هكذا افلس الموسيقار عبد الوهاب فى باريس ولم يجد ثمن افطاره الرمضاني

كان لنجوم الزمن الجميل العديد من النوادر والحكايات التى عايشوها خلال شهر رمضان، وظلت فى ذاكرتهم لا ينسونها ويتحدثون عنها دائما.

وكان من بين هذه النوادر التى لا تنسى ما حدث لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ونشرته مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر فى شهر رمضان عام 1962.

لقد حكى محمد عبدالوهاب عن موقف حدث له فى باريس، حيث صادف أن حل عليه شهر رمضان هناك، ونفدت نقوده وكان فى انتظار أن يصرف شيكا بحوزته.

وقال موسيقار الأجيال: “أويت إلى فراشى وليس معى سوى 20 فرنكا، وكان الجنيه المصرى وقتها يساوى مائتى فرنك، أى أننى لم أكن املك سوى 10 قروش فى باريس، ولكنى كنت مطمئنا أننى سأذهب فى الصباح لأصرف الشيك الذى معى، وأوصيت عامل الفندق بأن يوقظنى مبكرا حتى أستطيع صرف الشيك قبل موعد إغلاق البنك”.

وأشار عبد الوهاب إلى أن عامل الفندق تأخر فى إيقاظه، وبعد أن وصل للبنك وجده قد أغلق أبوابه.

وتابع قائلا: “كانت كارثة بالنسبة لى وأعقد موقف قابلته فى حياتى، وخاصة مشكلة الأكل، وكيف سأفطر فى هذا اليوم من أيام رمضان، وأخذت أتجول فى مقاهى باريس عسى أن أجد صديقاً أعرفه لأقترض منه مبلغا من المال، ولكنى لم أعثر على أحد”.

وعن كيفية تعامله مع هذا الموقف قال موسيقار الأجيال: “أخذت طريقى إلى اتجاه جامع باريس، حيث كان يوجد بجواره مطعم شرقى يملكه أحد المصريين وكنت أعرفه ويعرفنى، ولكن لم يكن صاحب المطعم موجودا، ورغم ذلك جلست على مائدة بعد أن اقترب موعد الإفطار، وطلبت طعاما كثيرا، وأنا على ثقة بأن صاحب المطعم سيصل ويحل مشكلتى”.

ولكن تأخر صاحب المطعم ولم يصل، وظل محمد عبد الوهاب يتلكأ فى تناول الطعام حتى لفت انتباه جميع الحاضرين، وعندما يئس من حضور صاحب المطعم نادى على كبير العمال بالمطعم وكان مصريا، وشرح له موسيقار الأجيال المأزق الذى وقع فيها وخلع ساعته ومعطفه وطلب منه أن يتركهما رهناً حتى يعود فى اليوم التالى بقيمة المستحق عليه من أموال.

وأشار محمد عبد الوهاب إلى أن العامل كان كريما جدا، وقال له إن حسابه مدفوع من أول لحظة دخل فيها المطعم، بل أخذ منه الشيك ودفع له قيمته حتى يستطيع أن يتحرك ومعه المال الذى يكفيه، على أن يصرفه فى اليوم التالى.

وقال موسيقار الأجيال: “شعرت بأنه نجدنى وأزال عن كل ما حملته من هموم، وبالفعل أخذت المال ودفعت بقشيشا محترما لكل عمال المطعم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى