شعب وجيش وقائد يد واحدة

التاريخ ما هو الا سيرة الشعوب الحية التي تشيد مداميك النهضة والتقدم والبناء الحضاري للانسان والاوطان وتظهر الشدائد من اي معدن هم، فالمعادن النقية تزداد قيمتها في كل العصور والازمان ونحن في الاردن جزء من ابناء امة اسهمت في بناء الحضارة الانسانية بقسط وفير في مختلف المجالات والميادين الفكرية والمعرفية والخلق والعطاء.. فارضنا الاردنية هي مهد الحضارات القديمة وأرض الديانات السماوية، فعلى مقربة من نهر الأردن الخالد كانت القبلة الأولى للعرب و المسلمين وعلى ضفة النهر الشرقية عمد السيد المسيح عيسى عليه السلام نبي المحبه و السلام، ومن جنباته مر قادة الفتح الاسلامي العظيم .

هذا الوطن صاحب مشروع نهضوي لامة الضاد ورسالة التوحيد للعالمين،ومن بواديه وحواضره مر رسول البشرية يبشر برسالة التوحيد، وعلى ارضه يرقد رفات قادة الفتح العظيم، وعلى هذه الارض الطاهره خاضت الامة معاركها الفاصلة في اليرموك ومؤته وحطين – واردن اليوم – يظل محافظا على رسالته المعتصمة بخطاب الهاشمين موقفا صلبا وخلقا نبيلا وتوجها وحدويا صادقا وايمانا ثابتا ..فهذه عمان عاصمة الاردن التي احتضنت قبل ايام ابناء الضاد ممن تقطعت بهم السبل من جراء هذا الوباء الفيروسي الخطير الذي عطل النقل الجوي والبري والبحري، فمنح هؤلاء الاخوة الحماية والرعاية والدفء الصادق دون منة او مباهاة، فهذا واجب الاخوة الانسانية والعربية وهذا العمل ما هو الا امتداد لوفاء هذا الحمى العربي الاصيل لأرواح الاجداد من شهداء مؤته واليرموك والقادسية وحطين والكرامة وباب الواد واللطرون وجنين في صورة ملتصقة متجددة بين الماضي التليد بالحاضر المجيد لوطننا العزيز.. فهذا الوفاء متأصل وراسخ الجذور في التربة الاردنية – فالوفاء هو – عنوان قيمي- ومن شيم الامم الحية والكريمة والشعب العربي الاردني جزء اصيل من امتة العربية الماجدة

فهذه عمان اليوم تتزين بصوت قائدها الملك عبد الله الثاني وهو يعبر عن ايمانه بشعبه العظيم، ويبشر الامة بان الفجر قريب وان الغمة ستنجلي بمشية الله الواحد الاحد وستعود الحياة الى مؤسساتها و شوارعها وحركتها قريبا – فعمان العاصمة العربية الابية والتي تتشرف بمضارب الهاشمين على ربوة من بوابتها الواسعه تشعر اليوم باعتزاز لا مثيل له بابنائها، على لسان قائدها المفدى يعلنه للعالم بان في الاردن شعبا وجيشا معا يسطران بصمودهما كل يوم اروع الصور في المسؤولية والالتزام بالواجب والصبر على الشدائد في مشهد معاصر قل مثيله.

من هنا- فهذه الشهادة هي ورسام على صدر كل فرد من افراد مجتمعنا العزيز، وهذا ماكان ان يتأتى لولا وحدة الارادة والسواعد- فاجتماع هذه السواعد معا بث الامل في النفوس وعزز من صمود الوطن، كما ان اجتماع القلوب في العادة يخفف المحن، ومتى توفرت الارادة سهلت الطريق ورحلة الالف ميل تبدا بخطوة واحدة ولا مستحيل مع اهل العزيمة فالاردة نصف الطريق، واظن اننا انتصرنا فيها ولاتتحقق الاعمال بالتمنيات انما بالارادة والمثابرة نصنع المعجزات ما دامت “يد الله مع الجماعة – والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ” و الاردن الان يتوحد ضد فيروس الكارونا اللعين في وحدة – شعب وجيش وقائد – يدا واحدة معا، وهذا هو سر نجاحنا وانتصارنا الأكيد .

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى