الخلود للشهداء.. دفن جثمان الشهيد شادي بنا في حيفا بمشاركة 35 شخصا فقط بموجب شروط الاحتلال

 

الناصرة – وكالات

شيّع عشرات الفلسطينيين في مدينة حيفا، شمال فلسطين المحتلة عام 48، فجر اليوم الخميس، جثمان الشهيد شادي بنا (45 عاما)،بطل العملية الفدائية الجمعة الماضية؛ والتي وقعت في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، واستهدفت عددًا من عناصر أمن الاحتلال.

وقالت مصادر فلسطينية في حيفا إن سلطات الاحتلال فرضت على عائلة بنا دفن جثمانه فجر اليوم بشرط ألا يتجاوز عدد المشيعين 35 شخصا.

وأشارت إلى أنه جرى دفن جثمان بنا في المقبرة الإسلامية بكفر سمير، وسط إجراءات وقيود أمنية مشددة.

وكان “بنا”، قد استشهد يوم 6 شباط/ فبراير الجاري برصاص الشرطة الإسرائيلية في منطقة باب الأسباط بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، بعد زعم الاحتلال إطلاقه النار على أفراد الشرطة ما أدى لإصابة أحدهم.

وكانت مصادر إعلامية عبرية قد كشفت النقاب عن أن وزير أمن الاحتلال الداخلي، جلعاد إردان، أوصى بِعَدَم تسليم جثمان الشهيد شادي بنا؛ من مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 48، وهو منفذ عملية إطلاق النار الفدائية التي وقعت في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، يوم الجمعة الماضي.

وقالت القناة 12 العبرية، إن إردان بعث برسالة إلى مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة، أوصى فيها بعدم تسليم جثمان الشهيد بنا لذويه، “منعًا لتحوليه إلى رمز ذي أهمية وقيمة لدى منظمات المقاومة”.

وذكرت القناة أن توصية إردان استبقت جلسة الاستماع التي من المقرر أن تعقدها المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الخميس، للنظر في تسليم ذوي بنا جثمانه.

وأشارت إلى أن الغرض من التوصية التي قدمها إردان هو دفن الجثة في مقابر الأرقام (المقابر السرية التي أنشأتها إسرائيل من أجل دفن جثامين الضحايا والأسرى بها)، حتى يتم استخدامه كورقة مساومة في صفقة مستقبلية لتبادل الأسرى.

وادعى إردان في رسالته أن “الهجوم الذي نفذه شادي بنا هو حادث إرهابي غير عادي بسبب خصائصه وظروفه”. موضحًا أنه “في الآونة الأخيرة، كان هناك توتر كبير في الحرم القدسي، وتم تسجيل نشاط عنيف إلى حد كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نشر صفقة القرن”.

وأضاف: “من بين أمور أخرى، عاد الناشطون من شمال البلاد (فلسطينيو فلسطين المحتلة عام 48) إلى تعميق علاقتهم بالقدس، وكثف المواطنون العرب من المناطق الشمالية من حضورهم بالمئات لتأدية صلاة الفجر في المسجد الأقصى مع التركيز على أيام الجمعة والمشاركة في المسيرات والدعوات والمنشورات ذات الطبيعة القومية”.

وشبه إردان عملية إطلاق النار التي نفذها بنا، بالاشتباك المسلح الذي شهده المسجد الأقصى في تموز/ يوليو 2017 بين قوات الاحتلال والشهداء الثلاثة من أم الفحم، محمد أحمد محمد جبارين، ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين، ومحمد أحمد مفضل جبارين، الذين استشهدوا برصاص الشرطة الإسرائيلية.

وحذر من إقدام مواطنين من البلدات الفلسطينية الواقعة في مناطق الـ 48 على محاكاة مثل هذه العمليات التي تستهدف قوات الاحتلال في القدس.

وقال إن “هناك قلق حقيقي بشأن محاولات التقليد التي قد يقوم بها مرتكبون محتملون آخرون، والذين سيحاولون أيضًا التصرف بطريقة مماثلة”.

وصرح: “لقد توصلت إلى استنتاج مفاده أنه في ظل خصائص الهجوم وظروفه، يمكن تحويل جثمان بنا من قبل المنظمات الإرهابية، بقيادة حركة حماس، إلى رمز ذي معنى وقيمة في صفقة تبادل أسرى مستقبلية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى