كي ننسى بلاء كورونا.. نستذكر مقالب كاريوكا واعترافها بأنها أكبر كذابة

كانت العلاقة بين نجوم الفن وعمالقته من جيل فنانى الزمن الجميل، وبين الصحافة والإعلام علاقة قوية قائمة على الاحترام والمصارحة، وكان نجوم الزمن الجميل يحرصون على التواصل مع الجماهير من خلال الصحافة حتى أنهم كانوا ينشرون مذكراتهم ويومياتهم ويكتبون مقالات للصحف يتحدثون فيها عن أدق تفاصيل حياتهم، بل ويعترفون بأخطائهم وعيوبهم.

فهل يتخيل أى منا أن يكتب فنان عنوانا للصحافة يعترف فيه بأنه أكبر كاذب.. هكذا فعلت الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا فى مقال كتبته لمجلة الكواكب عام 1957 مع بداية شهر إبريل حمل عنوان “أنا أكبر كذابة” ، قالت فيه النجمة الكبيرة أن الكذب أكثر ما يثير أعصابها وغضبها، وهو ما يعرفه المقربون منها، ورغم ذلك فإنها كثيرا ما كذبت فى أول إبريل من باب الترفيه والهزار، وأن بعض هذه الأكاذيب انتهى بخير وبعضها كان له عواقب وخيمة.

وروت كاريوكا فى مقالها عددا من أكاذيبها فى شهر إبريل، وكان أول هذه الحكايات ما فعلته مع زميلة لها فى فرقة بديعة مصابنى كانت اشترت شقة فاخرة وأثثتها بأثاث فخم، فكانت هذه الزميلة مثار حديث الوسط الفنى، حيث كان معتادا أن تسكن معظم الراقصات فى بنسيونات فقيرة.

وعندما هل أول إبريل أرادت كاريوكا تدبير مقلب لزميلتها صاحبة الشقة الفاخرة، فاتصلت بها وأخبرتها أنها سمعت الكثيرين يرددون أن الشقة التى تسكنها مسكونة بالعفاريت، مؤكدة أن زميلتها كانت معروفة بالخوف وضعف الأعصاب، وبالفعل هربت الراقصة من الشقة وعرضتها للبيع برخص التراب وانتقلت لتعيش مع زميلاتها فى بنسيون.

وأشارت كاريوكا إلى أنها حاوت إقناع زميلتها بأنها كانت تداعبها وتكذب عليها بمناسبة أول إبريل، ولكنها لم تصدقها.

أما الكذبة الثانية التى روت كاريوكا تفاصيلها فوقعت أحداثها عندما سافرت الفرقة نهاية شهر مارس فى رحلة فنية، وعندما بدأ أول إبريل أرادت أن تمارس هوايتها فى تدبير مقلب من مقالب كذبة إبريل، وكانت الضحية هذه المرة إحدى زميلاتها محدودة الجمال، والتى كانت دائما تتحدث عن كثرة المعجبين بها ومن يرغبون فى الزواج منها وما يفعلون للتقرب منها.

وكان مقلب كاريوكا أن أخبرت هذه الزميلة ابن صاحب الفندق الذى ينزلون فيه وهو يونانى الجنسية متيم بها، وانه وسّط كاريوكا للتحدث معها، فصدقت زميلتها هذه الكذبة وذهبت لصاحب الفندق فى مكتبه وأخذت تداعبه، ولكن فجأة دخلت زوجة الرجل فغضبت أشد الغضب، ونشبت مشاجرة بينها وبين زوجها وزميلة كاريوكا، وأوسعتهما ضربا.

وأشارت كاريوكا إلى أنه حدث ما لا يحمد عقباه فى نهاية المقلب، حيث أصرت زوجة صاحب الفندق على مغادرة كل أفراد الفرقة، خوفا على زوجها من الفتنة، فشرب الجميع نتيجة هذا المقلب.

أما الكذبة الثالثة فكذبتها كاريوكا على جارة لها مرضت فنصحها الأطباء بالسفر للعلاج بالخارج، ولكن الجارة ورغم أن لها ابنا يقيم فى انجلترا كانت ترفض السفر.

واوضحت كاريوكا أنها استغلت هاجسا كانت تخاف منه جارتها دائما وهو أن يتزوج ابنها من انجليزية وكذبت عليها لتضطرها للسفر، حيث قالت لها إن ابنها بالفعل تزوج من إنجليزية ويستعد للعودة بها إلى القاهرة، فارسلت الجارة برقية تسأل ابنها فيها عن حقيقة ما سمعته ولكنه لم يرد، فأشارت عليها كاريوكا بأن تسافر بنفسها لابنها لتتحقق من الأمر، وبالفعل سافرت الجارة واكتشفت كذب ما قالته كاريوكا، ولكنها عرفت هدفها الحقيقى، وقضت فى إنجلترا مع ابنها شهرين تلقت خلالهما العلاج، وعادت بصحة جيدة، وشكرت كاريوكا على الكذبة البيضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى