مملكة المؤتمرات التطبيعية!

لم تني، عادت مملكة البحرين لتذكّرنا من جديد بدورها كمجسٍّ وقحٍ لعار متوالية فجور الإنزياحات الخليجية المستهدفة لشرف وكرامة وضمير الأمة العربية المقهورة ومستقبل أجيالها..
ما تريده كبيرة هاته المحميات، أو شقيقتهن السعودية، ساحبةً معها الراقصين على رنين دراهم النفط من أنظمة التبعية المتصهينة، تجده في مملكة آل خليفة العظمى متطوّعها بلا حدود وممسحتها التطبيعية الجاهزة وأداتها الممهّدة لشائن هذه الانزياحات المتلاحقة.
لا نتحدَّث عن تصريحات وزير خارجيتها المزمن التي تندرج صفاقتها تحت مقولتَّي، إن لم تستحِ من أمَّتك فقل ما شئت، وليس بعد التهالك في الارتماء في أحضان عدوها من إثم، كما ولا عن مؤتمر جاريد كوشنر التطبيعي في المنامة كجرعة تصفوية تمهيدية لصفقة القرن، ومشاهد تسيبي ليفني الصادمة تختال في أسواقها..
نتحدَّث عن مؤتمر ينعقدد في ربوعها التطبيعية هو استكمال لذاك الفاشل الذي سبق وأن تم في وارسو في شباط المنصرم “للتباحث حول سبل مواجهة إيران”، أو العدو الافتراضي البديل للعدو الصهيوني الأصيل، والذي كان نجمه حينها نتنياهو.. هذه المرة، هذا المؤتمر الثالث، الذي سيعقد فيمن احتكرت امتياز صفة عاصمة المؤتمرات التطبيعية العربية، سيكون تحت شعار “بحث سبل تأمين الملاحة في الخليج العربي”!
المؤتمر اميركاني أيضاً، وضيوف شرفه هم الغزاة الصهاينة، ولممه، أو شهود زوره، ما يتوفر من لفيف عرب التبعية المتهالكين لجلب الدب الصهيوني لخليجهم..
قناة التلفزة الصهيونية “13” تقول إن خارجية كيانهم سيكون لها وفد مدعو كضيفٍ مشاركٍ على الرحب والسعة في جدول اعمالٍ على مدى يومين يناقش: “سبل تأمين السفن التي تتحرَّك في الخليج”!
.. يدفعون للأميركان ليحتلوهم، ويطبّعون مع الصهاينة ليقنعوا الأميركان الذين يهربون من سورية باستدامة احتلالهم لهم.. لم يفتقدوا الكرامة، ويفتقروا للبصيرة فحسب، بل وعاجزون حتى عن الإحساس باهتزازات ما بات يمور تحت كامل الأرض العربية من ارهاصات سيل غضبٍ جارفٍ عرم بداياته تلوح عياناً على سطحها في أكثر من مكان، كما ولا يبدو حتى أنهم في وارد من قد يعي أن من شأنه ما سيخرج أثقالها، ويشي بما لن يبقي لغثاء زبدهم الفاجر الطافي على وجهها من أثر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى