ترامب لا يخدع أحداً !!

من أوقح ما يمكن سماعه من منطق ينضح بلطجةً وفجاجةً استعماريةً كاوبويوية النكهة، هو آخر تبريرين أوردهما ترامب لقراره الانكفاء وسحب قواته من سورية تاركاً من ورائه، كعادة أميركية معهودة، ودونما التفات من خلفه أدواته المحلية العميلة متخلياً عنها..
التبريران جاءا في سياق رده على سهام شانئيه الداخليين بذريعة تخليه عن الأكراد، وحومة راهن المكاسرة المحتدمة بينه وجبهة المعترضين على قراره لدواع استراتيجية أو انتخابية، خصومه الديموقراطيين، وبعض الجمهوريين، والأهم معشر ما تدعى قوى الدولة العميقة من أمنيه أو إمبراطورية المنزع..
يقولها بالفم الملآن، بالنسبة للأكراد، لقاء خدماتهم اعطيناهم “مالاً وسلاحاً كثيراً”، ثم “إنهم ليسوا ملائكة”، كما “لم نعدهم بالحماية مدى الحياة”..
وبالنسبة للانكفاء فما من بأس لأن “عدداً محدوداً من الجنود الأميركيين سيبقون في سورية، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن (لحماية الكيان الصهيوني) بينما يقوم البعض الآخر بحماية النفط”.. والولايات المتحدة يمكن أن ترسل واحدة من كبرى شركاتنا النفطية للقيام بذلك بشكل جيد”!!!
أفضل ما في ترامب هي وقاحته، هذه التي لا تخدع صراحتها أحداً في عالمنا بما فيهم عملاء أميركا فيه، وقد نستثني عملائها في بلادنا..
والسؤال الذي تسبقه إجابته هو، ترى ما الذي سوف يسمعه خليجيونا وسائر أنظمتنا المتأمركة والمتصهينة من ترامب، أو أحد اسلافه، في قادم أيام انحدارية الأمبراطورية الأميركية المنكفئة المجتهدة على طريقتها الاستعمارية لتأخير تسارع أفولها؟؟!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى