نتنياهو ومودي وجهان لعملة واحدة

ان تحب وطنك وشعبك هذا شىء طبيعي وفطري في الانسان، لكن ان تحول هذا الحب الى نظرة فوقية تجاه الاخرين فهذه العنصرية بابشع صورها وارذلها .. فالعنصرية مرض من الامراض التي تخللت في مجتمعاتنا الانسانية فسببت دمار للنسيج الوطني للدول واشعلت الحروب مع الجوار وفرقت بين الناس وصنعت الفتن واضعفت الشعوب من خلال سلوكيات اعلاء شأن فئة على اخرى اعطت لنفسها الحق في التحكم في الفئات الاخرى و عليها، من خلال سلب حقوقها القانونية والانسانية والتحكم في كينونتها ومصائرها وممتلكاتها واوطانها . نتنياهورئيس وزراء الدولة الصهيونية المحتلة لفلسطين يمثل الاس والمقام في معادلة بناء الدولة الصهيونية العنصرية، فمن خلال السياسات التي يقوم بها ضد الشعب العربي الفلسطيني من الاستيلاء على اراضي الغير وبناء المستوطنات لقطعان الصهاينة القادمين من القارات السبع لتوطينهم على الاراضي العربية الفلسطينية محل سكانها الاصليين من ابناء شعبنا العربي الفلسطيني، اضافة الى سياسة هدم المنازل وزج اصحابها في السجون والمعتقلات حتى اصبحت الدولة الصهيونية تحتوي على اكبر السجون والمعتقلات في العالم من ناحية عدد السجناء والمعتقلين ونوعية هولاء المعتقليين، واخرهم الطفل الفلسطيني الذي استدعي للمحكمة وعمره اربع سنوات .

في المقابل يعتبر مودي رئيس وزراء الهند الوجه الاخر لقطعة العملة الصهيونية الهندوكية، فهو الان يحول كشمير الى سجن كبير من الاعتقالات وفرض الاحكام العرفية على الشعب الكشميري الاعزل من السلاح، ويقوم الان من خلال اللعب بالديمغرافيا والتعديلات الدستورية الاخيرة الذي يعمل من خلالها على ضم اراضي اقليم كشمير الى السيادة الهندية بالقوة، ضاربا عرض الحائط بقرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية التي تدعوالهند الى منح الكشميرين الحرية في حق تقرير المصير بمحض ارادتهم، ولاسيما وان اقليم كشمير هو اقليم متنازع علية وليس من حق الهند ضمه قسريا اليها.

هذه الممارسات اللا اخلاقية واللاانسانية واللاقانونية التي تمارس ضد الشعبين الفلسطيني والكشميري من قبل زعيمي العنصرية في هذا العصر – نتنياهو ومودي- اللذين يشكلان بسياساتهما العنصرية حالة من عدم الاستقرار في المنطقة حيث تعمل هذه السياسات العنصرية على تاجيج المنطقة بالصراعات الداخلية والحروب الخارجية مع دول الجوار التي تملك الاسلحة النووية, هذه الاسلحة التي تهدد الاستقرار والسلم العالمي و تنذر بفناء البشرية اذاما استخدمت بين اطراف النزاع، وخاصة النزاع الهندي والباكستاني .

العالم كله مطالب بفرض ارادته الدولية على الدولة الصهيونية العنصرية والهند بضرورة الجلوس الى طاولة المفاوضات مع اطراف النزاع وحل هذه النزاعات بالطرق السلمية، ومنح الشعبين الفلسطيني والكشميري حقهما في تقرير المصيرة بمحض ارادتهما الحرة في الاستقلال والحرية، واختيار مستقبلهما بالطريقة التي يريانها مناسبة لهما، كما ان منظمات حقوق الانسان عليها واجب الدخول الى الارض المحتلة وتسجيل الانتهكات اليومية التي تمارس ضد الابرياء في كل من فلسطين المحلتة وكشمير المغتصبة، وانزال اشد الاجراءات و العقوبات الدولية بحقهما، كما على كافة شعوب العالم الحر التضامن مع هذين الشعبين من اجل مساعدتهما في نيل استقلالهما الذي طال امده.. فهما يمثلان اقدم البلدان المحتلة والمستعمرة حتى الان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى