كـورونـا !!!

شعر: المحامي صلاح رشيد النوباني

عمَ الأسى وتوالت الأرزاءُ          وبكل أرض محنةٌ وبلاءُ
ذُهلَ العبادُ من الوباءِ وبأسهِ       فتوسلٌ وتضرعً ودعاءُ
عمَ الوباءُ على البسيطة كلِها     والكلُ في عرف الوباءِ سواءُ
كورونا جاء بأمرِ ربٍ عادلٍ            وبأمرهِ سيسيرُ حيثُ يشاءُ       
زعموا بأن الصينَ مسقطُ رأسهِ   وتضاربت بأصولِهِ الأنباءُ
وبأنها حربُ الجراثيم التي           بسلاحِها يتنافس الاعداءُ
لكنه اللهُ الذي بقضائهِ                تتحركُ الأشياءُ والأحياءُ
لا تلعنوا هذا الوباءَ فإنه              خيرٌ إذا ما سيطرَ الفُحَشاءُ
أنظر تَجد دورَ التفاهةِ أُغلقت      بل أُقفلت أبوابُها الحمراءُ
وترى الرجالَ مع النساءِ تبرقعت   وتبرقعَ البسطاءُ والزعماءُ
والطائراتُ من السماءِ قد إختفت   حتى المعازفَ شابها الإخفاءُ
والأرضُ تنعمُ بالهدوءِ وفوقَها        صَفت السماءُ وبالهواءَ نقاءُ
والناسُ تُحجرُ بالبيوتِ مخافةَ       وعلى الشفاه توسلٌ ودعاءُ
جمعَ الأحبةَ بالبيوتِ سويةً           فتجمعَ الآباءُ والأبناءُ
خلت الشوارعُ من ضجيجٍ مزعجٍ   سادَ الهدوءُ وغابت الضوضاءُ
صوتُ المؤذنِ سادَ في أَرجائِها     فإلى الإله تَضرعَ الأحياءُ
هذا عدو لا تراهُ عيونُنا                 وبزحفهِ قد ضجت الأرجاءُ
لا شيء يوقف زَحفهُ إلا الذي      بقضائهِ تتحركُ الأشياءُ
طوبى لمن عرفَ الطريقَ لربه     فطريقُ ربِكَ بالصلاحِ تُضاءُ
ان شاءَ ربُ العرشِ يوقف زحفهُ   فيزولُ مثلَ البرقِ حين يشاءُ
لا من علاج للوباءِ وصدهِ              إلا إذا ما ابدعَ العلماءُ
فبأمرهِ هذا الوباءُ سيختفي        فاْصبر فصبركُ للوباءِ دواءُ
الزم جدارَ البيت دون تبرمٍ          فبصحن بيتك رقةٍ وهناءُ
وادع الإلهَ بأن يزيلَ همومَنا        ويعودُ بعد النائبات صفاءُ
فنرى الحروب قد اختفت من أرضنا  والسلمُ سادَ وزالت البغضاءُ
فاللهُ قد بعثَ الوباءَ لينطوي       عهدُ الطغاة ويُنصفُ الضعفاءُ
فرعون أَغضب رَبه فأذله           لم يتعظ من بعدهُ السفَهاءُ
هذا اختبارٌ للذين تجبروا            وعلى الشعوب تطاولوا واساءوا
خرقوا تعاليمَ السماءِ بظلمِهم    وبجورهم فتوالت الأوباءُ
ما للعباد سوى الرجوع لهديه    فبهديه تتبددُ الارزاءُ
فأمام جُند الله حين يُعدها        تبدو الجيوشُ نُميلة عَرجاءُ
ان الذين توهموا بسلاحِهم       وبمالِهم قد يُهزم الشرفاءُ
الله قال لهم كفى صلفاً            فجيوشكم عند الحساب هراءُ
يا رب عفوكَ أنتَ من يرجى إذا   عمَ الأسى وتوالت الأعباءُ
يا رب قد عظمَ المصابُ فكن لنا  عوناً فأنتَ القادرُ المعطاءُ
وأرأف بأمتنا ووحد شملَها         ليسودَ فيها عِزةٌ ومَضاءُ
وتعودُ للإنسانِ إنسانيةٌ           عصفت بها الأطماعُ والأهواءً

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى