الأميركان والكرد.. وتدوير العمالة

بعد أن استنفدوا غرضهم من استخدامهم لأدواتهم من انفصاليي الكرد، ونقول انفصاليي الكرد وليس اخوتنا الكرد، تخلَّى الأميركان عنهم ثلاثاً قبل صياح الديك وانصرفوا عن زعم حمايتهم لحماية آبار النفط والغاز السوري المسروق..

انفصاليو الكرد ليسوا خليجيين.. أي لا يملكون مالاً يقايضون به حاميهم الذي يبتزهم بالتلويح بتخليه عن حمايتهم، وإنما على من يستخدمهم أن يحميهم ويدفع لهم لقاء تفانيهم في إتاحتهم له استخدامه لهم.. مشكلتهم أن الأميركان لا يحمون ولا يدفعون إلا لأسرائيلهم ولمن يستثمرون عمالتهم..

.. ومشكلة الأميركان أن شركات الأمن الخاصة لا تكفي لتأمين عملية سطو الشركات الأميركية على النفط السوري المنتهب، إذا ما برَّ ترامب بوعده لقاعدته الانتخابية وسحب جنده من سورية، وفي نفس الوقت حاول استرضاء جنرالاته في البنتاغون ومعارضيه في الكونغرس والدولة العميقة.. لكنما ترامب وجد حلا يضرب به العصفورين بحجر واحد..

أما وأن انفصاليي الكرد المتصهينين لا يتعلمون حتى بعد تلقي الدرس إياه واللطمة إياها وللمرة العاشرة من الآستعمار الغربي في تاريخهم الضائعة دروسه أبداً، لذا وجد ترامب بسهولة ما يبرر به تخليه عنهم، وسحبه لجزءٍ من جنوده من سورية والبقاء فيها..

الأميركان الآن بصدد توظيف جديد لعمالتهم متصهيني الكرد المعروضة دوماً في مزادات تدخلات الخارج المعادي لأوطانهم، سيعيدون تدويرها ويستثمرونها في حماية قوافل النفط السوري المغتصب والمسروق..

.. ستلحق الشركات السارقة بجيوشها الغازية المنسحبة، ويعود النفط لأهله.. وسيعيد التاريخ، ومن أسف، نفسه للمرة الحادية عشرة قائلاً: ليس أكثر عداءً للكرد من خطايا نخبهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى