الصهاينة يقتحمون باحات المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، والحرم الإبراهيمي، وكنائس القيامة والمهد ويدنّسونها ويصلّون ويرقصون فيها، ويقومون بزيارة مدننا وأماكننا الأثرية ويصلّون ويرقصون فيها بحرية ” وعلى المكشوف ” وبالصوت والصورة، وبسكوت العرب والمسلمين الذين يتفرّجون عليهم وكأن الأمر لا يعنيهم، وبموافقة ومباركة الدول العربية التي فتحت حدودها وسمحت لهم بدخولها باحترام وحفاوة وسلام ” آمنين “! بينما تلك الدول تفرض شروطا قاسية، وفيزا، وتصاريح إقامة، ورسوما مالية مرتفعة على السيّاح العرب الذين يريدون زيارة مدننا وأماكننا المقدسة والأثرية.
هؤلاء الصهاينة ليسوا سيّاحا يأتون للاطّلاع على معالم وطننا وزيارة آثاره والتعلّم عن تاريخه وحاضره وشعبه، بل إن معظمهم جواسيس يأتون لتشجيع التطبيع مع الدول العربية، ولجمع معلومات للدولة الصهيونية ستساعد القائمين على المشروع الصهيوني في السيطرة على كل المنطقة العربية بالسلاح، وباستخدام سلسلة لا تنتهي من الأساطير والخرافات الكاذبة المفبركة المتعلقة بتزوير التاريخ. فقد تحدّثت وزيرة السياحة الأردنية السابقة مها الخطيب عن ضبط سياح صهاينة متلبّسين بمحاولة دفن قطع أثرية في أرض أردنية لتزوير التاريخ والادعاء بأن لليهود مقامات في الأردن، وان أجدادهم كانوا هناك والأرض أرضهم!
بعض الدول العربية تسمح للصهاينة بدخولها والسياحة والتجوال فيها كما يشاؤون، وبعضها يسمح لهم بالتملك وشراء العقار، بينما الدولة الصهيونية لا تسمح لنا نحن العرب بزيارة فلسطين المحتلة والقدس، لأنها لا تثق بنا وتزدرينا وتحتقرنا وتعتبرنا ” شعبا عدوا متخلفا “، وتبطش بإخواننا الفلسطينيين، وتعذبهم وتهينهم في كل مكان بما في ذلك المعابر التي تربط بين فلسطين المحتلة والأردن ومصر، ولم نسمع أن دولة عربية اتخذت إجراءات ضدّها، أو حتى احتجت على ممارساتها العنصرية القهرية المهينة التي ترفضها القوانين الدولية ” والأخلاق الإنسانية ” والشهامة العربية ” التي لا علاقة لحكامنا بها!
أبناء الشعب العربي مطالبون بالعمل على إيقاف هذه السياحة السياسية الصهيونية الخبيثة النوايا والأهداف بالاحتجاج ومطالبة حكوماتهم المطبّعة بعدم السماح للصهاينة بدخول أوطاننا، والتحرك والتظاهر ضد وجودهم في مدننا وأماكننا السياحية، ومقاطعة الفنادق التي تستقبلهم والمؤسسات التي تقدّم لهم خدمات، واشعارهم، هم ودولتهم العنصرية، أن الشعب العربي يرفضهم ولا يقبل التطبيع والعامل معهم.
أطماع الصهاينة مكشوفة ونعرفها جميعا وهي احتلال وطننا من الفرات إلى النيل؛ فلماذا لا نتحرّك؟ ولماذا لا نحتقرهم كما يحتقرونا ونقاطعهم كما يقاطعونا؟ الآن يصلّون ويرقصون ويعربدون في القدس والخليل والبتراء والأهرامات وأسوان وغيرها من الأماكن الأثرية والسياحية في وطننا، وإذا بقينا سلبيّين ومتردّدين ولم نتحرّك ونضحي لتغيير واقعنا ومواجهة الصهاينة ومن لف لفيفهم من الحكام العرب، فمن الممكن جدا أنهم سيرقصون ويغنون في مكّة والمدينة وجميع أماكننا المقدّسة والأثريّة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي!
في ذكرى رحيله الـ ٥٣ .. قراءة في حيثيات “العروة الوثقى” بين عبد الناصر وجماهير الشعب العربي
بعض الناس يشبهون الوطن، إن غابوا عنا شعرنا بالغربة (نجيب مح... إقرأ المقال