غالب هلسا يفضح غدر السعودية للمقاتلين الفلسطينيين المغادرين بيروت بحراً الى اليمن عام 1982

المناضل والاديب الاردني غالب هلسا تغني عن التعريف،فهو مشهود له بالتضحية والنضال, وصاحب تاريخ مجيد لمناضل صلب وأديب متميز انتصر للحق والحقيقة والانسان معاً, فلقد عانى هلسا ما عاناه ايماناً منه بمبادئه والقيم والمثل التي آمن بها.  نقتبس اليوم بعضاً من شهادته في حادثة هامة حصلت في العام 1982 أثناء رحيل حمع الفدائيين الفلسطينيين بحرا من بيروت الى اليمن، وتعرضهم لظرف صعب قبالة ميناء جدة.

الرواية وردت على لسان المناضل  غالب هلسا في مقدمته لكتاب “الانتفاضة الفلسطينية الكبرى” للكاتب عبد الهادي النشاش, وجاء فيها:

“أذكر أننا غادرنا بيروت بعد الحصار على ظهر السفن اليونانية، كنت على ظهر واحدة من السفن المتجهة الى عدن، وعندما أصبحت السفينة قرب ميناء جدة تبين أن ما لدينا من الماء والطعام لا يكفي لأكثر من يوم واحد، بينما كان ما يزال أمامنا سفر خمسة أيام على الأقل.. اتصل قبطان السفينة بميناء جدة وطلب شراء كميات طعام وماء تكفي 537 راكبا وتوقع قبطان السفينة ردًا سريعًا ومرحبًا فهؤلاء المقاتلون الخمسمائة والسبعة والثلاثون كان قد مضى عليهم ثلاثة شهور وهم يقاتلون داخل بيروت في ظروف بالغة الصعوبة، فقد قام الغزاة وحلفائهم الكتائبيون بقطع الماء والكهرباء وإمدادات الطعام عنهم فعاشوا ظروفا مفجعة، لكن الرد من حاكم جدة أدهش القبطان حيث قال حاكم جدة إنه لن يزودنا بقطرة ماء واحدة!!

ماذا كان يعني ذلك كان المقاتلون مرهقين وهم بحاجة حقيقية الى الغذاء والراحة، وكان انقطاع الماء فاجعا لأن درجة الحرارة كانت أربعة وأربعين مئوية، لهذا كان اعتذار حاكم جدة عن تزويدنا بالماء يعني الموت الزؤام للمقاتلين.

قام القبطان بالاتصال مع رئيس الوزراء اليوناني الذي اتصل بدوره مع الإدارة الأمريكية، وبعد ساعات قليلة رأينا إحدى سفن الأسطول السادس الأمريكي تقترب وتتصل بسفينتنا وتقول إن ما قام به حاكم جدة منافٍ لقوانين أعالي البحار، وأن الأسطول الأمريكي على استعداد لتزويدنا بالماء والطعام بدون مقابل.

رفض المقاتلون العرض الأمريكي بالطبع، ولكن المفارقة التي تستحق التأمل وتدعو للرثاء أنه قبل شهور قليلة من هذا التاريخ اصطدم زورق إسرائيلي بالشاطئ السعودي، ويومها تبدى الكرم العربي واضحا عندما تم تزويد الزورق بالطعام والماء، وعندما سمح للفنيين الإسرائيليين بإجراء الإصلاحات وسحب القارب إلى ميناء إيلاتز

وهكذا فقد نسي حاكم جدة قوانين أعالي البحار حين تعلقت بالمقاتلين الفلسطينيين، ولكنه تذكرها جيدا عندما تعلقت المسألة بالزورق الإسرائيلي.. تباً للخونة والغادرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى