تحذير.. تنظيم داعش الارهابي يحاول انتهاز فوضى وباء كورونا لشن حرب جديدة في سوريا والعراق

بينما ينشغل العالم بالفوضى التي فرضها انتشار فيروس “كورونا”، منذ ثلاثة أشهر مضت وحتى الآن، يطل على الواجهة من جديد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، محاولاً استغلال الفرصة والظرف الذي تمر به الدول، من أجل إعادة الترتيب لحرب جديدة، وذلك على الرغم من تقلص مساحة سيطرته، بعد خسارته منطقة الباغوز في شرق سورية، ومقتل زعيمه أبو بكر البغدادي، بضربة جوية أمريكية.

فمنذ مطلع نيسان الماضي شهدت البادية السورية، ولاسيما المنطقة الممتدة من ريف حمص الشرقي وحتى دير الزور، هجمات لخلايا تتبع لتنظيم “الدولة” استهدفت أرتالاً لقوات الجيش السوري، ومواقع تتمركز فيها، وسبق ذلك هجمات متفرقة للتنظيم في الجنوب السوري، وخاصةً في محافظة درعا.

وبالتزامن مع التحركات على الأرض، جدد تنظيم “الدولة” ظهوره الإعلامي، من خلال صحيفة “النبأ” الرسمية التابعة له، والتي تصدر بشكل أسبوعي، وتنشر بنسخة الكترونية على تطبيق “تلغرام”، وكانت آخر نسخة لها يوم الخميس الماضي.

هجمات في سورية والعراق
وبحسب ما رصد فريق “السورية.نت” من العدد الأخير لصحيفة “النبأ” فإن تنظيم “الدولة” نفذ خلال أسبوع مضى 40 عملية هجومية في كل من سورية والعراق، والتي يطلق عليهما مسمى “ولاية الشام، ولاية العراق”، ما أدى إلى مقتل 88 مقاتلاً من ميليشيا “الحشد الشعبي” في العراق، و”قوات سوريا الديمقراطية” والجيش في سورية.

وبحسب الصحيفة، تركّزت هجمات تنظيم “الدولة” في سورية في ثلاث مناطق (ولايات) في كل من محافظتي دير الزور والحسكة، والجنوب السوري، المسمى بـ”ولاية حوران”، أما هجمات التنظيم في العراق فقد تركزت في تسع مناطق، في كل من: ديالى، دجلة، شمال بغداد، الأنبار، كركوك، نينوى.

تحركات تنظيم “الدولة” والهجمات التي يقدم عليها في سورية والعراق كانت قد سبقتها عمليات تمهيد من قبل القيادة المركزية للتنظيم، إذ أنه، وفي افتتاحية سابقة لصحيفة “النبأ”، أبلغ تنظيم “الدولة” أعضاءه بأن حربه الممتدة على نطاق العالم ستستمر، حتى مع انتشار فيروس “كورونا”.

وعلاوة على ذلك، أخبرهم أن الأنظمة الأمنية الوطنية والدولية التي تساعد في كبح جماح التنظيم على وشك مواجهة أعباء تفوق طاقتها، وأن أعضاءه ينبغي أن يستغلوا ذلك إلى أقصى درجة ممكنة.

وجاءت الافتتاحية، التي نشرت في شهر آذار الماضي، تحت عنوان “أسوأ كوابيس الصليبيين”، وتحدثت بشماتة عن أثر “كورونا” على “الأعداء الكثر”، الذين يطلق عليهم تنظيم الدولة اسماً جماعياً هو “المشركون”.

وقالت الصحيفة، حينها: “فعل فيهم الخوف من هذا الوباء أكثر مما فعله الوباء نفسه”، في إشارة إلى قيام الناس في سائر أنحاء العالم بعزل أنفسهم في منازلهم وتوقف الأعمال التجارية، وانتشار قوات الأمن في الشوارع لوقف انتشار الفيروس، والأزمة الاقتصادية الوشيكة.

استغلال الفرصة
وكانت “مجموعة الأزمات الدولية” قد نشرت تقريراً تحت عنوان “التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في زمن الكورونا”، وتمت ترجمته امس السبت، قالت فيه: رغم الارتفاع المستمر في أعداد ضحايا “كورونا”، ينبغي على العالم أن يحضر نفسه لهجمات يشنها تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يعتقد أنه بوسعه استغلال الفوضى التي يسببها الوباء.

وأشارت المجموعة إلى إن “التهديد الجهادي المستمر يتطلب ذلك النوع من التعاون الدولي، الذي يأمل المتشددون أن يستنزفه الفيروس”.

وفي الإحاطة الأخيرة لمجموعة الأزمات حول التداعيات المحتملة لـ”كورونا” على السياسات والصراعات العالمية، كانت قد حذرت من أن أزمة الصحة العامة الحالية يمكن أن توفر فرصة للجهاديين لمهاجمة الدول التي أضعفتها الجائحة، والتي تواجه أصلاً حالات “تمرد مسلح”، مع قيام المتشددين بـ “استغلال الفوضى” بشكل انتهازي.

وأضافت المجموعة: “على الرغم من أن من المفهوم أن يركز العالم على مواجهة الجائحة، لكن ينبغي على الدول أن تتخذ خطوات للتحوّط من الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية، وعلى الرغم من أن بعض أعضاء التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية أعلنوا أصلاً أنهم سيسحبون جزءاً من قواتهم الموجودة في العراق بسبب المخاوف من انتشار كوفيد–19، ينبغي على الدول المحافظة قدر الإمكان على التعاون الدولي في محاربة تنظيم الدولة”.

ومن المرجح، بحسب “مجموعة الأزمات”، أن يستفيد تنظيم “الدولة” في كل الأحوال، حيث يستنزف “كورونا” قوة أعدائه، وحتى لو انصب الاهتمام العالمي، عن حق، على الاستجابة للجائحة، “فإنه ينبغي أن نحضر أنفسنا أيضاً لاحتمال أن يصبح العنف المحلي والإرهاب الدولي اللذان يمارسهما التنظيم أسوأ”.

واعتبرت المجموعة أن “تخفيف ذلك الضرر سيتطلب تعاوناً دولياً مستمراً لمواجهة تنظيم الدولة، ودعماً لدول المواجهة التي عانت أكثر من غيرها على أيدي عدو تشكل أيديولوجيته الشوفينية غير المتسامحة، العكس تماماً من ذلك النوع من النزعة الإنسانية الذي تتطلبه هذه اللحظة”.

موقع السورية نت المعارض

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى