ذكرى النكبة الـ 72 بطعم كورونا

 

..نعم فزوال الأوطان عن خريطة الوجود، كما حصل لدولة فلسطين المحتلة عام 1948، فك الله أسرها من البحر للنهر، هي جائحة أعتى مليون مرة من جائحة كورونا المعاصرة.

فقد تسللت العصابات الإرهابية العبرية المدججة بالأسلحة، خلسة إلى فلسطين المحتلة، وتمددت داخل رئتيها الطاهرتين، كما داء كوفيد 19 البربري المرعب، الذي اثخن البشرية جراحا والما.

جاءت قطعان شتيرن والهاغاناه وكل عصابات الشر، بقيادة مناحيم بيغن، واسحق شامير، وبيرس وجولدا مائير وبن غوريون، وكل أحفاد هرتزل، تعيث في الأرض فسادا، بقبية ودير ياسين وكل الجغرافية الفلسطينية المحتلة، فبقروا بطون الحوامل، وقتلوا الشيوخ والأطفال والنساء والرجال، على حد سواء.

اما البقية فقد غادروا إلى أربعة أرجاء الأرض، شذرا مذرا لا يلوون على شيء إلا الفرار بأرواحهم، إذ لا ينفع القتال بصدور عارية أمام كورونا الصهاينه وطاعونهم الفتاك، الذي اهلك البشر والحجر والزرع، ومحا 10 آلاف قرية فلسطينية عن الخريطة، حيث اضحت أثرا بعد عين.

حاولت الشرعية الدولية، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية والإسلامية، ودول عدم الانحياز، والدول الصديقة والحليفة للعرب نوعاً ما، كالاتحاد السوفياتي السابق، وأوروبا الشرقية والصين ودول الكتلة الشرقية، أن تصنع بمختبرات قرارتها وشرعيتها المستمدة من القانون الدولي، عقارا فعالاً لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأرض الفلسطينية المحتلة أرضا وبشرا وشجرا وحجرا، الا انها فشلت فشلا ذريعا، وبقيت إسرائيل كالكورونا داء عضالا لا شفاء منه على المدى القريب.

أن منظومة الدول العربية والإسلامية اليوم اوهي من شبكة العنكبوت، فهي غارقة حتى اذنيها في المستنقع الصهيوني الضحل، فلا تستطيع فكاكا، وها نحن نرى الهرولة التطبيعية مع الكيان الصهيوني المسخ، تجري على قدم وساق، سواء تطبيع فكري وثقافي مثل مسلسل ام هارون، أو دبلوماسي كما حصل من خرق للسودان ولقاء البرهان ونتنياهو.

وتستمر كورونا بحصد أرواح البشر، وعلى نفس منوالها تفعل الدولة العبرية، بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أثمر ضغط كوشنر والفريق المتصهين في البيت الأسود عن إرسال وزير الخارجية الأمريكي بومبيو على عجل بزيارة رسمية للكيان الصهيوني الغاصب، ربما لمباركة خطوات نتنياهو وشريكه في الحكومة الائتلافية الجديدة بيني غانتس، وبدعم السفير الأمريكي بالقدس المحتلة، لضم الأغوار وشمال البحر الميت، وأجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل.

إذاً، فالبشرية مطالبة اليوم بوقف الزيف والنفاق الدولي، والعمل ليس على محاربة الكورونا فقط، بل على إنتاج عقار أخلاقي يستند للقانون الدولي الإنساني، ويقضي بكنس الاحتلال الصهيوني من ارض فلسطين التي تأتي ذكرى نكبتها هذا العام بطعم وباء كورونا اللعين.

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى