سوسن بدر فنانة مبدعة تعرف كيف توظف ملامحها لخدمة ادوارها

تدين الفنانة سوسن بدر بالفضل في دخول الوسط الفني إلى وجهها الصلصالي الذي يعطيها قدرة على التشكل بالمرأة المصرية في صور مختلفة، فجسدت الفرعونية والبدوية والفلاحة والأرستقراطية، تاركة تغيرات الزمن تتلاعب بملامحها، فلم تلجأ إلى عمليات التجميل أو المساحيق الكثيفة أو حتى مواراة شعرها الأبيض.
تعامل الفنانة في المهرجانات والاحتفالات الفنية المحلية والعربية حاليا كملكة فرعونية بعد ظهورها في صورة “نفرتيتي” على غلاف مجلة “هاربارز بازار” الأميركية في جلسة تصوير داخل المتحف المصري مؤخرا، أثار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التشابه الكبير في ملامحها مع واحدة من أشهر ملكات مصر القديمة.
تطارد الملامح الفرعونية سوسن بدر طوال تاريخها الفني، فكان أول عمل تم ترشيحها لبطولته عن نفرتيتي أيضا في فيلم “إخناتون: مأساة البيت الكبير” لشادي عبدالسلام مخرج فيلم المومياء، لكن العمل لم ير النور بسبب ميزانيته الضخمة ورفض الدولة المشاركة في تكلفته، واعتراض صناعه أيضا على قبول منتجين أجانب لاعتبارات تتماشى مع أفكار تنظر للغرب بصورة سلبية أحيانا، وحتى الآن لا تزال الفنانة تعتبرها تجربة لو اكتملت لغيرت مجرى حياتها.
أعاد المخرج عمرو سلامة تثبيت الصورة ذاتها بعدما اختارها لتجسيد دور كليوباترا في حملة “100 مليون صحة” الحكومية التي تستهدف الاكتشاف المبكر للأمراض الفيروسية للتأكيد على عراقة المرأة ودورها في المجتمع، وأعادت وزارة الصحة الاستعانة بها في حملة أخرى للكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي، لتتوسط بزي عصري سيدات تجسد ملابسهن التركيبة السكانية المتنوعة بين الريف والصعيد والبدو والحضر وتحت صورتها عبارة “صحتها في قوتها”.
جذب الجمهور من كل الطبقات العمرية والنوعية يبرز كهاجس عند بدر، لتظل على قوائم المشاهدة، ولذلك شاركت في أجزاء مسلسلات {قصص القرآن} الموجهة للأطفال، ونوعت في أعمالها السينمائية
تقول بدر إنها تشعر بالفخر لارتباط الألقاب الفنية التي حصلت عليها بالحضارة المصرية القديمة ومن بينها “الهاربة من المعبد” و”نفرتيتي العصر الحديث”، لكنها في حياتها الخاصة ترفض المعيشة المنعزلة، فتعشق الاختلاط بالبشر، وتفضل التجول في الشوارع دون مكياج وشراء احتياجاتها من المحال التجارية بنفسها، فالاختلاط يضمن للفنان أن يظل مواكبا لعصره.
تصالح بدر مع سنوات الزمن وتقبلها للأفكار المغايرة جعلاها خيارا مفضلا لكثير من المخرجين للقيام بدور الأم أو الحماة بوجهيها الطيب والشرير، فحجزت لنفسها مكانة مستقرة في عالم الدراما لتبدأ تصوير أدوار في خمسة أعمال يفترض عرضها في موسم رمضان 2020، محافظة على العدد ذاته الذي شاركت فيه خلال رمضان الماضي، وبالتزامن مع مشاركتها في فيلمي “أولاد رزق 2″ و”الكنز 2” اللذين يعرضان بدور السينما حاليا.
تعتبر الفنانة المصرية من القلائل الذين لا يفضلون نمطا من الفن على آخر، فقد شاركت في السينما والدراما والمسرح والإذاعة وأفلام الكرتون بالكثافة ذاتها ليقترب إجمالي أعمالها من 350 عملا، منذ ظهورها الأول في فيلم “حبيبي دائما” أمام نور الشريف قبل 40 عاما، الذي اختارها للعب دور خطيبته سلوى من بين العشرات من الفتيات التي عرضها المخرج حسين كمال عليه لسماتها الشكلية الاستثنائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى