“الشاباك” يكشف دور الهاتف في اغتيال الشهيد يحيى عياش

كشف النائب السابق لرئيس الشاباك الإسرائيلي “إسحاق إيلان”، اليوم الأحد، تفاصيل جديدة عن اغتيال القيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس المهندس يحيى عياش في الخامس من يناير 1996.
وقال إيلان، في حديثٍ مع صحيفة “معاريف” العبرية عبر موقعها الإلكتروني، إن “عياش وصل في أبريل 1995 إلى قطاع غزة، في ذات ليلة تعييني رئيسًا لمنطقة القطاع داخل الشاباك، اعتبرتها هدية حقيقية تلقيتها، لأنه أحد أخطر الأشخاص الذين عملوا ضدنا”.
واضاف: “إن عياش رمز وشخصية، فقد حضر جنازته مليون فلسطيني، ما يميزه أن لديه مزيج نادر من القدرات، شخصية جذابة بشكل غير معتاد، دقيق للغاية، لم يتحدث على الهاتف، لم ينم ليلتين متتاليتين في مكان واحد، كان متديناً”.
وتابع: “وصلنا مرة إلى منزل والديه في جنين، ورأينا صورة معلقة على الحائط تجمعه مع عدد قليل من طلاب جامعة بيرزيت، حينها طلبت تحليلاً دقيقاً لكل من ظهر في الصورة، لأنهم بدوا مجموعة متماسكة، بهذه الطريقة الجريئة، وصلنا إلى عياش نفسه”.
وأردف: “إن عياش استطاع الوصول إلى غزة بسبب غبائنا نحن الإسرائيليين، تخيل، صدق أو لا تصدق، في ذلك الوقت كان التفتيش عند الخروج من غزة فقط، وليس عند دخولها، قدرنا أنه لا أحد يريد الوصول لغزة، لكن عياش تمكن من الدخول، لذلك أدركنا حجم الخطأ، وبدأنا بمراقبة القادمين أيضًا”.
وحسب حديث إيلان، فإن “عياش مسؤول عن سبعة تفجيرات انتحارية بعد مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في 1994، هنا يمكن القول بكل ثقة أن التفجيرات الانتحارية في إسرائيل بدأت فقط بعد مجزرة باروخ غولدشتاين، بشكل لا لبس فيه، عياش نفسه أصدر رسالة بعد المجزرة للبدء بتنفيذ تفجيرات انتحارية، وعد ونفذ”.
وأشار إلى أن “من أعطى الأمر بقتل عياش هو رئيس الوزراء إسحاق رابين، دون أن يكون الاغتيال بارزًا، وبعد مقتل رابين، صادق خلفه شمعون بيريس على العملية، وشكل اغتيال عياش إحدى أكثر العمليات تعقيدًا في تاريخ الشاباك، بعد أن توصلنا إلى فكرة وجود هاتف محمول به متفجرات عن طريق الصدفة تمامًا، وحوله فنيوا الشاباك إلى قنبلة”.
وأضاف: “إننا في تلك اللحظة علمنا أننا نسير على الطريق الصحيح، أكبر نقاط ضعف عياش هي أسرته، حتى لو اشتبه بأنه كان يستمع للهاتف، فقد استخدمه للاتصال بوالده، وسؤاله عن حالته، مع العلم أن المخابرات الروسية أخذوا تفاصيل عملية اغتيال عياش، وقاموا بتقليدها، وتعلموا أسلوبنا، وفعلوا شيئًا مشابهًا جدًا لقائد المسلحين الشيشانيين”.
إيلان الذي عمل محققًا بمدينة رام الله في الانتفاضة الأولى، ورئيسا للشاباك بالضفة الغربية في الانتفاضة الثانية، ورئيس قسم مكافحة العمليات في غزة، ورئيس جناح التحقيق، يقول: “إن العمل الأمني في الضفة الغربية شاق إلى درجة تشبه نضح البحر بملعقة، ومع ذلك فالأمر لم يكن فقط مجرد نجاحات، فهناك عدد من حالات الفشل”