استفتاء نخبوي حول مستقبل رئاسة حركة حماس بين هنية أو مشعل

غزة – موقع أمد/ محمد عاطف المصري

من المقرر ان تجري حركة حماس انتخاباتها الداخلية العام القادم حسب ما هو معمول به في اللوائح الداخلية للحركة، حيث تجري الانتخابات كل أربع سنوات للمجلس الشورى للحركة، ومن ثم يتم انتخاب المكتب السياسي ورئيسه.

مصادر بداخل الحركة أكدت أن هناك تياراً في “حماس” يدفع باتجاه رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل مرة أخرى عبر ترشحه في الانتخابات المقبلة، لكن مشعل المقيم حاليا في الدوحة يرفض حتى الآن، ولم يرشح نفسه في الانتخابات الماضية لأن النظام الداخلي للحركة لا يتيح لأي شخص الترشح مجدداً، إذا تولي هذا المنصب لأكثر من دورتين متتاليتين.

ويراهن مناصرو مشعل في الحركة، على أنه سيعود لقيادتها في المرحلة المقبلة، بحسب ما ذكرت مؤخرا صحيفة الشرق الأوسط السعودية.

“امد” اجرى الاستطلاع التالي، حول هذا الموضوع، مع باقة من الكتاب والمحللين السياسيين..

*من جانبه استبعد الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الستار قاسم وجود هذا التوجه داخل أوساط الحركة، مؤكدًا ان خالد مشعل له كلمة قوية وتأثير كبير داخل الحركة، والعديد من القيادات الحمساوية يستمعون له ويأخدون برأيه، لكني لا أتوقع بالانتخابات القادمة ان يكون رئيسا للمكتب السياسي، رغم ان هذا الأمر غير مستبعد.

وقال قاسم : عند طرح هكذا أمر يجب المقارنة مع عمل هنية، حيث حركة خالد مشعل كونه هو بالخارج ايسر واسهل من حركة إسماعيل هنية،والمفتروض ان حركته أوسع وعملية التواصل مع العالم سهلة، ومؤخرا هنية قام بجولة ووصل موسكو وغيرها من الدول لكن هذا لا يكفي.

وأردف ما زال هنية يتعرض لضغوط خاصة من البلدان العربية وملاحقات، أما خالد مشعل فلديه منافذ أوسع في إقامة العلافات.

ولفت في حال قرر هنية طرح نفسه مجددا بالانتخابات القادمة فاتوقع انه سيفوز، مستبعدا ان يتنافس هنية ومشعل ضد بعضهما، وفي حال بدء الأجواء الانتخابية نستطيع تقييم الأمور اكثر بعد ملاحظة اتجاه الحراك داخل الحركة، أما الان يصعب على الجميع القراءة.

وأكد أن هنية قادر على إقامة علاقات عامة، لكن مقيدة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، لكن مشعل يتمتع بحرية الحركة أكثر، ومعيار الحركة أحد عوامل النجاح ولكن ليس هو العامل الحاسم.

* الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب المقرب من حركة حماس، كان له رأي اخر حيث أكد ان توجهات عودة خالد مشعل لرأس الهرم قائمة بقوة، بل وتتزايد نظرا لامتلاكه كاريزما سياسية مؤثرة وعلاقات دولية قوية ومتطورة مع كثير من الدول المؤثرة في المنطقة.

وقال الغريب: من المعروف أن خالد مشعل يمتلك من العلاقات العربية والإسلامية والدولية ما لا يمتلكه أي قيادي في حركة حماس بحكم الفترات المتتالية التي قاد بها حركة حماس والعلاقات الكبيرة التي استطاع، أن يبنيها خلال المرحلة الماضية بل واستطاع أن يحافظ على قوة وحضور حماس في محطات صعبة مرت بها الحركة على المستوى السياسي العربي والاسلامي والدولي.

وأضاف ان تجربة المكتب السياسي لحركة حماس الحالي بقيادة إسماعيل هنية وما مرت بها من محطات صعبة ومعقدة بحكم ظروف محيطة في المنطقة لربما قيد من حركة رئيس مكتبها السياسي على مدار ثلاثة أعوام من الحضور الخارجي، الذي يعتبر من الضروريات لدي حركة حماس، لكنه استطاع بالنهاية كسر هذا الفيتو والخروج بجولة خارجية لعدة دول وهذا مهم جدا لحركة حماس.

وفي قراءة لانتخابات حماس الداخلية القادمة، بيّن الغريب أن هناك أفكارا جديدة طرحت خلال الفترة الماضية على النظام الداخلي، لكنها لم تقر أو تعتمد بعد، وحال قرارها سيتم عقد الانتخابات وفق الأنظمة واللوائح التي يقرها مجلس شورى الحركة.

وحول أمكانية تأجيل الانتخابات وتمديد ولاية المكتب السياسي الحالي، توقع الغريب ووفق ارهاصات أولية تشير إلى توجهات قد تفضي إلى تمديد ولاية المكتب السياسي الحالي لفترة ثانية، وأن يبقى هنية رئيسا للمكتب السياسي خلال الدورة الجديدة، حيث ترى قيادة حماس الحالية ضرورة أن يكون الثقل الحقيقي للحركة في قطاع غزة لاعتبارات كثيرة أهمها مواجهة كل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقة ترامب، خاتما بالقول كل هذا ما لم تحدث مفاجآت قد تفرزها صناديق الاقتراع حال جرت انتخابات حماس الداخلية بشكل حقيقي.

* الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني قال أن مسألة من يقود حركة حماس هي  مرتبطة بالعملية الديمقراطية التي تجري بشكل دوري كل أربع سنوات، وبذلك بعد ان تنتخدب قواعد حماس مجلس شورى، فمجلس الشورى هو من سيقرر.

وأكد الدجني  أن خالد مشعل له كاريزما وله تجربة طويلة وممتدة في قيادة حركة حماس، وبذلك لديه فرص كبيرة، ومن تتبع سلوك مشعل بعد أن انتهت ولايته الأخيرة ووصول هنية، كان واضحا انه ظل مرتبطا بالعمل السياسي والدبلوماسي الذي يصب في صالح حركة حماس، وأكد ان التنافس بشكل أكبر سيكون بين إسماعيل هنية وخالد مشعل، ولكن قد يدخل على خط التنافس شخصيات أخرى مثل موسى ابو مرزوق وربما شخصية غير معروفة وربما يحيى السنوار، ولكن فرصة الأخير ستكون الاقل في ظل ان من ينتخب رئيس الحركة هي الاقاليم الأربعة، الضفة وغزة والسجون والشتات، وبذلك من يعمل في الساحات الخارجية ربما يكون الأكثر حضورا والأكتر قبولا لدى القواعد وكوادر حركة حماس.

واردف بالقول ربما فترة ولاية هنية لاسيما التي قضى الفترة الأكبر فيها في قطاع غزة، لم تكن بالمستوى المطلوب بالنسبة لحركة حماس، اي بمعنى وجود قائد الحركة في الداخل هذا يعني أن حماس تحاصر نفسها في قطاع غزة، رغم أن لها بعض المزايا المتعلقة بتحررها من أي ضغوط اقليمية في حال أقام رئيس المكتب السياسي في دولة هنا او في دولة هناك، لكن التجربة تؤكد أن حركة حماس خلال فترة هنية حاصرت نفسها في قطاع غزة.

