نص نايف.. نص الغياب : وداعية باكية “لابي نظير” بدموع قلم رفيق عمره اسماعيل أبو البندورة

والغياب الذي أتحدث عنه هو الحضور الوافي والبهي لأخي وصديقي نايف أبو عبيد في ضميري وداخل كينونتي وهي المساحة الحية النابضة التي ستبقى تريح نفسي كلما أحسست أنه قرب قلبي ولم يغادر ناظري .
حدث أن كان نايف أبو عبيد يجاورني في جلسة امتدت أكثر من ربع قرن في مجمع نقابات اربد حيث كان يأتي يوميا لزيارتي وكان يريح رأسه على أحد جدران المكتب فأحدث ذلك بقعة دائمة على الحائط وعندما أتى عامل الدهان ليدهن الحائط جاء إلي وقال هذه البقعة لا تريد أن تزول فقلت له اتركها كما هي هذه من آثار نايف أبو عبيد التي لا تزول .
وكيف تستطيع أمكنة وأزمنة نايف أن تنمحي ؟ ، كيف تقدر شوارع الحصن أو أربد أو عمان وباقي الأمكنة أن تقوم بالمحو وهي ترى أشجارها وحيطانها تمد أيديها إليه في لحظة الرحيل لتسلم عليه وتودعه وتبقيه في مدارها وآفاقها .
في كل مكان له لمسه وفي كل زمان له وحشه وفي كل أفق سيكون فراغ .. فهو الغائب الحاضر الذي سيبقى يحدث أخباره بعد أن أبقى فيضا من الكلمات العميقة الجميلة وبعد أن زرع في هذه الأرض الوداعة والمؤانسة وطيب المعشر وتلك شجرة نايف التي سنبقى نتفيأ ظلالها ونتطلع إلى أوراقها الوارفة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى