اسرائيل تنهمك بنهب اراضي الضفة.. فيما قيادات السلطة تتصارع على “المشيخة”

 
الضفة الغربية – صفا
على الرغم من “حالة التماسك” التي حاولت أن تظهر بها القيادة الفلسطينية في الأيام الأولى لجائحة كورونا؛ إلا أن تداعيات حالة الطوارئ أعادت تشكيل صراعات وتوازنات برز بعضها للإعلام بشكل مربك وأخرى بقيت في إطار خفي.

ولم يكن التنازع الذي بدا مؤخرًا على خلفية احتكار إصدار البيانات حول حالة كورونا في فلسطين سوى أحد تلك الأشكال، فيما كان الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم واجهة الانتقاد لصراع خفيّ بين الوزراء وداعميهم في مركزية حركة فتح.

وبحسب مصادر مطلعة لـ”صفا” فإن البروز الطاغي لرئيس الوزراء محمد اشتية خلال أزمة الجائحة كان مزعجًا لقيادات في السلطة تعتبر اشتية منافسا لها في ملف مرحلة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس، ولم يخل الإعلام من تلميحات لذلك حين كرر وزير الشئون المدنية في السلطة حسين الشيخ في أكثر من مقابلة وتصريح صحفي مؤخرًا بأن كل القرارات تصدر من الرئيس محمود عباس، وأنه لا أحد يستطيع تجاوز الرئيس في هذه الأزمة.

كما أن هذه الأطراف تشي باستمرار للرئيس عباس حول المساحة التي منحها لرئيس الحكومة، وأنه يستغل هذه المساحة للحضور فوق شخصية الرئيس، وتضغط عليه باستمرار للخروج بخطابات تؤكد على أدوار الرئاسة على أدوار الحكومة.

وكان الأكثر حدة ما برز خلال الإيجاز الصحفي اليوم للحكومي، حيث بادرت أقطاب في حركة فتح إلى تعمد إحراج الناطق باسم الحكومة من خلال تعمد تسريب بيانات كان يفترض أن يقولها في المؤتمر الصحفي قبل الإيجاز بساعة، ومع تكراره بات الإيجاز الصحفي محط تندر من قبل الصحفيين الذين أصبحوا لا يحضرونه إلا من باب جبر الخواطر.

وتؤكد المصادر أن أطرافًا محسوبة على مدير جهاز المخابرات ماجد فرجن وحسين الشيخ تعمدت ذلك بأكثر من طريقة، سيما حين طلب من الصحفي علي دار علي أن يخالف قرار رئيس الوزراء حول اقتصار إدارة الإعلام حول أزمة كورونا بما يعرف بخلية إدارة الإعلام في رئاسة الوزراء، وأجرى دار علي قبل الإيجاز الصحفي الحكومي بساعة مقابلة تلفزيونية مفاجئة مع وزير الصحة مي كيلة لإفساد الإيجاز، وهو إجراء لا يجرؤ صحفي على القيام به دون دعم جهات عليا.

وبحسب المصادر، فإن دار علي الذي أوقف عن عمله مؤقتا من قبل اشتية قبل أيام كان جزءًا من دائرة صراعات قوية يعي اشتية أنها “جزء من حرب موجهة ضده من تلك الأقطاب”.

وتؤكد المصادر لـ”صفا” أن أشكال الصراعات أخذت أكثر من مظهر علني، ومنها ما جرى من قبل أقطاب في حركة فتح في مخيم جنين وفي بلدة إذنا في الخليل من إقامة احتفالات كبرى للاحتفال بأسرى محررين في مخالفة لقرارات الحكومة بمنع التجمعات وبهدف إظهار اشتية بمظهر “غير المسيطر” على الأوضاع أو الأحداث المسلحة التي شهدها مخيم قلنديا مع كفر عقب، وغير ذلك من مظاهر تجاوز القانون والتي تمت بدعم من قيادات نافذة بحركة فتح.

كما يبرز في الشارع وفي مختلف المناطق التنافس القيادي بين تلك الأقطاب في استخدام لجان الطوارئ المشكلة من حركة فتح، وطريقة أدائها التي تعكس تصرفات تأخذ في كثير من الحالات أدوار الحكومة وإحراجها لصالح تلك القيادات وبشكل ملفت.

وبحسب المصادر؛ فإن حالة الاستقطاب باتت أكثر وضوحًا وحدة، فمثلاً يتعمد اشتية في ظهوره الميداني والإعلامي إبراز قائد الأمن الوطني نضال أبو دخان، ومدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، فيما لم يظهر بجانبه منذ بداية الأزمة وبأي حضور إعلامي “فرج” الذي بدأ يقوم بشكل منفصل بفعاليات اجتماعية وشعبية مرتبطة بأزمة الفيروس لموازاة بروز اشتية.

ويبدو أنه ومع طول الأزمة فإن تلك الصراعات تأخذ مناحٍ مختلفة وجميعها يتمحور حول ضرورة “ألا يتقدم أو يبرز أحد المتنافسين على خلافة عباس عن الصف”, وفق معادلة وتعبير القيادي في فتح جبريل الرجوب أكثر من مرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى