صيد العصافير في غزة.. مهنة الفقراء المحفوفة باخطار الطائرات الاسرائيلية

طائرات الاستطلاع “الإسرائيلية” تحوم فوق رأسه، مجازفًا بحياته لممارسة هوايته في صيد العصافير قرب شاطئ بحر خان يونس، فالظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة هي ما تدفعه إلى ممارسة مهنة الصيد الموسمية.
وبالرغم من خطورة هذه المهنة بسبب طائرات الاستطلاع الحربية التي لا تفارق سماء المنطقة، إلا أنّ سعيد الأغا قرر مزاولة صيد العصافير هواية له ومصدراً للرزق، خاصة بعد تراجع الانتاج في مهنته الرئيسية بمجال الزراعة في قطاع غزة.
وفي قرابة ساعة الخامسة والنصف فجرا، ينطلق بهمة ونشاط تجاه إحدى الأراضي القريبة من الشاطئ، مجهزًا نفسه بأدواته الخاصة بالصيد، ويختار المكان المناسب بدقة وعناية، ناهيك عن أن مهنة صيد العصافير تحتاج إلى الصبر.
ويضيف الأغا لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أنه بدأ بممارسة مهنة صيد العصافير بعد اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يقارب 13 عامًا، لا سيما مع تراجع الانتاج الزراعي والأزمات الاقتصادية المتلاحقة على القطاع، مشيرًا إلى أن الصيد يوفّر له بعض المال الذي يعينه في إعالة أسرته.
ويتربص صائدو العصافير بالأنواع التي قد تجلب لهم مالًا وفيرًا، خاصة الطيور النادرة والمعروفة بارتفاع أسعارها، مثل، طائر الحسون الملون، والذي يبلغ سعر الذكر منه (200 شيكل)، فيما يبلغ سعر الأنثى (150). وفق الأغا.
ويستخدم الأغا في صيد العصافير، قطعتين من الشباك، و4 أوتاد مثبتة في الأرض و4 أخرى في الجهة المقابلة، وحبل ميزان، ويتم ربط ما يسمى “الحريك” بطريقة مناسبة على عصا مثبتة، لجذب انتباه الطيور الأخرى المماثلة لنوع “الحريك” للوقوع في الشباك.
ويشير إلى أنه يصطاد الكثير من الأنواع مثل: الحسون، الخضّير، والطائر المعروف محليًا باسم “طزليك”، والبسبس، والتفيحي، والدرّة، القنبرة، حيث يبيعها في سوق الأربعاء في خانيونس أو سوق الحَبْ، أو عن طريق الاصدقاء.
أما المخاطر التي يواجهها الصيادون، فتتمثل في طائرات الاستطلاع “الإسرائيلية” التي لا تفارق اجواء قطاع غزة، خاصة المناطق الساحلية والشرقية للقطاع، فقد استشهد أكثر من 13 شاباً برصاص الاحتلال أو مستوطنين كانوا يمارسون صيد العصافير في مناطق مختلفة منذ بدء انتفاضة الأقصى.
وحول انتشار طائر “النعّار” بكثرة في الأسواق أمام المدارس، يقول: “دخل على فلسطين خاصة غزة، عن طريق البحر بكميات كبيرة، ويصطاده الشبان بشكل كبير، كنا نبيعه بـ(20) شيكل للطائر الواحد، والأن يباع الـ5 بشيكل واحد فقط بسبب الكميات الكبيرة التي دخلت القطاع.
الجدير بالذكر، أن نسبة البطالة وصلت في نهاية العام الماضي 2018، إلى (52) بالمئة، وتخطت نسبة الفقر الـ80 بالمئة، وفق البيانات الحكومية والحقوقية، فيما يشير اقتصاديون إلى أن ارتفاع نسبة البطالة في غزة ترجع لأسباب مُركّبة، منها : الحصار والانقسام وتداعياته، واستمرار الخصومات من رواتب الموظفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى