ترامب يناقش مع بوتين والملك سلمان اتفاقا لخفض انتاج النفط وضمان استقرار اسعاره

جدد زعماء روسيا والسعودية والولايات المتحدة الرغبة في التنسيق حول استقرار سوق النفط مع قرب الاتفاق بين دول منظمة الدول المصدرة للنفط بشأن خفض الإنتاج.

وقال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، والملك سلمان بن عبد العزيز، “ناقشوا الوضع في أسواق النفط خلال محادثة هاتفية، وأخذوا في الاعتبار الاجتماع الوزاري غير العادي لدول أوبك+، وقمة وزراء الطاقة لمجموعة العشرين المقبلة التي تعقد بنظام الفيديوكونفرانس”.

ووفقا للبيان، “جدد الزعماء التأكيد على رغبتهم في تنسيق التحرك نحو إحلال الاستقرار في تجارة النفط الدولية وتقليل الآثار السلبية لتذبذب أسعار النفط على الاقتصاد العالمي.

من جانبه، أعلن البيت الأبيض، في وقت مبكر من صباح الجمعة، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ناقش مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والعاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مسألة التوصل لاتفاق حول إنتاج النفط.

وقال مساعد الرئيس الأمريكي، دان سكافينو، عبر تويتر: “يجري الرئيس ترامب مكالمة جماعية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان ناقش فيها (التوصل إلى) اتفاق للنفط.

وفي وقت سابق،امس الخميس، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وتحالف “أوبك+”، على تخفيص إنتاج النفط إلى 10 مليون برميل يوميا، خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران المقبلين.

وأوضح بيان “أوبك” و”أوبك+”، على أن ذلك التخفيض من أجل المساعدة في دعم الأسعار، التي تأثرت بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.

وكان الشهر الماضي قاسيًا على أسواق النفط، حيث شهدت الأسعار انخفاضات غير مسبوقة منذ عقود، وتراجعت أسعار خام برنت القياسي العالمي بنسبة 22 في المائة وأسعار الخام الأمريكي نايمكس بنسبة 20 في المائة، وسجلت مستويات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة.

وجاء ذلك الانهيار الكارثي نتيجة عاصفة من عوامل التباطؤ في السوق، على رأسها الانتشار العالمي المتسارع لوباء الفيروس التاجي الجديد، وإشعال السعودية حرب أسعار بعد تعثر محادثات تحالف “أوبك +”، الذي تشكل في عام 2016 ليشمل روسيا.

وكانت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا قد اتفقوا امس الخميس على خفض إنتاجهم النفطي أكثر من الخُمس وقالوا إنهم يتوقعون انضمام الولايات المتحدة ومنتجين آخرين إلى جهودهم الرامية لرفع الأسعار التي تعصف بها أزمة فيروس كورونا.

وتبلغ تخفيضات أوبك وحلفائها، في إطار المجموعة المعروف باسم أوبك+، عشرة ملايين برميل يوميا بما يعادل عشرة بالمئة من الإمدادات العالمية، إلى جانب خمسة ملايين برميل يوميا إضافية متوقعة من دول أخرى للمساعدة في التعامل مع الأزمة النفطية الأعمق خلال عقود.

هوى الطلب العالمي على الوقود حوالي 30 مليون برميل يوميا، أو 30 بالمئة من الإمدادات العالمية، بعدما أدت إجراءات مكافحة انتشار الفيروس لتوقف الطائرات والحد من استخدام السيارات وكبح النشاط الاقتصادي.

لذا حتى خفض غير مسبوق بمقدار 15 مليون برميل يوميا قد لا يكفي لحجب ما يكفي من الخام لوقف الامتلاء السريع لمنشآت التخزين في العالم. لكن بدلا من إبداء أي استعداد لتقديم الدعم، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوبك إذا لم تصلح مشكلة تخمة المعروض بسوق النفط.

فقد حذر ترامب، الذي يقول إن الإنتاج الأمريكي يهبط بالفعل بسبب تدني الأسعار، الرياض من عقوبات وروسم على نفطها إذا لم تخفض بما يكفي لمساعدة صناعة النفط الأمريكية، التي تعاني في ظل تراجع الأسعار بسبب ارتفاع تكاليفها.

ويقول المسؤولون الروس وفي أوبك على السواء إن حجم الأزمة يتطلب مشاركة جميع المنتجين.

وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة الروسي وأحد كبار المفاوضين النفطيين لموسكو، في تصريحات لرويترز ”نتوقع من منتجين آخرين خارج نادي أوبك+ أن ينضموا إلى الإجراءات، وهو ما قد يحدث غدا أثناء (اجتماع) مجموعة العشرين.“

يعقب محادثات أوبك+ اليوم مكالمة غدا الجمعة بين وزراء الطاقة لمجموعة العشرين ترتبها السعودية.

وسجلت أسعار خام القياس العالمي برنت أدنى مستوياتها في 18 عاما الشهر الماضي وهي متداولة عند حوالي 32 دولارا للبرميل اليوم، نصف مستواها في نهاية 2019.

وأظهرت وثائق من أوبك+ أن المجموعة، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وآخرين، ستخفض الإنتاج عشرة ملايين برميل يوميا في مايو أيار ويونيو حزيران.

وسيقلص جميع الأعضاء إنتاجهم 23 بالمئة، مع خفض كل من السعودية وروسيا 2.5 مليون برميل يوميا والعراق أكثر من مليون برميل يوميا.

نهج تدريجي
أظهرت الوثائق أن أوبك+ ستقلص التخفيضات بعد ذلك إلى ثمانية ملايين برميل يوميا من يوليو تموز إلى ديسمبر كانون الأول ثم تخففها مجددا إلى ستة ملايين برميل يوميا من يناير كانون الثاني 2021 إلى ابريل نيسان 2022.

وقالت مصادر في أوبك+ إنهم يتوقعون تخفيضات من الولايات المتحدة وآخرين تصل إلى حوالي خمسة ملايين برميل يوميا لكن بيان المجموعة لم يذكر ذلك الشرط.

وقالت المصادر إن التخفيضات ستكون تدريجية، حيث تسعى المجموعة إلى التغلب على ممانعة الولايات المتحدة التي ترى الدول الأعضاء أن مشاركتها ضرورية للاتفاق. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الإنتاج سينخفض بشكل طبيعي على مدار عامين.

دعيت الولايات المتحدة، التي تجاوز إنتاجها السعودية وروسيا، إلى محادثات أوبك+ اليوم الخميس لكن من غير الواضح إن كانت قد شاركت في المؤتمر المنعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. ووُجهت الدعوة أيضا إلى البرازيل والنرويج وكندا.

وفي مؤشر على الصعوبات التي تواجهها أوبك+ لحشد الدعم، قالت مقاطعة ألبرتا، منتج النفط الرئيسي في كندا، إنها خفضت الإنتاج بالفعل وإن أوبك لم تطلب منها المزيد. وقالت المقاطعة إنه تؤيد الفكرة الأمريكية لفرض رسوم على الخام المستورد.

وقبل المحادثات، كانت موسكو والرياض على خلاف بشأن مستوى الإنتاج المستخدم في حساب التخفيضات، بعد أن زادت السعودية معروضها في ابريل نيسان إلى مستوى قياسي بلغ 12.3 مليون برميل يوميا، من أقل من عشرة ملايين برميل يوميا في مارس آذار. بينما ظل الإنتاج الروسي حوالي 11.3 مليون برميل يوميا.

نشبت الخصومة بين البلدين أثناء اجتماع عاصف في فيينا في مارس آذار انهار خلاله اتفاق الإنتاج السابق.

وأظهرت وثائق أوبك+ أن الجانبين اتفقا يوم الخميس على أن تكون التخفيضات من خط أساس عند 11 مليون برميل يوميا لكلا البلدين.

وقال دميترييف، الذي كان الشهر الماضي أول مسؤول يقترح اتفاقا يضم دولا من خارج أوبك+، ”تمكنا من التغلب على الخلافات. سيكون اتفاقا مهما للغاية. سيسمح لسوق النفط بالبدء في مسار للتعافي.“

وقد تأمر عدة ولايات أمريكية الشركات الخاصة بالحد من الإنتاج بموجب سلطات يندر استخدامها. وتجتمع الجهة التي تنظم صناعة النفط في ولاية تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد حيث تنتج نحو خمسة ملايين برميل يوميا، يوم 14 أبريل نيسان لبحث تخفيضات محتملة.

ودعا أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي البيت الأبيض إذا لم تكبح السعودية الإنتاج إلى فرض عقوبات على الرياض وسحب القوات الأمريكية من المملكة وفرض رسوم على استيراد النفط السعودي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى