واشنطن وحركة طالبان توقعان اليوم اتفاقا تاريخيا للسلام في افغانستان بعد 18 سنة من الحرب/ فيديو

فرانس24
وقعت الولايات المتحدة، اليوم السبت في الدوحة، اتفاقا تاريخيا مع حركة طالبان الأفغانية يمهد الطريق لسحب آلاف الجنود الأمريكيين من هذا البلد الفقير خلال فترة زمنية من 14 شهرا.

ويأمل الأفغان أن يؤدي الاتفاق لإنهاء أربعة عقود من النزاعات، وفتح باب الحوار بين حكومة كابول والحركة المتشددة بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير.

ووقع الاتفاق المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد، ورئيس المكتب السياسي للحركة ونائب زعيمها الملا عبد الغني برادر بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وممثلين عن عشرات الدول.

وتصافح الجانبان وسط صيحات “الله أكبر” بين ممثلي حركة طالبان الحاضرين.

وبحسب المسؤولين، فإن التحدي الرئيسي يكمن في صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية والمعارضة والمجتمع المدني في ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وستتبادل الولايات المتحدة وطالبان آلاف الأسرى قبل انطلاق المفاوضات الأفغانية، وفقا للاتفاق.

وحث وزير الخارجية الأمريكي طالبان على الالتزام “بوعودها بقطع العلاقات” مع تنظيم القاعدة ومواصلة محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقال بومبيو أمام ممثلين عن الحركة قبيل توقيع الاتفاق في فندق فخم في العاصمة القطرية “التزموا بوعودكم حيال قطع العلاقات مع القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى وواصلوا محاربة تنظيم الدولة الاسلامية حتى الانتصار عليه”.

واستكمالا لاتفاق الدوحة، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان وسلطات كابول بحلول 10 آذار/مارس.

وقال مسؤول إن “الاتفاق ينص على تاريخ 10 آذار/مارس، لكن علينا أن نكون واقعيين”، بينما رجح مسؤول آخر أن تبدأ المفاوضات في النصف الأول من آذار/مارس وأن تعقد في أوسلو.

وكان مسؤولون من حركة طالبان الأفغانية قد اعلنوا في ةقت سابق إن وفداً من الحركة يضم 31 عضواً قد وصل إلى قطر، اليوم السبت، للتوقيع على اتفاق لانسحاب القوات الأميركية من البلاد، والذي من شأنه أن يضع نهاية للحرب في أفغانستان.

وقال المتحدث باسم “طالبان” ذبيح الله مجاهد إن الحركة أمرت جميع المقاتلين بالتوقف عن شنّ أي هجوم انتظاراً للتوقيع على الاتفاق، آملاً أن تلتزم واشنطن بتعهداتها السلمية.

وحضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امس الجمعة، الأفغان على “اغتنام فرصة السلام”، قائلاً: “إذا كانت طالبان والحكومة الأفغانية على مستوى الالتزامات، سنمضي قدماً لوضع حد للحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى الوطن”.

وسبق هذا الاجتماع هدنة لمدة أسبوع بدأت في 22 الشهر الجاري، وشكلت شرطاً مسبقاً لتوقيع اتفاق بين الولايات المتحدة و”طالبان” اليوم.

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان قد أشار إلى الوعد الذي قطعه ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016 بسحب الجيش من أفغانستان الذي يشهد أعمال عنف، حيث لم يعد الوجود الأميركي فيه يحظى بشعبية.

وقال بومبيو إن “الولايات المتحدة لاحظت انخفاضاً كبيراً في العنف في أفغانستان خلال الأيام الستّة الماضية، مشيراً إلى أن واشنطن تراقب عن كثب إذا ما كانت ايران ستقوم بتحرّكات أكثر نشاطاً لتَقويضِ جهود أميركا للسلام والمصالحة في أفغانستان”، بحسب تعبير بومبيو.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى