حرب سورية على الإشاعة والفساد وارتباطاتهما

تدخل الحرب العدوانية على الدولة الوطنية السورية؛ التي تكاد تكمل عقدها الأول مرحلة جديدة، ربما أشد مما سبق، فضباع الإرهاب الجريحة المهزومة ؛ المدعومة من عواصم الإستعمار، ومعهما الرجعية التركية والعربية والعدو الصهيوني ،على ما بين هذه الأطراف من تباينات وأطماع خاصة، لكنها جميعها تسعى بطريقتها أحياناً وبالتنسيق أحياناً أخرى،على تعويض هزائمها المنكرة عسكرياً وامنياً وإعلامياً .
وتتخذ هذه الأطراف من الإشاعة والفبركات الإعلامية أسلوباً جديداً ، وهي حرب غير مكلفة عسكرياً ولا مالياً ولا إقتصادياً .. وإن كانت مكلفة لاحقاً عندما يثبت عدم صحتها حيث يتكرس عدم الثقة بمصادر هذه الشائعات ، وصدقية المستهدفين بها وهم هنا سورية وحلفائها وأصدقائها: المقاومة اللبنانية وروسيا الاتحادية وإيران الإسلامية والصين الشعبية وفنزويلا البوليفارية وكوريا الديمقراطية وقوى التقدم والسلم والتحرر في العالم .
لم تترك أطراف حرب الإشاعات كذبة بائسة إلا وحاولت ترويجها بكل الوسائل ، ومن يتابع أكاذيبهم يلاحظ تناقضها مع بعضها، ومع أكاذيب بعض أطراف حملات الشيطنة، أو تناقضها مع إدعاءات سابقة للأطراف ذاتها، أو إفتضاحها بلسان بعض أطرافها في سياق تبادلهم الإتهامات عمن منهم هو المسؤول عن تجنيد وتمويل وتسلل عصابات الإرهاب .
نشهد موضوعيا الآن تحالفاً لئيماً غادراً ، بين بعض أو أكثر “هوامير” رأس المال في سورية ، مع عصابات الإرهاب ودول متورطة في دعمها ، ولا نستبعد تحالفهم مع مافيات دولية ، حتى في دول صديقة (..).
وليس سراً أن الدولة الوطنية السورية أمهلت من اعتقدت أنهم يمثلون “رأس مال وطني” ، مدة 6 أشهر تنتهي في 5 أيار 2020 الجاري، لتصويب أوضاعهم وتسديد ما عليهم تجاه “دولتهم “على طريق مناهضة الفساد جذرياً، بطريقة لا تنتج “هزات مالية “.
وبالتزامن مع هذا التوجه الحكيم والحازم معاً، تحركت “الشوارع” في لبنان والعراق ،في جملة أسباب وغايات، مستغلة اخطاء هنا وهناك، للإحاطة بمشروع وضع حد للفساد في سورية، والتحضير لحصار مالي جديد وحرب على سعر صرف الليرة السورية ، لإفقار وتجويع المواطن السوري واستخدامه عبثاً ضد دولته الوطنية .
وفي سياق الشيطنة وحرب الإشاعات طرحت أسماء بديلة للرئيس بشار الأسد، بعضهم من أعمدة الدولة الوطنية السورية،لإحداث نوع من الشكوك بينهم، وطرح بعض الأسماء من خارج بنية الدولة لتطمين خصوم وأعداء سورية ، وبلغ الحمق أنْ زوروا مرسوماً باستقالة الرئيس بشار الأسد وآخر بقبول الإستقالة ، إمعاناً في التضليل والتشكيك .
أذكر أنني قلت لإعلامي بريطاني في ألـ BBC في بداية أشهر المؤامرة على سورية في مقابلة إذاعية أجراها معي في ساحة فندق الأردن إنتركونتيننتال بعمّان، أن سورية ستنتصر وستهزم الإرهاب وان السحر سينقلب على الساحر، فأعاد الإعلامي ذات العبارة ورائي ، مستغرباً ومستهجنا قلت له نعم، وكتبت غير مرة في ورقية الدستور وغيرها : الرّخ السوري سيفرد جناحيه على المنطقة، وما زلت أكرر بيقين تام وطمأنينة وراحة بال، ان السحر سينقلب على الساحر ، وان الرخ السوري سيفرد جناحيه على المنطقة .
وأضيف أنْ لا يفرح الذين اجترحوا حرب الإشاعات غير المكلفة بالنسبة لهم ؛ المسانَدة بتصعيدٍ صهيوني لغايات الإستهلاك الداخلي، بتعويض هزائمهم العسكرية ، فأولوية الدولة الوطنية السورية الآن تصفية الفساد الذي هو أداة القوى المعادية في تجويع سورية وإشغالها عن استكمال تحرير ما تبقى من أرضها ، التي ينحشر فيها ضباع وأرانب الإرهاب .
وفي سياق حرب الإشاعةومساندة الفاسدين ، أعلن الرئيس الأمريكي عن عزمه فرض” قانون قيصر”على سورية اعتباراً من 1 حزيران، وتمديد الحصار عليها سنة أخرى، خلافاً لدعوة امين عام منظمة الأمم المتحدة برفعه ، في ظروف جائحة كورونا العالمية، لتمكينها من محاربة الفيروس بقوة أكبر.
إن خطئاً يرتكبه إعلامي هنا او هناك،ضد سورية بقصدٍ أو “بحسن نية” أو جراء نقص في المعلومة،لا يمثل بالضرورة وجهة نظر البلد التي يعمل في وسيلتها الإعلامية، بخاصة، ونحن نرى استدامة الدعم والمساندة من تلك الدولة لسورية، وفي كلٍ لا ينبغي أن نطلب أن يقاتل بالنيابة عنا أو يقف إلى جانبنا أياً كان، عندما نبذر في وجهه الشكوك في مقابل دعمه السخيي النزيه لنا غير المشروط بمواجهة أعدائنا وأعدائه ، علينا أن نفْصِلَ بين موقف الدولة وبين موقف أشخاص مهما “كبروا” فهم لا يعبّروا عن موقف دولتهم وشعبهم بالضرورة، ولنعالج هذه الهنات والأمور مع الأصدقاء والحلفاء بهدوء وروية وحكمةٍ، فلا نترك لأعدائنا وأعداء أصدقائنا فرصةً لتصيد خبيث .
حرب الإشاعات وأدواتها في تكريس ودعم الفساد، لم ولن تتوقف باستهداف قاماتٍ سورية تجاه دولتهم ، ولا بعلاقة سورية بحلفائها وأصدقائها، وإنما تستهدف أيضاً بالخداع والكذب البراح، علاقات الدول المناهضة للإمبريالية فيما بينها لتفكيكها إن استطاعت، وإدامة سرقة الشعوب لثرواتها وحرياتها وقراراتها السيادية .
بكلمات، سورية ماضية بإرادةٍ صلبٍ قويةٍ واستراتيجية مدركة، وبالتنسيق مع الحلفاء والأصدقاء، وبدعم شعبها الوفي الصابر الصامد المدرك؛ الدفاع عن مصالحها وإسقاط الفساد وارتباطاته، وتعرية الإشاعات منهجيا، ومتابعة تحرير ما تبقى من ترابها الوطني .

[email protected]
جوال + واتس + تلغرام : 00962770235092
فيس + ماسنجر : Shareef abedarrazeq

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى