نيوتن ( المصري) وقانون جاذبية العِمالة

حين أثار سقوط ثمرة من أعلى شجرة التفاح انتباه إسحاق نيوتن , دشن قانون الجاذبية الأرضية والحركة وغدا عالما من علماء البشرية، ولم يكن يخطر على باله ولا يمكن أن يكون قد ثار فى مخياله ,أن يُسرق أسمة ليتوارى خلفه كالحرباء عميل أو خائن أو ذنب لشركات صهيو أمريكية, أحد مافيا رجال الأعمال , ليتدنى باسم نيوتن عالم الجاذبية الأرضية إلى درك منحط ليراهن على الأرض التي هي فى شرع الوطنيين عِرض .

وحين يشكل هذا المُلتحف بلحاف الصهيونية – متخفيا وراء أسم عالم الجاذبية من أجل جذب المزيد من رأس المال الحرام وحركته , سواء كان غسيل أموال ونهب الثروات ومص دماء الشعب الغليان، ليشكل مع أمثالة من المافيا مبراطورية أعلام البتر ودولار الصهيوني فيمتلك صحيفة أو قناة فضائية فقد تعدى الجرائم المادية من عدوان على المال العام والغدر والفساد , إلى ارتكاب الجرائم المعنوية التي تدمر القيم والأخلاق وتنتهك المبادئ والحرمات بالتسلط على عقول الناس وممارسة الديماجوجية على فكرهم وعقولهم وهو يعلم بحسن نوايا شعبنا الغليان , فى تطبيق دنيء لقانون نيوتن فى الانجذاب والحركة , لكن من خلال انتهاك قوانين الطبيعة بإثارة الغرائز وهتك أعراض الوطن وتشويه زعمائه الوطنيين وتعظيم أعداء الوجود الصهاينة والقضاء على فكرة الوحدة من خلال شرذمة الوطن و الانقضاض على أحشائه تمزيقاً, والهدف أن يحول القارئ إلى مجذوب مروجا لاستثمار جديد لمافيا رجال الأعمال فى مجال الطب النفسي وافتتاح المزيد من مستشفيات المجانين التي تُزيدهم جنونا فتشيطن الأسوياء فيزداد المرضى وتضحي صناعة المرض استثمار مافيا رجال الأعمال .

لم يكن هذا النيوتن على قدر من النتانة فقط لكن صارت نتانته تزكم الأنوف , حين تنقب عن أصل له فى نفايات الخيانة للوطن .
فقد تربى فى كنف أخوال له كانوا عملاء لانجلترا وفرنسا وإسرائيل، وسخروا إذاعتهم التي كانت تبث من ألمانيا لمهاجمة مصر وزعيمها جمال عبد الناصر وتبرير العدوان الثلاثي على بورسعيد 1956 .

ومع اتفاقية السادات – بيجين إسرائيل , عادوا يدمرون اقتصاد المحروسة وعقول شعبها من خلال الصحافة الصفراء، فقد نهل المدعو ” نيوتن ” من معين أخواله العملاء , ولم يكن له ما أراد إلا من بعد أن صار وكيلا لشركات صهيونية وأمريكية تدمر اقتصاد مصر , وتتدنى بها حتى لا تستقل بالقرار , فكان نتاج كامب ديفيد وملاحقها السرية فدشن صحيفته الصفراء امتدادا لأخواله ومن خلالها – كانت زاويته ( وجدتها) لاحظوا العنوان ثم توقيعه باسم نيوتن ( لاحظوا الاسم المستعار) وعلى مدار سنوات وهو ينفث سمومه هدما للقيم والمبادئ وكل ما من شأنه أن يحض على القومية والوحدة العربية بل وحتى الوطنية , وتشويه زعمائنا الوطنيين وخاصة الزعيم جمال عبد الناصر، وذلك يؤكد انه آلية ضمن آليات تنفيذ الملاحق السرية ل كامب ديفيد لصالح إسرائيل .

وأخيراً أستغل هذا ا لنيوتن ,جائحة كورونا , ليبث سمه الزعاف وعلى مدار أربع مقالات كلها تنتهك الدستور و الأمن القومي المصري وتروج بل وتطالب بعزل سيناء عن لُحمة الوطن المصري أملا فى تفتيت ثراه , وتحويلها إلى منطقة حرة عالمية لا تخضع للقوانين المصرية , يحكمها حاكم خاص , باعتبارها منطقة جديدة أو دويلة صنيعه , فى دعوة علنية فاجرة لتفتيت الوطن الأم مصر , وفتح الباب لدويلات أخرى تخرج من بين تراءب الشيطان الذي حاول مرات عديدة ممارسة الزنا فى رحم المحروسة الصبية العفية البتول .

لم تكن دعوة هذا إلـ “نيوتن” – لص اسم عالما فريد, والشريك لـ ” نتني اهو” الرديء , فتوارى خلف اسمه كستار لأسمه الحقيقي الذي سيكشفه فور أن يحقق هدف الأخير , من النيل إلى الفرات فيضحى نتنياهو المصرى الحقير – لم تكن دعوته من فراغ فجذورها تمتد الى “هرتزل” قبل قيام اسرائيل , حين طالب بحكم ذاتى لليهود فى سيناء , والى ماض قريب قبل اربع سنوات حيث صدر لكاتب صهيونى كتاب بعنوان”معالم الشرق الأوسط الجديد بعد داعش” ذكر فيه أن تقتطع سيناء من مصر وتتمتع بحكم ذاتى بدوى , تعتمد فى مصادرها على البترول والغاز والسياحة والمخدرات .

فى مقال سابق لنا تحت عنوان :”جوبلز يتدنى أمام فضائياتنا الممولة بالبتر ودولار” ذكرنا فيه “إذا كان جوبلز أحد أساطير الحرب النفسية وابرز من وظف وسائل الأعلام فى الحرب ومبدع الكذب الممنهج الذي يعتمد على الترويج لمنهج النازية وتحطيم الخصوم , وهو مؤسس فن الدعاية -وفى شرعِه الدعاية الناجحة تحتوى على نقاط قليلة وتعتمد على التكرار- فكلما كبرت الكذبة سهل تصديقها ,وشعاره أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس.

لكنهم الآن فى عصرنا الحالي عصر السماوات المفتوحة غدوا هم طواغيت الحرب النفسية , فأبدعوا بعيدا عن جوبلز حتى كشفوا عن أنفسهم كمصدر لجوبلز وأستاذ ,و لو كان جوبلز فى عالم الحياة الآن لصار تلميذ فاشل فى مدرسة الكذب والديماجوجية والحرب النفسية المروجة للصهيونية والامبريالية ,فتلك صادراتهم فى الرياء والنفاق والكذب والزيف , مما جعلهم جديرين بمنصب الشيطان الذي غزا شعوب العالم يفكك لُحمتها ويقضى على فكرها وأمالها وعقلها ووجدانها ويثير غرائزها , وفى عالمنا العربي صَدَرَت الآلة الآعلاميه الامبريالية والصهيونية أذنابها من مافيا رجال الأعمال وتجار البتر ودولار , لتكوين فضائيات ووسائل أعلام وصحافة وإعلان وبروباجندا توجه إلى شعوب عالما العربي , فتمارس عليه الديماجوجية والكذب ثم الكذب وتظل تلح فى كذبها , حتى يصدق الكذبة الشعوب العربية فتنساق دون وعى ولا تفكير ولا أدراك إلى ماتريده الحكومات المُشكلة من مافيا رءوس الأموال فتفقد الشعوب أرادتها وتكبل الأوطان فتتنازل عن الاستقلال وترضخ بلداننا العربية لما تريده الصهيونية من وطن لها كبير من النيل للفرات وحديقة لها خلفية من المحيط للخليج.

أن ما أتاه هذا ال نيوتن من خلال مقالاته الأربعة يشكل جرائم عده يعاقب عليها قانون العقوبات- بل أن الكتابة تحت أسم مستعار جريمة فى حد ذاتها – وكم من كتاب وصحفيين , لم يتدنوا إلى ما كتبة نيوتن ,وكان هدفهم الصالح العام , عقدت لهم المحاكم ووجهت لهم الاتهامات – وما أتاه نيوتن المتخفي تحت اسم مستعار, تمثل جريمة التحريض المنصوص عليها فى المادة 82 عقوبات التي تعاقب كل من يحرض على ارتكاب الجريمة المنصوص عليها بالمادة 77 ع ولو لم يترتب على تحريضه أثر- خاصة وان مأتاه يكدر السلم العام ويفتح أبواب الشائعات , ونحن فى وقت ما أحوجنا فيه إلى التكاتف والتلاحم حكومة وشعبا ضد وباء الكورونا وكذا وباء الإرهاب .

ويبقى الأهم هو التصدي للمنهاج السائد منذ نهاية السبعينات، وهو”تجريف الوعي”بإطلاق العنان لقوى الظلام التي تستغل الدين والإسلام , وقوى الرأسمالية والإقطاع التي تصدت لها ثورة يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر , لتشويه حقبه تاريخية أضاءت العقول وأعادت الحقوق فى الستينات والخمسينات , وأثارت الوعي القومي فى النفوس, ليحققوا مصالح الامبريالية والصهيونية والاستعمار والقضاء على فكرة الوحدة العربية بتفتيت الدولة الوطنية إلى أجزاء, لذا أُثيرت فكرة إقليم سيناء وحاكم خاص لهذا الإقليم – ولعل الطريق للخلاص أن نستعيد الدور البطولي للزعماء الوطنيين الذين تصدوا للامبريالية والصهيونية، واعتبروا الصراع مع إسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود, وذلك من اجل التمسك بالوحدة الوطنية وصولا إلى الوحدة العربية .

*كاتب ومحامى – مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى