شذرات من سجل النكبة والناصرية والعروبة
بقلم: نواف الزرو

نتوقف اليوم ونحن نكابد مرارات الذكرى الثانية والسبعين للنكبة واغتصاب فلسطين، ليس فقط من اجل الذكرى على اهميتها وضرورة احيائها في كل عام، كي تبقى راسخة في الذاكرة القومية العربية وفي الوعي الجمعي العربي، وانما كذلك- وهذا الاهم- من اجل ان تبقى القضية حية راسخة في الوجدان العربي، وايضا من اجل تسليط الضوء على الخلاصات والاستخلاصات الفكرية والسياسية والاجتماعية لفلسفة وفكر ومشروع ثورة 23 يوليو، وكذلك لعبد الناصر القائد الفذ، الذي تشهد كل المعطيات العربية الراهنة على حاجة الامة الملحة والعاجلة، لاستعادة مشروعه القومي النهضوي العروبي التحرري فلسفة وفكرا وتجربة وروحا عروبية وحدويةز
ولعلنا في هذه الذكرى المناسبة نستحضر ملخص فكر وفهم واستراتيجية الراحل الخالد جمال عبد الناصر تجاه فلسطين والصراع مع العدو الصهيوني، كما صاغها وكتبها المؤرخ جمال حمدان عن ناصر فيقول فى كتابه “فلسفة الثورة”: صاغ عبد الناصر خريطة جيوبوليتكية أصيلة لمصر عبر تحديده لدوائر السياسة المصرية الخارجية .. الدائرة العربية تحيطها الدائرة الأفريقية وتشملهما معا الدائرة الإسلامية ببعد نظر ملحوظ، حيث يبدأ التأثير من الأقرب للأبعد.
ان جمال عبد الناصر هو محرر مسودة مصر المستقبل، وتجربته هى مجرد بداية مصر التى نريدها .. مصر العظمى . والناصرية هى الانتماء العلمى لمصر وهى حاصل جمع التاريخ والجغرافية .
والناصرية هى قاعدة انطلاق مصر للمستقبل، وهى لا يمكن أن تنتهى أو أن تتبدل لأنها ببساطة قانون مصر السياسي الحتمى، وهى فرض واجب على كل حاكم مصرى وطنى يحكم بعد عبد الناصر .
ويؤكد حمدان: كلنا ناصريون حتى لو لم ندر أو لم نقبل .. كلنا جمال عبد الناصر حتى لو انفصلنا عنه أو رفضناه كشخص أو كإنجاز ، كل حاكم بعد عبد الناصر لا يملك أن يخرج عن الناصرية إلا لو خرج عن مصريته وفعل مثلما فعل الخائن السادات وخليفته مبارك .
وعن فلسطين وثق حمدان: ان فلسطين هى قضية مصر المركزية، وهى التى ستحدد مصير مصر فى النهاية، وهذا ما أدركه عبد الناصر جيدا، لذا فقد أرتبط مصيره بمصير القضية الفلسطينية ورفض حتى وفاته المساومة عليها .
ويختم حمدان: ان صراعنا مع إسرائيل صراع على المصير وعداءنا لها وجودى .. نكون أو لا نكون، وبقاء إسرائيل هو فناء للقومية العربية والعكس صحيح، فهما نقيضان لابد من موت أحدهما ليحيا الأخر ومستحيل أن يتلاقيا معا .
ولا معنى للعرب ولا للمسلمين بغير تحرير فلسطين وزوال” إسرائيل”.
ونختم بدورنا: رحمة الله عليك ايها القائد العروبي الفذ..كم تحتاجك فلسطين، وكم تحتاجك الامة وكم تحتاج الى فلسفتك وفكرك ومشروعك النهضوي الوحدوي العروبي التحرري…وقد بات واضحا اليوم، في ظل هذه الظروف والاحوال العربية، ان الناصرية فلسفة وفكرا وتجربة وروحا ومشروعا عروبيا وحدويا تحرريا، هي سبيل الامة للانتصار على اعدائها الاستعماريين.
تحتاج فلسطين وتحتاج الامة وتحتاج العروبة من كل القوى العروبية الحية ان تنهض وتستنفر حماية لفلسطين ولمستقبل الامة في مواجهة هذا التيار الاعرابي الخطير المتواطىء من العدو الصهيوني…؟!