وتابع، أن الفترة القصيرة التي خرج فيها هنية حقق انجازات مهمة لاسيما زيارته لتركيا ولقطر ولمصر ولروسيا وماليزيا وربما سيزور جنوب إفريقيا ولقاءات مهمة، وهذا ما تريده قواعد حماس، أن ترى الحركة تقود دبلوماسية تخدم القضية الفلسطينية؛ تواجه صفقة ترامب وتعزز من مكانة الحركة، وتنقذ الحركة من أزمتها المالية والاقتصادية والسياسية وتعزز من حضور حماس في المحافل المحلية والاقليمية، كل ذلك ربما بات واضحا، وبذلك ومسالة من سيكون رئيسا للمكتب السياسي المرحلة القادمة ستحسم حماس هذا الاتجاه ان يكون خارج قطاع غزة، وحسب وجهة نظري فأن بقى هنية بالخارج ربما ستكون فرصه لا تقل عن فرص مشعل وربما تفوق.

وأكد أن هنية له من الانجازات كالعلاقة مع مصر، وفي فترته رممت العلاقة مع دحلان وبما لا يمس من تعقيدات شبكة علاقاتها الإقليمية في قطر وتركيا، وهذا يسجل لهنية اللعب على خيط رفيع في العمل السياسي، ولكن أيضًا الطموح أكبرحيث سيواجه صفقة ترامب التي تعصف بالقضية ووضع قطاع غزة ومخاطر الحصار، وأيضًا مخاطر فيروس الكورونا والتجهيزات التي ممكن ان تعصف بغزة بالإضافة إلى ملف المصالحة الفلسطينية.

وحول إمكانية تأجيل الانتخابات وتمديد ولاية هنية، استبعد الدجني الذهاب لهذا الخيار، حيث ان حماس منتظمة في الفترات الاخيرة بعقد انتخاباتها ولا تمديد لأي شخص، فهناك نضج ووعي سياسي كبير في اوساط وقواعد حركة حماس، والتدافع مهم جدا في أن يكون هناك مكتب سياسي جديد ولجنة تنفيذية جديدة بقيادة الحركة، ولا اميل إلى التمديد الا إذا كان هناك اعتبارات كبيرة ترتأيها حركة حماس بضرورة التاجيل.

وأشار الى ان تجربة خالد مشعل الطويلة واللقاءات الكبيرة التي عقدها مع دبلوماسيين غربيين وأمريكيين ومن كل العالم اعطته مهارة سياسية وعمقا وقدرة على التفكير وعلى إدارة الأمور، ولكن هذا لا يعني ان مشعل هو سوبرمان حماس، وفي زمنه سجلت بعض الاخفافات فيما يتعلق بالعلاقة مع سورية ومع مصر.

وفي السياق قال: ان مشعل كانت تربطه علاقات قوية وحميمة مع المملكة العربية السعودية وقد التقى مع محمد بن سلمان وكان لقاءا ناضجا وكبيرا ومهما بين الرجلين، وفي حال وصل السيد مشعل سيتم التفكير باعادة العلاقة مع السعودية، ولكن وجود حماس في قطر يفرض عليها بعض تعقيدات الاستقطاب مع السعودية والامارات ومصر.

* الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العقاد قال: ان إمكانية عودة مشعل يقررها التنظيم فهو الذي سيختار وليس مشعل، ومن المبكر أن يتم استطلاع الرأي التنظيمي لمن سيكون ، والاعتبار الآخر أن الانتخابات لم يحن استحقاقها بعد، تقريباً بقي لها سنة.

واشار العقاد الى ان خالد مشعل شخصية وازنة ولها تقديرها واحترامها في أوساط الكوادر الحركية في كل الساحات، وتلقى قبولاً عند قوى اقليمية ودولية، لكن مثل هذه المواصفات قد تتكرر في شخصيات أخرى في الحركة مثل هنية ،صالح العاروري، و يحيى السنوار وإن كان كل منهم يتميز بميزة تقدمها الظروف الموضوعية.

وحول إمكانية تأجيل الانتخابات، قال العقاد طالما أن الظروف تسمح بانعقاد الانتخابات فليس هناك ما يمكنه أن يمنعها، وكل الأسماء التي ذكرتها يمكن أن يقع الاختيار على أي واحد منهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى