هكذا تحظى بقيلولة ناجحة بعد الظهيرة دون ارباك نومك في الليل

 
قيلولة ما بعد الظهيرة هي واحدة من متع الحياة، لكن الإفراط في النوم خلالها يمكن أن يكون مؤشراً على أن الأمور ليست على ما يرام. إذ تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Alzheimer’s and Dementia الطبية، إلى أن القيلولة خلال النهار يمكن أن تكون علامة باكرة على مرض ألزهايمر.

قارن الباحثون أدمغة 13 شخصاً مصاباً بمرض ألزهايمر بعد وفاة أدمغة 7 أشخاص أصحاء، ووجدوا أن الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر لديهم تكتلات من (بروتين تاو) في مناطق معينة في الدماغ، مسؤولة عن اليقظة.

أوضحت لي غرينبيرغ، أستاذة علم أمراض الجهاز العصبي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في مقابلة مع صحيفة “التايمز”، أن “بعض الأشخاص معتادون على أخذ قيلولة طوال فترات حياتهم، لا مشكلة في ذلك. ففي بعض الثقافات، يحظى الأشخاص بقيلولة يومياً وهذا أمرٌ جيد. لكن يجب أن ننتبه عندما يبدأ الشخص في النوم خلال النهار، في حين أنه لم يكن معتاداً على ذلك من قبل”.

ليس واضحاً تماماً ما إذا كانت القيلولة مفيدة لصحتك أم لا. تشير بعض الدراسات إلى أنها تقلل التوتر وتزيد نشاط الوظائف المعرفية، لكن وجدت إحدى الدراسات أن القيلولة مرتبطة بزيادة خطر الوفاة، كما أن هناك بالتأكيد سبب منطقي يدعو إلى الاعتقاد بأن الشعور بالنُعاس خلال النهار -كما هو واضح في دراسة مرض ألزهايمر- يمكن أن يكون علامة على حالة مرضية كامنة.

يقول الدكتور نيل ستانلي، أخصائي النوم ومؤلف كتاب “كيف تنام جيداً؟”، إنه بالنسبة إلى كثيرين، تدل القيلولة خلال النهار بشكل أساسي على عدم نيل قسط كافٍ من النوم ليلاً، مضيفاً، “إذا شعرت بالنُعاس خلال النهار، فعليك التفكير في أخذ قيلولة. هذا هو ما يحتاجه الجسم. لا يحتاج جسمك إلى البقاء يقظاً من خلال الكافيين، بل يحتاج إلى النوم”. فالإحساس الملاحظ، على حد قوله، هو النُعاس وليس الإرهاق، الذي قد يكون سببه نفسياً ومُرتبطاً بالتوتر.

إذاً كيف تحظى بقيلولة جيدة؟ يقول ستانلي إن العامل الرئيسي هو المدة. لذا يفضّل اختيار قيلولة مدتها 20 أو 90 دقيقة، لأنه “عندما تغفو، ستمر سريعاً بمراحل النوم الأخف إلى أولى فترات مرحلة النوم العميق. كما أنك لا ترغب في الاستيقاظ خلال مرحلة النوم العميق، فحينها ستستيقظ مع شعور أسوأ من الذي كنت تحس به قبل نومك”. لذا عندما تأخذ قيلولة مدتها 20 دقيقة، فإن هذا يعني أنك ستستيقظ قبل دخولك مرحلة النوم العميق، بينما حين تأخذ قيلولة مدتها 90 دقيقة، فإنك بذلك ستُكمل دورة النوم.

بمجرد أن تحدد الوقت الذي تستغرقه حتى تغفو -بعض الناس أفضل من غيرهم في أخذ القيلولة، لكن كما يقول ستانلي، “سيستغرق الشخص البالغ السليم ما بين 5 و12 دقيقة حتى يغفو”- سيكون بإمكانك ضبط منبه للاستيقاظ، بعد نحو 30 دقيقة في حالة القيلولة القصيرة، أو لمدة تصل إلى ساعتين في حالة القيلولة الطويلة.

كما أن أفضل وقت لأخذ القيلولة هو خلال الخمود الطبيعي للجسم في فترة ما بعد الظهيرة، أي بين الثانية والرابعة. وكما يقول ستانلي، “يتغيّر الإيقاع البيولوجي في حالة المسنين، لذا ربما يشعرون بالنعاس في وقتٍ أبكر من اليوم”. ويضيف، “لا يجب أن تأخذ قيلولة لفترة طويلة لأنك عندها ستبدأ في اقتطاع ساعات من فترة نومك خلال الليل”. ويؤكد أن الفكرة تكمن في الحصول على نوم مريح في الليل، وهو ما من شأنه أن يضمن لك عدم الحاجة إلى قيلولة على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى