، فرض حظر تجوال على مستوى دائرة كولومبيا من الساعة 11 مساء من يوم الأحد 31 مايو حتى الساعة 6:00 صباحا من يوم الاثنين 1 يونيو.

كما وجهت باوسر بوضع قوات الحرس الوطني قيد الاستعداد لدعم شرطة العاصمة.

وفي نيويورك انطلقت مسيرة احتجاجية ضد العنصرية واستخدام العنف من قبل الشرطة بمشاركة مئات الأشخاص، الذين يتظاهرون في الشوارع المركزية بمنطقة مانهاتن، ولم تسجل حتى الآن أي أعمال شغب أو اشتباكات مع عناصر الأمن.

وفي الوقت نفسه، تحولت المظاهرات في مدينة فيلاديلفيا إلى اضطرابات جديدة، حيث أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على المحتجين، الذين تم ألقاء القبض على بعضهم.

وأشركت 12 ولاية حتى الآن قوات من الحرس الوطني للتعامل مع الاحتجاجات التي تحولت سابقا في كثير من المدن إلى اضطرابات وأعمال شغب.

وقررت سلطات 20 مدينة على الأقل في أنحاء مختلفة من البلاد فرض حظر تجول في ساعات المساء والليل للتقليل من وتيرة المظاهرات، التي تشهد مشاركة شعبية واسعة وتأتي تزامنا مع استمرار جائحة فيروس كورونا، التي قتلت أكثر من 100 ألف شخص في البلاد وأسفرت عن معدلات غير مسبوقة للبطالة منذ زمن الكساد الكبير.

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى تحميل أنصار القوى اليسارية المسؤولية عن أعمال الشغب، وأعلن الأحد أن الولايات المتحدة تنوي تصنيف حركة “أنتيفا” المناهضة للفاشية، والتي يشارك أتباع لها في المظاهرات، تنظيما إرهابيا.

كما دعا ترامب الرؤساء الديمقراطيين للسلطات المحلية في الولايات إلى إشراك قوات الحرس الوطني “قبل أن يصبح هذا الإجراء متأخرا”، وذلك بعد أن هدد استخدام “القوة العسكرية غير المحدودة” ضد المحتجين.

وأسفرت الاحتجاجات مساء أمس عن سقوط عدد من القتلى بين المتظاهرين، حيث أفادت وسائل إعلام بمقتل 3 أشخاص في مدينة إنديانابوليس و1 على الأقل في شيكاغو، وسط أنباء عن إصابة عشرات الشرطيين خلال الاشتباكات.

واعتقلت السلطات في وقت سابق نحو 1400 مشارك في الاحتجاجات، بما في ذلك 400 شخص في لوس أنجلوس و350 في نيويورك و250 في فيلاديلفيا و84 في دينفير و17 في واشنطن.

وفي ظل تقارير إعلامية متعددة حول هجمات لعناصر الشرطة على المحتجين، حثت “منظمة العفو الدولية” السلطات الأمريكية على الكف عن استخدام “العنف المفرط” ضد المتظاهرين في الاحتجاجات التي تعم الولايات المتحدة، معتبرة أن شرطة البلاد فشلت في تنفيذ التزاماتها.

وقد أشعل متظاهرون بعض الحرائق بالقرب من البيت الأبيض، اليوم الاثنين، احتجاجا على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي، جورج فلويد، على يد الشرطة في ولاية مينيسوتا.

وقام المتظاهرون بتكديس لافتات الطرق والحواجز البلاستيكية وأشعلوا النار في وسط شارع “إتش”، فيما سحب بعضهم علما أمريكيا من مبنى مجاور وألقوا به في الحريق، كما قام آخرون بإلقاء فروع أشجار داخل النيران، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
كما تم استدعاء جميع عناصر الحرس الوطني الخاص بالعاصمة واشنطن والمقدر عددهم بـنحو 1200 جندي.

ويظهر مقطع فيديو متداول على موقع تويتر، متظاهرين يقفون في حديقة قرب البيت الأبيض ويشعلون عدة حرائق، بينما تقوم الشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع.

وأيضا قام المتظاهرون بإحراق عدد من السيارات في مناطق محيطة بالبيت الأبيض.

وظهر في أحد الفيديوهات رجل يرتدي ملابس شخصية “بات مان” السينمائية الشهيرة بينما يقوم المتظاهرون بالهتاف له وسط تصاعد الدخان من الحرائق المشتعلة.

ومع تصاعد التوتر في كثير من أنحاء البلاد أعلن الرئيس الأمريكي عن استعداد قوات الجيش للتدخل سريعا لردع الاضطرابات المصحوبة بأعمال عنف تجاه المتظاهرين.

ودعا ترامب السلطات المحلية في الولايات إلى أن تكون أكثر صرامة في التعامل معهم، مهددا باستخدام “القوة العسكرية غير المحدودة” في حال اقتضت الضرورة ذلك.

توفي فلويد (46 عاما) يوم الاثنين الماضي، بعد القبض عليه من قبل شرطة مينيابوليس، وازداد الغضب العام بعد ظهور مقطع فيديو يظهر ضابطا يجثو على عنقه.

منذ ذلك الحين، انتشرت الاحتجاجات في أغلب الولايات الأمريكية ضد وحشية الشرطة، وتم فرض حظر تجول في أغلب الولايات الكبيرة مثل العاصمة واشنطن وكاليفورنيا وفيرجينيا، كما تم استدعاء الحرس الوطني.

فقد تحولت الاحتجاجات المستمرة منذ 5 ليالٍ لكارثة من الغضب والنار، حيث تم تخريب المباني الفيدرالية واندلعت الاشتباكات بين عناصر جهاز المخابرات والمتظاهرين خارج البيت الأبيض. واندلع حريق هائل في مبنى متعدد الطوابق على مرمى حجر من المجمع الرئاسي.

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، ماذا حدث داخل البيت الأبيض، بينما سيطر الغضب على من هم خارجه، حيث كان المزاج العام يعج بالتوتر. وكان مئات المتظاهرين يتجمعون خارج البوابات، وهم يهتفون باللعنات على الرئيس ترامب، وفي بعض الحالات يلقون الطوب والزجاجات.

وقالت الصحيفة ذائعة الصيت، إن “عملاء الخدمة السرية للرئيس نقلوا ترامب فجأة إلى مخبأ تحت الأرض كان يستخدم في الماضي خلال الهجمات الإرهابية”.
ونقلت الصحيفة عن شخص على معرفة مباشرة بما يدور داخل البيت الأبيض قوله، “لقد انتشر شعور بالقلق في داخل البيت الأبيض – بينما قال المسؤولون في النهاية إن ترامب وعائلته لم يكونوا في خطر حقيقي أبدا – لكن هزَّتهم الاحتجاجات التي تحولت إلى عنف ليلتين على التوالي بالقرب من القصر كما شعروا بالتوتر”.

وأكدت الصحيفة، أن بعض مساعدي ترامب طلبوا منه الابتعاد عن تويتر، بينما كانوا يرسمون استراتيجية أكثر مراعاة للأزمة، ولكنه لم يستطع حيث كتب بعض التغريدات وبخ فيها الديمقراطيين لعدم تشددهم في مجابهة الاحتجاجات”.

وأوضحت الصحيفة، أن مساعدي ترامب حاولوا مرارا وتكرارا أن يشرحوا له أن الاحتجاجات لم تكن تتعلق بشخص الرئيس فحسب، بل كانت تتعلق بقضايا أوسع نطاقا حيث تتعلق بالعرق”.

وكشفت الصحيفة أن مستشاري ترامب اشتكوا من تغريداته، معترفين بأن (تغريداته) تصبُّ الوقود على الوضع الحارق (الاحتجاجات) بالفعل.

 

 

 

 

وفي وقت سابق ذكرت شرطة العاصمة أن 17 شخصا اعتقلوا خلال أعمال الشغب، ومنذ مساء الجمعة حتى صباح الأحد تعرض أكثر من 60 من موظفيهم في العاصمة لمقذوفات مختلفة رماها المتظاهرون. وفي مؤتمر صحفي يوم الأحد، أعلنت العمدة أنها لن تفرض حظر التجول بسبب عدم التزام المخالفين للقانون بذلك.

وتزامنا مع الاشتباكات مع الشرطة، تواصلت الاحتجاجات التي استمرت يومين أمام البيت الأبيض.

وفي هذا السياق، تم ليلة السبت في العاصمة، تعزيز التواجد الأمني بضباط إضافيين، وتم تطويق الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض.

وفي البداية، كانت المسيرات سلمية في الغالب، ولكن بحلول المساء بدأ المتظاهرون يتصرفون بعنف أكبر، حيث كانوا في كثير من الأحيان يرمون زجاجات بلاستيكية على الشرطة، فارغة في الغالب أو بالماء، لكن البعض ملأها بالحجارة الصغيرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى