بعد 2000 سنة.. علماء الآثار يعيدون تركيب عطر كليوباترا 

هل هي أقرب الروائح التي استخدمتها واحدة من الملكات الأكثر شهرة على مر التاريخ؟ تمكن العلماء من إعادة تصنيع العطر الذي ربما كانت تستخدمه الملكة البطلمية التي انتهت حياتها نهاية مأساوية عام 30 قبل الميلاد. حيث أدت الحفريات التي استمرت لعقد من الزمان بالقرب من القاهرة للتوصل الى تركيبة العطر الذي يتكون من مزيج من المور، والهيل، وزيت الزيتون وبعض القرفة.
وأشار العلماء إلى أن العطر عبارة عن مزيج سميك ولزج يشبه إلى حد ما زيت الزيتون. وفقا للعلماء، رائحته أقوى بكثير من عطور اليوم، ويبقى لفترة طويلة على الجسم.
وقال البروفيسور روبرت ليتمان، الذي قاد أعمال التنقيب بالقرب من نهر النيل، إلى جانب البروفيسور ج. سيلفرشتاين: “من المثير للإعجاب أن تشم رائحة عطر لم يسبق لاحد شمه منذ ألفي عام يخص كليوباترا”.
تأسس الموقع، الذي يقع في شمال مصر، قبل حوالي 6500 سنة، وكان يُعرف سابقا باسم توميس، حيث تم إنشاء اثنين من أشهر العطور القديمة – مندوسيان وميتوفيان.
وقام باحثون أمريكيون بتحليل بقايا أمفورا، وهي عبارة عن أوعية خزفية أثرية موجودة في موقع الحفريات، وأعادوا تصنيع العطور المعروضة حاليا في معرض المتحف الجغرافي الوطني في واشنطن، والذي يستمر حتى 15 أيلول/سبتمبر المقبل، وقال البروفيسور سيلفرشتاين “كان بمثابة شانيل 5 بالنسبة الى مصر القديمة”. وأضاف “لقد كان العطر الأكثر شهرة في جميع أنحاء العالم القديم”. قديمة
تم اكتشاف مجمع كبير من أفران القرن الثالث قبل الميلاد في الموقع، ويُعتقد أنه عطر قديم. والاعتقاد انه كان يستخدم الطين المستورد من أجل صنع العطور، وفي عام 2012، اكتشف منزل صاحب المنزل. وقالت صحيفة ديلي ميل إنه تم العثور على مجموعة من الذهب والفضة والمجوهرات بالقرب من الأفران، مما يشير إلى أن سعر العطور كان مرتفعا.
تم إحضار خبراء العطور المصرية القديمة لإعادة تركيب العطر، على أساس الصيغ المستمدة من النصوص اليونانية القديمة. على الرغم من استعادة العطر، إلا أنه من الصعب معرفة ما هو العطر المحدد الذي استخدمته الملكة كليوباترا. وقدرت ماندي أبتيل، أخصائية التجميل في كاليفورنيا، أن “حاكمة مصر ربما كان لها عطر فريد خاص بها”.
وتروي المصادر التاريخية أن كليوباترا كانت جميلة وتميزت بشخصية آسرة فوقع في غرامها قادة بارزون ومنهم مارك أنطونيو الذي انتحر بعد هزيمته في معركة أكتيوم البحرية وفوجئت كليوباترا وانتحرت خوفا من أن تساق أسيرة عام 30 قبل الميلاد بلدغة أفعى.