كورونا يعري جشع وعنصرية ترامب وعدم اهتمامه بحياة الآخرين
بقلم : د. كاظم ناصر

عنصرية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرفها العالم أجمع؛ الرجل أجج العنصرية في الداخل الأمريكي، وتجاهل الحقيقة وهي ان المجتمع الأمريكي مكون من مهاجرين من جميع أجناس وثقافات العالم، وأنه هو نفسه ينحدر من أسرة ألمانية هاجرت إلى الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين، ولم يتردد في بث سمومه العنصري بتحريض البيض ضد المواطنين الأمريكيين السود والمكسيكيين والصينيين والمسلمين والعرب وغيرهم، ووصلت به الصفاقة ان يطلب من أربع عضوات في الكونغرس من أصول أجنبية غير بيضاء، يمثلن الحزب الديموقراطي إلى العودة من حيث أتين، وكانت نانسي بلوسي رئيسة مجلس النواب على حق عندما هاجمته بالقول ” الرئيس لا يريد جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، بل يريد جعل أمريكا بيضاء مرة أخرى”، أي دولة عنصرية يحكمها البيض!
ترامب ليس عدوا لأكثر من 50% من أبناء الشعب الأمريكي فقط، بل إنه معاد أيضا لشعوب ودول العالم التي تعارض سياسات إدارته الإمبريالية الانتهازية الابتزازية الداعمة لأبشع وأقذر الدكتاتوريات في العالم وعلى رأسها الدكتاتوريات العربية؛ لكن صفاقته هو وإدارته تجاوزت كل الحدود والأعراف الديبلوماسية والقيم الأخلاقية في تعاملهم مع الوباء العالمي الذي سببه فيروس كورونا.
الرجل حاول الاستيلاء على لقاح تحاول تصنيعه شركة ألمانية وحصره في معالجة الأمريكيين، وإدارته تصرفت بأسلوب رجال العصابات عندما سطت على شحنة كمامات قادمة لفرنسيا وهي على مدرج الطائرات في الصين، ودفعت ثمنها أضعافا نقدا بهدف إرسالها إلى واشنطن فورا. لكن الأقذر من ذلك كله، هو ان ترامب رفض دعوات روسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي، و 24 شخصية أمريكية من ضمنهم هيلاري كلينتون ومادلين اولبرايت برفع العقوبات الأمريكية عن إيران، واستغل هذا الوقت العصيب للانتقام منها بزيادة العقوبات، وحاول عرقلة طلبها الحصول على قرض من البنك الدولي ب 5 مليار دولار لشراء أغذية وأدوية لمواجهة كورونا، لأنها رفضت الرضوخ لإعادة التفاوض معه على الاتفاق النووي الذي انسحب منه، ولأن الرئيس الإيراني روحاني لم يستجب لطلبه بالاجتماع به، ورفض عرضه المسموم بإرسال مساعدات طبية، ودعاه إلى رفع الحصار إذا كان جادا ويريد مساعدة الشعب الإيراني.
وما زال يفرض حصارا على فلسطين لأن الشعب الفلسطيني رفض سياساته في المنطقة وأصر على إفشال ” صفقة القرن “، ويمنع وصول الأدوية والمساعدات الطبية إلى فنزويلا وسوريا واليمن في هذه الأوقات العصيبة، وأخيرا هدد بتعليق دفع المساهمة المالية الأمريكية في منظمة الصحة العالمية منددا بطريقة إدارة المنظمة الأممية لوباء كورونا، ثم تراجع عن رأيه بعد ذلك بدقائق وادعى ان المنظمة منحازة للصين.
ترامب تحالف مع وباء كورونا لفرض المزيد من العقوبات ومنع الغذاء والدواء عن الشعوب المقاومة الرافضة لسياساته، ويتصرف بأسلوب لا أخلاقي ترفضه شعوب ودول العالم؛ إنه ليس حليفا صادقا لأحد، ولا يثق به أحد إلا القادة العرب ونتنياهو الذي يبتزه ويستغله لخدمة مصالح الدولة الصهيونية، وليس المطلوب منه هو كرمه وكرم دولته، بل المطلوب منه هو رفع العقوبات عن دول تعاني من وطأة الحصار وتموت شعوبها من الوباء! الرجل فشل سياسيا واقتصاديا وإداريا وصحيا وأخلاقيا، والحق ضررا بالغا بمصداقية ومكانة أمريكا الدولية وانكشفت أوراقه؛ إنه يبحث عن مبررات وأكباش فداء لفشل فلسفته السياسية العنصرية مع الآخرين المرتكزة على إذا كنتم تريدون مساعدتنا اخضعوا لإرادتنا، اشتروا أسلحتنا، نفذوا طلباتنا، أو موتوا فأمركم لا يهمنا!