انفجار اخواني جديد.. الغنوشي يحل المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية وينفرد بصنع القرار بعد تفاقم خلافاته مع قيادات الحركة

قرر رئيس حركة النهضة “الإخوانية” في تونس راشد الغنوشي، حل المكتب التنفيذي للحركة والذي يضم 30 إخوانيا، في ظرف يعيش فيه التنظيم حالة من التصدع الداخلي.
ويعتبر المكتب التنفيذي، مركز صنع القرارات السياسية للحركة الإخوانية، وغرفة عملياتها منذ عام 2011، ويصفه العديد من الخبراء بـ”الذراع الطولي” للإخوان.
وفي الوقت الذي لم يعلن فيه الغنوشي عن أسباب قراره، وإعادة تشكيله في مطلع شهر يونيو/حزيران المقبل، فإن مصادر مقربة من “النهضة” أكدت أن الغنوشي دخل في صراع مفتوح مع أعضاء حزبه.
وأوضحت المصادر التونسية، أن هذا الصراع وقف حائلا دون تواصل العمل بين أعضاء المكتب التنفيذي، بعد ما تباينت الآراء حول الموقف من حكومة التونسية، وطبيعة مشاركة الحركة فيها.
وأكدت المصادر أن “تباين المواقف من الصراع داخل ليبيا بين قيادات حركة النهضة الإخوانية أيضاً، دفعت الغنوشي إلى إلغاء المكتب التنفيذي من أجل الانفراد بالقرار”.
ولم تنفِ عناصر مقربة من حركة النهضة، أن سبب حل المكتب التنفيذي كخطوة أحادية الجانب من قبل الغنوشي، هو لإلغاء انتخابات الحزب الداخلية.
وقال الباحث التونسي في العلوم السياسية فريد فايق، إن حل المكتب التنفيذي “خطوة اتخذها الغنوشي لقمع كل الأصوات السياسية المخالفة لرأيه داخل الحركة التي يترأسها منذ قرابة 4 عقود”.
وأوضح فريد فايق، أن “هذه الخطوة كشفت مدى صورية مكاتب الحركة الإخوانية، وفضحت كذبة الديمقراطية داخلها”، معتبرًا أن “جهود الغنوشي تتركز حاليا على تصفية كل مخالفيه بخصوص موقفه المعادي للرئيس التونسي قيس سعيد، ولمشاركة حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب القومية في حكومة إلياس الفخفاخ”.
وأضاف أن زعيم إخوان تونس يبحث في جانب آخر عن تيار سياسي داخل حركته، يضم شخصيات تتقاطع مصالحها المالية والسياسية مع عائلة الغنوشي، مثل رئيس كتلة الحزب في البرلمان التونسي نور الدين البحيري، والقيادي الإخواني السيد الفرجاني المعروف بـ”رجل الظل” في التنظيم السري لإخوان تونس.
ويرى العديد من المتابعين التونسيين أيضاً أن قرار الغنوشي يهف إلى خلق حالة من الفراغ المؤسسي لإرجاء المؤتمر الانتخابي للحركة لأجل غير مسمى.
واعتبر هشام بن إسماعيل، الناشط السياسي التونسي وعضو حزب المستقبل اليساري، أن “كابوس الانهيار” أصبح يسيطر على الذهنية السياسية لزعيم الإخوان في تونس راشد الغنوشي، وبخاصة بعد انكشاف أدواره الإقليمية المشبوهة أمام الرأي العام التونسي وانهيار نسبة الرضا عن أدائه البرلماني.
وقالت شركة “سيغما كونساي” المختصة في استطلاعات الرأي لشهر أبريل /نيسان، إن 72 في المئة من التونسيين يريدون انسحاب رئيس حركة النهضة من المشهد السياسي.