آه يا حلب العز والمجد والحضارة والتاريخ

بالرغم من ارتكاب العصابات الإرهابية المجرمة مجازرها البشعة طيلة السنوات في القطر العربي السوري بعامة وبمدينة حلب بخاصة، خدمة للولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة والدول الغربية الاستعمارية ودول إقليمية تركيا وأنظمة عربية حيث كانت المتعهد لتنفيذ أهداف ومشاريع هذه الدول ومن يسير على نهج هذه الدول الضالعة في الحرب الكونية القذرة ضد سورية الدولة بكل مكوناتها حرق التاريخ والحضارة في حلب عبر إحراق الأسواق التجارية ذات الطابع التراثي والتي تتميز بها مدينة حلب العريقة. وقد لجأت هذه العصابات الإجرامية إلى أسلوبها في التفجير الذي تلجأ إليه عندما تفشل في تحقيق أهدافها عبر العصابات المسلحة التي تحاول السيطرة على المدن والبلدات وهذا ما حصل فعلا في مدينة حلب عندما تصدى الجيش العربي السوري والحلفاء والاصدقاء وافشلوا مخططاتها في الوصول إلى مثل هذه السيطرة على حلب التي حققت الانتصار عليهم جميعا.
لسنا بحاجة للدلالة على أن الإرهاب سياسة يلجأ لها المعسكر الأمريكي الصهيوني الأردوغاني لمعاقبة الدول العدوة أو تلك التي لا تنصاع لسياساتها ومشاريعها الاستعمارية، وتأتي سورية طبعا في مقدمة هذه الدول، وقد كانت الجماعات التكفيرية الوهابية السوداء الأدوات التي فرضتها الجهات المعادية لسورية لمعاقبة سورية شعبا ودولة عبر إقدام هذه الجماعات على ارتكاب أبشع أنواع القتل والتدمير والخراب وترويع المواطنين العرب السوريين الآمنين. ولنا أن نتساءل، هل الجهات التي تدعي الحرص على سورية والشعب العربي السوري بحاجة إلى إزهاق كل هذه الأرواح والدماء والتدمير وإنزال الخراب في حلب ودمشق وحمص وحماة وادلب ودرعا ودير الزور وغيرها من المدن والقرى السورية من اجل ديمقراطية مدعاة؟ مثلما نسأل الذين يدعون الحرص على الشعب العربي السوري هل ما زالت معرفة حقيقة المشروع المؤامرة الذي يستهدف سورية الدولة ودورها السياسي المقاوم بحاجة إلى المزيد من العمليات الإرهابية وسفك الدماء؟
وأي ظلم أفدح من إنزال اشد أشكال التدمير بالمباني والمؤسسات الحكومية ومنازل المواطنين الآمنين وقتلهم ونهب أموالهم وانتهاك حرماتهم وقتل نسائهم وأطفالهم وهذا ما ظهر في مدينة حلب بعد تحريرها من هؤلاء الارهابيين المجرمين والإقدام على عمليات إرهابية بشعة تهدف إضافة إلى هذا كله تمزيق الوطن السوري؟ أي إجرام وظلم اكبر من اغتيال الحقيقة ودعم العصابات الإرهابية المعتدية وتزويدها بالمال والسلاح والتدريب على كل أدوات القتل والدمار وتشجيعهم على الإمعان في الإثم والعدوان وإنكار حق المعتدى عليه بالدفاع عن النفس والشعب والوطن؟ ونسأل أيضا، هل بعد كل هذه المجازر والهدم والتخريب للمؤسسات الوطنية الذي استهدف المدن السورية بعامة ومدينة حلب الحضارة والتاريخ بخاصة إرهاب اشد مما يرتكب؟ كما نسأل هل الولايات المتحدة الأمريكية ومن يتبعها من الدول الإقليمية وأنظمة عربية التي تدعم الإرهابيين وتدفعهم لارتكاب الإرهاب والظلم والعدوان بكل أشكاله جهات تعمل على مكافحة الإرهاب كما تدعي أم هي من تقوم بصنع الإرهاب ودفعه لممارسة ابشع انواع القتل والاجرام؟
ثم نسأل أيضا كل الذين يساعدون جماعات الإرهاب الذين يذبحون ويدمرون ويخربون ويقتلون أبناء شعب سورية الصامد الذي يقاوم العدو الصهيوني وكل المشاريع الأمريكية- الصهيونية الاستعمارية ويضحي بدماء أبنائه من اجل قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية أين انتم من فلسطين والدفاع عن مصالح الأمة العربية عندما تقفون مع الإرهاب والإرهابيين وتقدمون لهم الدعم غير المسبوق وكذلك من يطلقون على أنفسهم زورا وبهتانا معارضة وهم في حقيقة الأمر ينفذون تعليمات وتوجيهات أعداء الأمة؟ ثم نسأل اردوغان ومعه الولايات المتحدة الأمريكية، من هي الدول الإرهابية المارقة الشريرة، أهي تلك التي تدعم الإرهاب والإرهابيين المجرمين القتلة وتزودهم بالمال والسلاح وتسهل لهم الطريق لارتكاب مجازرهم أم تلك الدول التي تتعرض لإرهابهم وإجرامهم؟
وبعد هذه التساؤلات، نتوقف عند الهجمة الاعلامية الشرسة التي رافقت معركة حلب، والتي استهدفت عبر التضليل والتزوير واختلاق الاكاذيب والاباطيل الضالة والمضللة رفع المعنويات المنهارة للعصابات الارهابية المهزومة مثلما تستهدف معنويات اهل حلب الصامدين وحيث جاءت النهاية بتحرير حلب أرضا ومدناً وقرى وتحقيق الانتصار كما رافقت هذه الحملة فشل هذه العصابات الارهابية المدعومة من الاسياد في الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني والنظام التركي تحقيق هدف خرق الحصار الذي يفرضه الجيش العربي السوري ومعه الحلفاء والأصدقاء على مواقع للجيش التركي المحتل.
حلب الشهباء، حلب العز والكرامة والإباء والحضارة حققت النصر بصمودك وشموخك. نعم ، سوف تبقى حلب كما كانت رمزا للحضارة والتاريخ رغم كل العمليات الإرهابية الإجرامية الدموية البشعة التي تستهدف سورية الشعب والوطن والدولة، سورية الجغرافيا والسياسة والدور والموقف السياسي المقاوم لا لم ينالوا من حلب واهل حلب الصامدين المقاومين وها هو تحرير حلب من العصابات الارهابية قد حصل كما لن ينالوا من سورية المتمسكة بثوابتها الوطنية والقومية، المتمسكة بقرارها السيادي المستقل، ستبقى الدولة المقاومة والداعمة للمقاومة، لن ترضخ أو تلين، لن ينال منها الإرهاب الذي سيزيدها إصرارا على المقاومة ومواجهة المشاريع الأمريكية والصهيونية والتركية التي تستهدف الأمة العربية وستبقى سورية العربية بشعبها وجيشها وقيادتها المدافع عن قضايا الأمة العربية والسد المنيع الذي يتصدى لكل المؤامرات والمشاريع والمخططات المعادية مهما بلغت شدتها.
صنعت حلب التاريخ المجيد وتعود لتصنع هذا التاريخ، انتصرت حلب على الوجع والألم، قدمت الدم فأينع نصرا يفتح الطريق امام النصر الكبير والقريب.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى