هل تسعى روسيا لإعادة سيف الاسلام القذافي إلى الحكم الليبي؟

بعد سنوات من الحرب في ليبيا، لا تزال روسيا تحن إلى النظام القديم القوي، حيث كان سيف الإسلام الأكثر حظا في تسلم السلطة لو بقي والده في الحكم، وهو ما تسعى موسكو إلى تحقيقه الآن.
وقالت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها، إن الرئيس الروسي يستعين بالمقرب منه يفغيني بريجوزين، والذي يعرف أيضا باسم “طباخ بوتين”، من أجل المساعدة على إعادة الزخم لنجل الزعيم المخلوع معمر القذافي بهدف جعله زعيما للبلاد، التي يتصارع فيها حاليا كل من خليفة حفتر وفايز السراج.
وكان سيف الإسلام متحصنا بعد ثورة الشعب على والده وقتله في 2011، في منطقة قريبة من الزنتان قبل أن يلقى القبض عليه، ويخضع للمحاكمة، كما أنه يعتبر هاربا من المحكمة الجنائية الدولية.
وسيف الإسلام القذافي (46 عاما) مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ابتداء من 15 فبراير 2011 خلال قمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد حكم والده.
واعتقل سيف الإسلام في نوفمبر 2011 في الجنوب الليبي. إلا أن المجموعة المسلحة التي تحتجزه أعلنت في يونيو 2017 إطلاق سراحه، لكن هذا الأمر لم يتأكد، ولا يزال مصير الرجل مجهولا.
وكشفت المعلومات التي توصلت إليها الوكالة، أن مكسيم شوغالي، وهو مستشار مخضرم في مجال الانتخابات برفقة مترجم له اسمه سمير سيفيان، كانا قد التقيا مع سيف الإسلام وعرضا عليه تحقيق ذلك، وألمحوا إليه بأن موسكو ترغب بعودة النظام السابق القوي.
وأجرى شوغالي ثلاثة لقاءات مع نجل القذافي، الذي قدم، في المقابل، معلومات ووثائق تتعلق بتقديم والده الدعم المالي لبعض السياسيين والحملات الانتخابية في الدول الغربية، ناهيك عن الإشارة إلى أن قرابة 80 في المئة من الموالين لحفتر، هم من أنصاره.
كما تباحث الطرفان في دور شركة فاغنر الروسية، التي لديها مجموعات مسلحة في ليبيا، بحجة تقديم الاستشارات السياسية، لكن الحقيقة أن لها دورا عسكريا هاما، وساعدت حفتر أكثر من مرة في التصدي لهجمات من القوات التي تتبع فايز السراج.
وعرض سيف الإسلام على شوغالي، الذي قبضت عليه قوات السراج، تقديم قائمة بأسماء القادة العسكريين غير الموثوق بهم لموسكو، وإمكانية التوسع في الاعتماد على شركة تدير ميليشيات تابعة لروسيا وعناصرها من الجنسية السودانية.
وتكشف الوثائق، بحسب بلومبيرغ، حجم نشاط روسيا في ليبيا ومحاولة موسكو تحييد كل ما يتعلق بالولايات المتحدة في البلد النفطي الذي تمزقه الانقسامات.
وكانت موسكو منذ بداية الأزمة في ليبيا تعمل مع جميع الأطراف وتدعمهم وتحاول الترويج لعودة سيف الإسلام وذلك قبل أن تتحول إلى دعم خليفة حفتر شرقي البلاد.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تشهد ليبيا حالة من الفوضى، ومنذ 2015 تتنازع سلطتان الحكم؛ حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج ومقرها طرابلس، وحكومة موازية يدعمها المشير حفتر في شرقي البلاد.
ولا يعترف حفتر بشرعية حكومة السراج، التي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات بإشراف الأمم المتحدة في ديسمبر 2015، وتشن قواته هجوما منذ أبريل 2019 بهدف السيطرة على طرابلس.
وفي 12 يناير، دخلت هدنة بين طرفي النزاع حيز التنفيذ، إلا أنها تنتهك بانتظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى