دونالد ترامب ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي … ” وافق شنّ طبقه “

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الهند صباح الإثنين 24/ 2/ 2020 في زيارة لأكبر دولة ديموقراطية في العالم، واحتلت زيارته التي استمرت 36 ساعة وطريقة الاستقبال والحفاوة المبالغ فيهما موقعا مهما لدى وسائل الاعلام الهندية والعالمية؛ فقد اصطف عشرات الألوف من الهنود في الشوارع التي مر منها موكب ترامب، وحضر هو ومضيفه رئيس وزراء الهند مودي تجمعا حاشدا في مدينة أحمد آباد بمشاركة أكثر من مئة ألف شخص في أكبر ملعب كريكت في العالم تم تدشينه بهذه المناسبة.
مودي وأنصاره أقاموا هذا التجمع الذي أطلق عليه ” ناماستي ترامب” التي تعني ” تحية لترامب ” ردا على مهرجان مماثل أقامه الرئيس الأمريكي لمودي في هيوستن بولاية تكساس في أيلول/ سبتمبر الماضي احتفاء به خلال زيارته للولايات المتحدة، وحمل اسم ” هاودي مودي” التي تعني ” تحية لمودي” باللهجة التكساسية.
وقال ترامب في بداية الزيارة إن ” أمريكا تحب الهند، وتحترم الهند، وستكون دائما وفية للشعب الهندي.” ليجامل الرئيس الأمريكي المسؤولين والشعب الهندي كما يشاء، لكن الحقيقة هي أنه لا يؤمن إلا بالقوة، ولا يفهم إلا لغة المصالح وخاصة المصالح الأمريكية، ولهذا فإنه ركز خلال زيارته على المحاور الرئيسية التالية: الدفاع والأمن، التجارة، تقوية العلاقات بين البلدين، والتصدي للنفوذ الروسي والصيني في المنطقة.
الإدارة الأمريكية تدرك أن للهند مكانة ودورا هاما في المنطقة وعلى الصعيد الدولي؛ ولهذا فإن هذه الزيارة تعتبر مهمة جدا بالنسبة للبلدين وللزعيمين الأمريكي والهندي: ترامب حاول ان يستغلها لتقوية العلاقات بين البلدين، ومن ثم الاستفادة من تلك العلاقات الجيدة في الحصول على أصوات نصف مليون من الناخبين الأمريكيين من أصل هندي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، ولإظهار نفسه للشعب الأمريكي كزعيم مرحب به في الهند، الدولة الديموقراطية الأكبر في العالم، التي يريد ها ان تصبح شريكا تجاريا وعسكريا واستراتيجيا رئيسيا لأمريكا وإبعادها عن روسيا؛ ولهذا كان الرئيس الأمريكي حريصا على تتويج التعاون العسكري بين البلدين ببيع الهند أسلحة بقيمة 3 مليارات دولار ، وعلى محاولة تشكيل محور استراتيجي أمريكي هندي جديد لمنع أو، على الأقل، عرقلة تمدد الصين، عدوة البلدين، في المنطقة وفي العالم.
أما مودي فكان يهدف إلى استغلال الزيارة لزيادة التأييد الشعبي لحزب ” بهاراتا جاناتا ” الحاكم الذي يرأسه من خلال تعزيز الشراكة بين بلاده والولايات المتحدة، ويعتقد ان زيادة التبادل التجاري والتعاون العسكري والعلمي بين البلدين يخدم الاستراتيجية الهندية الطموحة لتطوير الصناعة والزراعة والجيش وتحويل الهند الى دولة عظمى خلال السنوات القليلة القادمة، ويساعدها في تعاملها مع مشاكلها المزمنة مع الصين وباكستان.
ترامب ومودي انتهازيان عنصريان معاديان للإسلام والمسلمين؛ فقد وقف مودي وضيفه يتبادلان المديح أمام كاميرات محطات التلفزة التي كانت تبث الحدث مباشرة، وأمام الحاضرين في الملعب من الهندوسيين المتعصبين الذين يشكلون جزأ من قاعدة حزب مودي العنصري الطائفي، وكان منظرا مهينا للمسلمين في كل مكان، وخاصة لمسلمي الهند الذين يعانون من إعادة توصيف المواطنة الهندية على أسس عرقية عنصرية تشبه قانون ” القومية ” الإسرائيلي، وتلتقي مع إجراءات ترامب العنصرية ضد المهاجرين، ومنعه المسلمين في عدد من الدول من الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكما ذكرت صحيفة ” واشنطن بوست ” في الوقت الذي كذب فيه ترامب بالقول إن مودي ” يبذل جهدا ممتازا لحماية الحرية الدينية، كانت تدور في العاصمة نيودلهي أسوأ اشتباكات بين المسلمين والهندوس قتل خلالها 19 شخصا وجرح ما يزيد عن 150.” لا غرابة في تفاهم وصداقة ترامب ومودي، فكلاهما من ” نفس الطينة ” العنصرية، وينطبق عليهما المثل الشعبي المعروف ” وافق شنّ طبقه.”

ز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى