صوت العملاء.. حملة إعلامية سعودية مسعورة على مرزوق الغانم لانه حقّر صفقة القرن والقى بها في سلة الزبالة/ فيديو

هجوم إعلامي حاد واتهامات سعودية انطلقت من كل حدب وصوب وبوتيرة متصاعدة، ضد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، بعد موقفه القوي والشجاع ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وكان لافتاً أن الحملة قادها كبار الصحفيين والإعلاميين في المملكة السعودية، ودون خشية من المحاسبة على هجومهم ضد مسؤول كويتي رفيع، فيما يُعد بعضهم من المقربين للغاية من الديوان الملكي، والمروجين لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان، في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وبينما حظي موقف “الغانم” بترحيب على نطاق واسع بين الأوساط الشعبية من المحيط إلى الخليج، إلى جانب الاحتفاء به على منصات التواصل الاجتماعي، كان للسعوديين رأي آخر؛ إذ هاجموا الرجل بشدة وانتقدوا أسلوبه في الدفاع عن القضية الفلسطينية، قضية العرب الأولى.
ولم يكتفِ هؤلاء بذلك؛ بل اتهموه بـ “الاستعراض أمام الكاميرات”، و”لبس ثوب البطولة”، كما وصموه بـ”الشعبوية”، بعيداً عن الطرح الدبلوماسي، فيما اتفقوا على أن موقف الغانم “لن يؤثر بأي حال من الأحوال على خطة السلام الأمريكية”، المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”.
ويعكس تصرُّف الصحفيين السعوديين موقف بلادهم الرسمي من الصفقة، التي سارعت إلى تقدير جهود الرئيس ترامب في “صفقة القرن” بعد ساعات من إعلانها، داعيةً في بيان لخارجيتها، إلى بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي ضوء التطورات المتسارعة، يتساءل البعض حول سر الهجمة السعودية الممنهجة ضد أحد أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، وما الهدف منها؟ وما هي رسالتها؟ وما إذا كانت تستهدف قمع أي رأي معارض للخطة الأمريكية، التي أجحفت كثيراً بحقوق الفلسطينيين التاريخية.
ماذا فعل “الغانم”؟
وكان المسؤول الكويتي البارز قد ألقى أوراقاً تحمل تفاصيل خطة ترامب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في سلة القمامة، خلال الاجتماع الطارئ للاتحاد البرلماني العربي لدعم القضية الفلسطينية، الذي احتضنته عمان اول امس السبت.
وقال الغانم إن المكان الحقيقي للصفقة هو “مزبلة التاريخ”، ملقياً بالملف الذي كان يحمله في يده في سلة تحت قدميه.
وما إن أنهى الغانم كلمته وألقى الوثائق في سلة المهملات حتى دوى تصفيق رؤساء مجالس نواب الدول العربية في القاعة ترحيباً بما قام به.
ورداً على خطة ترامب، عرض الغانم “صفقة قرن رائعة”، تقوم على ترك اليهود للمقدسات الإسلامية والرحيل عن أرض فلسطين المباركة، مقابل حزم مالية أضعاف ما هو معروض حالياً، وهو ما يعكس الموقف الكويتي الصارم الرافض للمس بالقضية الفلسطينية.
موقف كويتي ثابت
وقبل الواقعة، رفض مجلس الأمة الكويتي “صفقة القرن” وندد بها في بيان تلاه رئيسه الغانم، الأربعاء (5 فبراير 2020)، داعياً الحكومة الكويتية إلى “الاستمرار في الموقف الرافض للمشروع الذي يتضمن تنازلاً مرفوضاً عن الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية في الأراضي المحتلة”.
كما دعا في البيان إلى موقف رسمي عربي وإسلامي ودولي، مشدداً على رفضه “الصفقة الخاسرة”، ودعمه لثبات “ورباط الشعب الفلسطيني في أرضه المباركة”.
وأكد المجلس أهمية “تكاتف الجهود الشعبية الوطنية والعربية والإسلامية في نصرة الشعب الفلسطيني وتعريف شعوب العالم الحرة بالجرائم المتواصلة والانتهاكات المستمرة لدولة الاحتلال”.
وأشاد بالموقف المبدئي للقيادة السياسية الكويتية، وعلى رأسها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من القضية الفلسطينية، وكل الحكومات والبرلمانات التي اتخذت مواقف مناهضة “لما يسمى بصفقة القرن”، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ “موقف أكثر عدلاً وإنصافاً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة”.
موقف سعودي متشنج
ولم يرق موقف الغانم، الذي حظي بإشادة واسعة في مختلف الأوساط الشعبية العربية، للصحفيين المقربين من ولي العهد السعودي، حيث شنوا هجوماً شرساً ضد المسؤول الكويتي.
وحاول هؤلاء التقليل من شأن موقف الغانم؛ إذ اتهموه بـ”اصطناع موقف بطولي أمام عدسات الكاميرات”، واعتبروا ما قام به لا يعدو كونه “استعراضاً شعبوياً”.
وسخر كتاب سعوديون من رئيس البرلمان الكويتي، وشبهوا ما قام به بتصرفات الزعيم الليبي السابق معمر القذافي من جهة، ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي من جهة أخرى.
ما السبب؟
وفي هذا الإطار، يقول المحللون السياسيون إن الهجوم الشرس على رئيس البرلمان الكويتي من قبل السعودية كان “متوقعاً”، نظراً لان الموقف الكويتي بشكل عام يُحرج السعودية والإمارات والبحرين؛ لأنه موقف “غير تطبيعي، وله شعبية داخل الرأي العام العربي”.
يضاف الى ذلك أن الموقف الكويتي يحظى بشعبية أيضاً “داخل الرأي العام السعودي”، وهو ما يُفسر الهجوم السعودي وإظهاره بأنه “انتهازي، وليس صحيحاً ودقيقاً”، كما أنه “لا يتناسب مع مصالح دول.
إشادة فلسطينية بـ”الغانم”
وبعد الموقف القوي لرئيس مجلس الأمة الكويتي من “صفقة القرن”، سارع الفلسطينيون إلى الإشادة بتصرفه، مؤكدين أنه يعبر عن مواقف وضمير الشعوب العربية الحرة.
وأمام المواقف المشرفة للكويت وأميرها، ورئيس برلمانها، احتفى الفلسطينيون في كل من قطاع غزة ومدن الضفة الغربية بهما؛ لمواقفهما الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة لـ”صفقة القرن”، بلافتات لهما في أبرز الميادين والساحات، كما غيّرت بلدية يطا، في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، اسم أحد شوارعها من “البحرين” إلى “مرزوق الغانم”.
ورفعت بلدية سلفيت العَلمين الكويتي والفلسطيني على سارية في شارع مرزوق الغانم؛ تقديراً لمواقف دولة الكويت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى