استقالة وزير الداخلية التركي تكشف عن صراعات مراكز القوى في محيط أردوغان ودور صهره “براءت ألبيرق” في تأزيمها

انقرة – قال مراقبون هنا أن قصة تقديم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو استقالته، أمس الأحد، ورفض الرئيس التركي قبولها، قد ألقت الضوء على جانب من الصراعات الداخلية بين مراكز في محيط رجب طيب أردوغان.

ولفت بعض المراقبين إلى أن خصومة قوية تفرق بين صويلو ووزير المالية النافذ، وبين صهر أردوغان، براءت ألبيرق، حسب وكالة “فرانس برس”.

ونقلت صحيفة “الزمان” التركية المعارضة عن المحلل السياسي ورئيس تحرير موقع “خبردار” سعيد صفا قوله إن استقالة صويلو وعودته مرة أخرى، “من تجليات الصراع بين ما يسمى في تركيا مجموعة البجع / باليكان التابعة لصهر أردوغان، وبين وزير الداخلية الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع كل من حزب الحركة القومية، وتنظيم أرجنكون / الدولة العميقة، حليفي أردوغان”.

وقال صفا قبيل رفض أردوغان استقالة الوزير: “مجموعة البجع التابعة لصهر أردوغان تنشر الادعاء أن صويلو استقال من منصبه بعلم أردوغان، في حين تسوق اللجان الإلكترونية ووسائل الإعلام التابعة للوزير المزاعم القائلة إن أردوغان لم يقبل الاستقالة.. ليلة غريبة بالفعل!”.

وأعلنت الرئاسة التركية، مساء امس الأحد رفضها استقالة صويلو، مشيرة في بيان لها إلى أن الوزير “يحظى بتقدير كبير من الشعب منذ تسلمه منصبه بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016″، وأنه “لعب دورا كبيرا في تراجع نشاط المنظمات الإرهابية”.

ولفت البيان إلى “قدرة الوزير على إدارة وتنسيق الأعمال الإغاثية من الميدان بعد وقوع الكوارث والزلازل” وخص بالذكر “أهمية الإجراءات المتخذة من قبل الوزير منذ أكثر من شهر لمواجهة فيروس كورونا”.

 

وكان وزير الداخلية صويلو قدم  امس الأحد، استقالته من منصبه، معلنا تحمله مسؤولية تبعات تطبيق حظر التجول على 31 مدينة تركية، ينتهي منتصف الليلة.

وقال صويلو في بيان: “تطبيق قرار حظر التجول الذي جاء خلال مرحلة حساسة ودقيقة وتحديدا لمنع انتشار الوباء (كورونا) أتحمل مسؤوليته بكافة أبعاده، والمشاهد التي ظهرت – وإن كانت في ساعات محدودة بالبداية -، لم تتسق مع هذه المرحلة التي تمت إداراتها بشكل مثالي”.

وأضاف “كان الواجب علي ألا أسمح بحدوث هكذا مشاهد في هذا الحدث الذي أتحمل مسؤوليته، كانت خطوة عن حسن نية لوقف هذا الوباء وانتشاره ولو قليلا خلال نهاية الأسبوع”.

وتابع “أطلب الصفح من شعبنا العزيز الذي لم أفكر أبدا بإلحاق الأذى به، ومن السيد رئيس الجمهورية الذي سأبقى وفيا له حتى آخر عمري”.

واستطرد “أتنحى عن منصبي كوزير داخلية والذي تقلدته بشرف، استودع الله جميع أصدقائي وزملائي في العمل، اللهم احفظ شعبنا”.

وأعلنت وزارة الداخلية التركية، يوم الجمعة الماضي، حظرا للتجول في 31 ولاية، بينها العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، يومي السبت والأحد، للحد من انتشار فيروس كورونا.

وقد جاءت استقالة صويلو إثر انتقادات واسعة تعرض لها على خلفية قراره بإعلان حظر التجوال يومي السبت والأحد قبل ساعتين فقط من بدء سريانه، ما أحدث حالة من الارتباك في الشارع التركي، حيث احتشد المواطنون أمام المتاجر للتزود بالحاجيات، دون أخذ تدابير التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار.

المصدر: أ ف ب + R T + وسائل إعلام تركية

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى