اجهزة امن السلطة (المُختَرَقة) تنصح عباس بمواصلة التنسيق الامني وعدم الرد على خطة ترامب وانتطار التطورات الإسرائيلية

كشفت وكالة إسرائيلية، إن القادة ومسؤولي الأمن في السلطة الفلسطينية يقفون في انتظار فوز حزب الأزرق والأبيض لإنهاء “صفقة ترامب”.

وبحسب وكالة TPS الإسرائيلية، يعتقد القادة ومسؤولو الأمن في السلطة الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس قد يتخذ قرارات صارمة رداً على نشر خطة السلام من قبل الرئيس دونالد ترامب ، لكنهم يدعمون تجنب اي رد فعل دراماتيكي.

وقالت الوكالة، على لسان مسؤول أمني فلسطيني حضر اجتماع قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله مساء يوم الثلاثاء الماضي ، أن السلطة الفلسطينية “لا يتعين عليها أن ترد فوراً وتتخذ قرارًا استراتيجيًا الآن”.

وتابع المسؤول الفلسطيني: يجب على السلطة الفلسطينية انتظار التطورات في وجه عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، والنزاعات في الكنيست وملفات الفساد التي تتنظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؟ بحسب الوكالة الإسرائيلية.

وانتقد المسؤول الأمني خطوات عباس وقال “إنها لا تشير إلى الهدوء”.

ووفقا لوكالة TPS فإن هذا المسؤول الأمني كان على اتصال بالأحزاب السياسية في إسرائيل، وأن قيادة السلطة الفلسطينية تنتظر انتخابات مارس / آذار تؤدي إلى آمال في فوز الحزب الأزرق والأبيض وتغيير الوضع السياسي والتي ربما تنهي “صفقة ترامب”.

وقال المسؤول الأمني ​​كذلك إن لدى السلطة الفلسطينية مجال للمناورة، وإن كان محدودا.

وأردف المسؤول: “على القيادة الفلسطينية أن تنتظر التطورات السياسية في الولايات المتحدة أيضًا، حيث يواجه الرئيس الأمريكي الاتهام، وقال إن الولايات المتحدة استغرقت عامين لصياغة الخطة وربما يستغرق الأمر سنوات لتنفيذها، على كل حال.

وفي نفس السياق، علمت TPS أنه قبل الإعلان عن خطة ترامب في واشنطن يوم الثلاثاء ، تم تزويد عباس بأربع توصيات أمنية شملت الامتناع عن تفكيك السلطة الفلسطينية، ومواصلة إجراء مفاوضات مع إسرائيل كخيار استراتيجي، وبيان مؤيد لمواصلة عملية السلام “أوسلو”، ومواصلة التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل.

هذه التوصيات هي سبب الانتقاد الداخلي في رام الله لضغط عباس نحو تجدد العلاقات بين فتح وحماس ومحادثته الهاتفية مع زعيم حماس إسماعيل هنية الليلة الماضية.

وأكد المسؤول، أن الرئيس عباس مخطئ في قراره مقابلة إسماعيل هنية، الرجل الميت سياسيًا، وأن هذا القرار ينفث الحياة في حماس، وخاصة في وقت يمكننا فيه أن نتعامل مع عوامل إيجابية في العالم.

ويقدر أن حماس ستستفيد من موقف أبو مازن لاحتياجاتها الخاصة ، وقد تلحق الضرر بالتنسيق الأمني ​​مع إسرائيل ، وهذا الاحتمال هو سبب انتقاد عباس بين كبار الضباط وبين قيادة فتح، وفقا للوكالة الإسرائيلية.

وفي بيروت علمت جريدة «الأخبار» من مصادر في حركة «فتح» أن محمود عباس، قرّر إلغاء زيارته إلى قطاع غزة، والاقتصار على إرسال الوفد الذي يرأسه عزام الأحمد وعدد من قادة «فتح» وفصائل المنظمة، والذي يهدف كما أُعلن إلى بحث المصالحة الداخلية، وهو ما أكده الأحمد في تصريح أمس، قال فيه: «عندما يجتمع الكلّ الفلسطيني ويلتقي في غزة، فكأنما الرئيس موجود… هو (عباس) على تواصل دائم مع إسماعيل هنية وأجرى معه ثلاث مكالمات».

ولفتت المصادر إلى أنه إذا أصرّت الفصائل، وتحديداً «حماس»، على حضور عباس، فسيوفد الأخير شخصية ممثلة عنه، ما يشي بالسبب وراء قراره أمس تعيين المستشار السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، نبيل شعث، «ممثلاً خاصاً لرئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير».

وبعدما كشفت «الأخبار»، عشية إعلان «صفقة القرن»، فحوى تعميمات السلطة على أجهزتها الأمنية ونيتها الإبقاء على «التنسيق الأمني»، تواصلت تقارير الإعلام العبري في اليومين الماضيين لتأكيد المضمون نفسه، وهو ما أثبته الواقع الميداني في الضفة تحديداً.

أكثر من ذلك، أعلن أمين سرّ «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير»، صائب عريقات، أننا «لا نستطيع تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي (وقف التنسيق ووقف الاتفاقات) من دون تنسيق عربي ودولي… سنردّ على صفقة القرن بالتوجه إلى الشرعية الدولية». وهنا، تكشف المصادر «الفتحاوية» أن الأجهزة الأمنية في الضفة «أوصت قيادة السلطة بعدم الدفع بالتصعيد الميداني في الضفة خشية تدهور الأوضاع والذهاب إلى انتفاضة جديدة لا يمكن السيطرة عليها»، داعية إلى «التركيز على فعاليات غزة، وعلى زيارة فتح والفصائل إليها».

ووفق تقرير في صحيفة «هآرتس» أمس، فقد أجرى مسؤولون رفيعو المستوى في «جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي» (الشاباك) محادثات مع قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية «في محاولة لمنع احتجاجات في الضفة».

وذكر التقرير أن هؤلاء المسؤولين نقلوا إلى السلطة رسائل مفادها أن «من الأفضل لهم الامتناع حالياً عن تشجيع الجمهور على الخروج والتظاهر، لأنه تصعب معرفة إذا ما كانت الخطة الأميركية ستدخل حيّز التنفيذ بعد الانتخابات في إسرائيل».

وأشار إلى أن «التقديرات في جهاز الأمن هي أن عباس لن يوقف التنسيق الأمني قريباً، وسيفضّل الانتظار من أجل رؤية تبعات صفقة القرن… عباس يعتقد أنه ينبغي التأكّد مما إذا كانت صفقة القرن خطوة علاقات عامة على خلفية انتخابات الكنيست أو أن إسرائيل تعتزم فرض وقائع».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى