تركيا.. اردوغان واوغلو على طريق الصدام

انتهجت تركيا سياسات وتوجهات مؤيدة للغرب الاستعماري ومعادية لجيرانها من العرب والمسلمين وهذا أوصلها إلى أن تكون في أحضان اليهودية العالمية والحركة الصهيونية حيث كانت أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني حيث كان ذلك في الثامن والعشرين من شهر آذار عام 1949. واقامت علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية وتجارية مع الكيان أي أن تركيا قد أصبحت أداة للغرب بعامة والولايات المتحدة الأمريكية بخاصة بعيدا عن تاريخها ودينها ومصالحها مع العرب والمسلمين. وأكثر من ذلك فقد حركتها الدول الاستعمارية ضد سورية عام 1957م لان سورية اعترفت بالصين الشعبية ووصل الأمر إلى حد حشد قواتها على الحدود السورية وتهديد سورية كما انتهجت سياسة معادية للعراق.
انتهج الثنائي اردوغان – اوغلو سياسة الحقت بالشعب التركي خسائر اقتصادية وسياسية واجتماعية بسبب العدوان على سورية وانتهاك سيادة العراق بذريعة ملاحقة حزب العمل الكردستاني ودعم التوجهات السياسية المعادية لسورية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية الأخرى خدمة لأمن الكيان الصهيوني وهذه السياسة للقيادة التركية المعادية لسورية بشكل خاص والعرب بشكل عام جعلها تخرج على روابط الدين والتاريخ والمصالح المشتركة للشعب التركي مع الأمة العربية والإسلامية، كما احتضنت تركيا اوردوغان- اوغلو قيادات هؤلاء المجرمين مثلما أسهمت تركيا مع الدول الاستعمارية التي قامت بتدمير الدولة الليبية وتصعد هذه الأيام موقفها المعادي لسورية بما يخدم المصالح الصهيونية وهذه المواقف تعكس نفسها سلبا على الداخل التركي وتفاقم من أزمات تركية الاقتصادية والاجتماعية وتضع تركية على طريق صعبة المسالك وتعود بأفدح الأضرار والخسائر على الشعب التركي وعلى الأمة العربية والمنطقة ودول الجوار إن ما يجري في سورية من أحداث وقتل وإجرام ودمار واستهداف المؤسسات العسكرية في سورية تسهم تركيا فيه بشكل كبير، ووصل بها الحد إلى اقدامها على احتلال أراض سورية في محافظات الشمال وشرق الفرات .
كما تسهم القيادة التركية الحاكمة في توفير الأمن للكيان الصهيوني وسياساته العدوانية التوسعية الاستيطانية وفي تصفية القضية الفلسطينية عبر ضرب المقاومة التي تواجه مخططات التصفية حيث تشكل سورية القاعدة الصلبة الداعمة لهذه المقاومة فلسطينية كانت أم وطنية لبنانية.
نعم أن المسار السياسي لتركيا معاد للعرب ودول الجوار الإسلامية وغير الإسلامية في ظل كل العهود السابقة وجاءت حكومة اردوغان – اوغلو تكمل المشوار في خدمة السياسات المعادية للأمة العربية والإسلامية ولكل من يقف إلى جانب الحق العربي، حيث أن موقف القيادة التركية ممثلة بشكل خاص برئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته السابق اوغلو المعادي لسورية والعرب وبما يخدم المصالح الصهيونية والأمريكية والاستعمارية ويتناقض مع مصالح الشعب التركي لا يحتاج إلى تفسير لأنه يظهر بوضوح لا لبس ولا غموض عبر الإسهام الكبير في استنزاف سورية وحصارها وقتل أبنائها وتدمير مؤسساتها الاقتصادية .
واختلف الشريكان العدوان لسورية والأمة العربية حيث افترقا وهما يتجهان نحو الصدام خاصة وان احمد داوود اوغلو، قد شكل حزبا مستقلا عن حزب العدالة والتنمية أسماه حزب “المستقبل” واعلن عنه يوم الجمعة 13/12/2019، بعد استقالته من العدالة والتنمية في شهر أيلول عام 2016 مستبقا في ذلك قرار اردوغان بتقديمه الى محكمة حزبية. وعندما نقول بأنهما يتجهان نحو الصدام فإننا نستند في هذا الامر الى ما ورد في مبادئ حزب “المستقبل” وبخاصة ما نصه (أهمية حرية التعبير ومواجهة الذهنيات التي تحارب حقوق الانسان، وحرية الصحافة وسياسة المساواة الأكيدة بين جميع المواطنين دون تفريق بين الأقليات الدينية والاثنية) وهذا نقد لسياسة انتهجها اردوغان تمثلت في اعتقال عشرات الالاف من قطاعات واسعة من الشعب بذريعة مشاركتهم في الانقلاب عليه. وكذلك اغلاق العديد من وسائل الاعلام واعتقال مئات الإعلاميين.
كما اقدم احمد داوود اغلو على توجيه نقد لاذع الى اردوغان تمثل في قوله علينا ان نواجه سياسة عبادة الشخص. ومن المتوقع ان ترتفع وتيرة الصدام بينهما حول السياسة الخارجية التي ينتهجها اردوغان وخاصة دعمه اردوغان للعصابات الإرهابية إضافة طبعا الى سياسة الفرد الواحد التي يتبعها اردوغان الذي يمارس سياسات ضارة داخليا وخارجيا التي تخدم بقائه في السلطة مهما كان ثمن هذه السياسة باهظا ومردودها التدميري على الشعب التركي.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى